الوكالة الوطنية للإعلام - 30/1/2008
دعا الرئيس العماد اميل لحود، في تصريح اليوم،"الجهات المختصة في الجيش والقضاء العسكري الى الاسراع في انجاز التحقيقات لكشف كل الملابسات التي أحاطت بالاحداث الدامية والمؤلمة التي وقعت بعد ظهر الاحد الماضي في منطقة الشياح - مار مخايل، وصولا الى تحديد المسؤولين عن سقوط الشهداء والجرحى، وذلك لوضع حد للغط الدائر حول ما رافق هذه الاحداث المدانة من نتائج وتداعيات وقطع الطريق على المريدين شرا بلبنان واللبنانيين والمؤسسة الوطنية التي كانت وستبقى الضمانة الأكيدة لوحدة الوطن وشعبه ومؤسساته".
وقال الرئيس لحود: "لقد تابعت بألم بالغ التطورات التي شهدتها منطقة مار مخايل الشياح يوم الاحد الماضي، وسعيت مثل جميع القيادات المخلصة الى تطويقها ومنع استغلالها لايماني بأن الجيش الوطني لا يمكن ان يصوب سلاحه على أهله وأبناء وطنه، ولا المقاومة الوطنية راغبة في استهداف شريكها الطبيعي في مسيرة الدفاع عن سيادة الوطن واستقلاله وكرامته، فكلاهما في خندق واحد ضد العدو الاسرائيلي وضد كل من يسعى الى تمرير المخططات المشبوهة التي تنال من سيادة لبنان وكرامته. ومن هذا المنطلق، فان ما حصل يشكل خللا جسيما وحالة شاذة ينبغي على القيادة العسكرية والقيادات السياسية العمل وبسرعة على محاسبة المسؤولين عنه تفاديا للوقوع مرة جديدة في الافخاخ التي ينصبها أعداء لبنان الذين هالهم التكامل القائم بين الجيش والمقاومة وجماهيرها، فسعوا الى ضربه بالرصاص حينا وبالمواقف السامة والتحريضية أحيانا أخرى".
أضاف الرئيس لحود:" ان أكثر ما يسعد أعداء لبنان هو إحداث شرخ بين الجيش الوطني من جهة، والمقاومة الوطنية من جهة ثانية، لان الوحدة التي رسختها دماء شهداء الجيش والمقاومة على أرض الجنوب، شكلت أحد أبرز أسباب انتصار لبنان في تحرير أرضه من الاحتلال الاسرائيلي في العام 2000 وفي صد العدوان الغادر في تموز 2006. وهذان الحدثان التاريخيان يقضان مضجع الاسرائيليين وحلفاءهم الذين يتحينون الفرص للانتقام من اللبنانيين وجيشهم ومقاومتهم، فلا يجوز تحت أي ذريعة أو حجة ان نمكن هؤلاء الاعداء من تحقيق ما عجزوا عنه على رغم محاولاتهم المتكررة منذ سنوات وحتى اليوم. وفي يقيني ان الرد البديهي عما حصل هو في المزيد من الالتفاف حول الجيش والمقاومة الوطنية لحماية هذه العلاقة العضوية التي تشكل العمود الفقري لمنعة لبنان وقوته وكرامته وهي منعة يحصنها الوفاق الوطني وتحميها المؤسسات الدستورية وترسخها المشاركة الحقيقية العادلة".
وختم الرئيس لحود قائلا:"أني اذ أحيي ذكرى الشهداء الذين سقطوا في أحداث الاحد الماضي، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى، أضم صوتي الى أصوات القيادات اللبنانية المخلصة التي أدركت خطورة الموقف ودقته وسارعت الى التهدئة وتطويق ردود الفعل والعمل من أجل تمكين القيادة العسكرية والقضاء من تحديد المسؤوليات في أسرع وقت ممكن، وأدين بشدة الاصوات التي سعت الى صب الزيت على النار وراحت تنفخ في أبواق الفتنة وتستحضر الماضي الأليم علها تستعيد دورا مشبوها طالما لعبته لصالح أعداء لبنان. وأنا على ثقة بأن رد اللبنانيين المخلصين سيكون مرة جديدة قويا وواحدا وبان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء".