المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الرئيس ميقاتي: يجب إبعاد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية والسؤال الكبير لماذا أقحم الجيش في المواجهات ومن استدرجه

الوكالة الوطنية للإعلام - 29/1/2008

دعا الرئيس نجيب ميقاتي، في حديث الى قناة "الجزيرة" الفضائية الى "إبعاد الجيش اللبناني عن التجاذبات السياسية لأنه خشبة الخلاص الوحيدة الباقية لدى اللبنانيين المؤمنين بهذا البلد والراغبين في الاستمرار بالعيش فيه". واعتبر"أن اقحام الجيش في الصراع يمكن اعطاؤه تفسيرات عدة منها ربما ما يتعلق بترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية".

ورأى انه "اذا استمرت وتيرة الشحن على ما هي عليه، فالمستقبل سيكون قاتما جدا، وسنتجه الى الهاوية بوتيرة متسارعة، لافتا الى ان المبادرة العربية تهدف الى الحفاظ على وحدة لبنان واللبنانيين جميعا، داعيا الى الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة تضم كل الاطراف لإطلاق المعالجات المطلوبة، ونقل لبنان من المأزق الراهن الى مرحلة الاستقرار".

وردا على سؤال عن اتجاه الوضع في لبنان بعد المواجهات التي حصلت في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال: "ان ما حصل نتيجة طبيعية للتعبئة التي حصلت في الفترة الماضية وللحديث المتكرر عن الاحتكام الى الشارع. فعندما نعبىء النفوس ونؤجج المشاعر، من الطبيعي أن تكون النتيجة ما حصل بالامس. واذا استمرت وتيرة الشحن على ما هي عليه، فإنني أرى ان المستقبل سيكون قاتما جدا، واننا نتجه بوتيرة متسارعة نحو الهاوية. لذلك، المطلوب منا جميعا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، ان نقف وقفة مسؤولة، وأن نساهم في بناء الجدار الذي يقي وطننا ويمنع سقوطنا جميعا في قعر الهاوية".

وردا على سؤال عن قراءته للتصعيد المفاجئ من قبل المعارضة ضد ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، أجاب: "لقد شهدنا في الفترة الماضية مواقف متناقضة من الجيش انقسمت بين داعم وحاضن له أو مشكك به، وكلا الموقفين، برأيي، مضران للجيش. الجيش هو المؤسسة الحاضنة للجميع من دون تمييز بين فئة وأخرى، وهو الملجأ الطبيعي وخشبة الخلاص الوحيدة الباقية لدى اللبنانيين المؤمنين بهذا البلد والراغبين في الاستمرار بالعيش فيه، وعلينا جميعا أن نتمسك بخشبة الخلاص هذه وإبعاد الجيش عن التجاذبات السياسية، والا نكرر الخطأ الذي حصل إبان أحداث صيدا في العام 1975، حين قام فريق من اللبنانيين بشتم الجيش وقابله فريق آخر بدعم الجيش وبدا المشهد يومها وكأن الجيش هو لفريق من اللبنانيين على حساب الفريق الآخر، فيما الجيش هو الحماية الحقيقية لكل لبنان والملاذ الحقيقي لكل لبناني مخلص".

وردا على سؤال اذا كانت هذه الحملة تؤشر الى أن اسم قائد الجيش قد سقط من لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية، أجاب: "ان العنصر الجديد في الاحداث التي وقعت هو إقحام الجيش في المواجهات، والسؤال الكبير المطروح هو كيف ولماذا أقحم الجيش في هذا المأزق ومن استدرجه الى ذلك. فالجيش بالمعنى العام للكلمة، هو الهيبة والقوة المعنوية، أكثر مما هو بحجم قوة النار التي يمتلكها أمام مواطنيين لا يملكون السلاح. إن إقحام الجيش في هذه المواجهة يمكن اعطاؤه تفسيرات عدة منها ربما لجهة ارتباط هذه المسألة بترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية".

وحول إمكان تكرار تجربة العام 2005 أي تشكيل حكومة حيادية يتولى هو رئاستها، قال: "قد يكون تشكيل حكومة حيادية هو المخرج من المأزق الحاصل ولإنهاء الجدل بشأن نسب توزيع الحقائب الوزارية، ولكن ليس من الضروري أن اكون على رأس هذه الحكومة. المهم أن تترأس هذه الحكومة شخصية حيادية لتمرير الازمة اللبنانية الراهنة والتي لها عدة أوجه وتتداخل فيها المعطيات الاقليمية والدولية مع الاعتبارات المحلية. هناك أزمة ثقة عميقة بين اللبنانيين ولا يمكن الاستمرار بهذا الواقع لفترة طويلة، أو كما يقال الى موعد الانتخابات النيابية المقبلة. لذلك علينا أن ننشئ حالة جديدة تعبر عنها حكومة حيادية يمكن أن تقود البلاد الى الانتخابات النيابية المقبلة".

وعن مصير المبادرة العربية، قال: "ينظر البعض اليوم الى المبادرة العربية وكأنها تأييد لطرف على حساب الطرف الآخر، فيما هي لكل لبنان ويهمها الحفاظ على وحدة لبنان واللبنانيين جميعا. وقد اطلعنا على البيان المعتدل الذي خرج به الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب، ولذلك علينا السعي في أسرع وقت الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة تضم كل الاطراف لإطلاق المعالجات المطلوبة ونقل لبنان من المأزق الراهن الى مرحلة الاستقرار".

29-كانون الثاني-2008
استبيان