وقال: "لقد هالنا ما حدث من نتائج دامية وتطورات فاقت التصور، من خلال الطريقة التي جرت فيها مواجهة التحرك الشعبي الذي انطلق عفويا وتحت عناوين مطلبية باتت معروفة للجميع. إن ما جرى يثير الكثير من علامات الاستفهام التي يجب على الجيش اللبناني وقيادته توضيحها بأسرع وقت حتى لا تتفاقم الأمور من خلال حالة الاضطراب السياسي والتململ الشعبي التي أعقبت الأحداث الدامية، خصوصا وأن ما أظهرته الصور التي برزت على الشاشات يبعث على الاستغراب والتساؤل حول الكيفية التي أديرت بها الأمور، وكذلك حول هذا الاستسهال في إطلاق الرصاص على الناس أو في معاملتهم بطريقة عنيفة لم نشهدها في مواقع أخرى، فضلا عن الحديث الذي يثار حول انطلاق الرصاص القاتل من ساحات معينة، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل أيضا عن الجهة المسؤولة عن الأمن في تلك الساحات.. والى جانب ذلك كله لا بد من التوقف عند الطريقة الاستعراضية التي جرى فيها إطلاق النار على الأبنية والمحال حتى في المناطق التي كانت بعيدة عن التحركات الشعبية".
أضاف: "إننا في الوقت الذي نعتبر فيه أن الدماء التي سالت هي دماء باهظة الثمن، وينبغي أن تكون محل احترام من الجميع، نؤكد بأن الخسائر الكبيرة من الشهداء والجرحى هي أكبر من كل محاولات التوظيف السياسي، سواء انطلقت هذه المحاولات من الموالاة أو المعارضة، ونخشى من أن الأمور قد تنفلت من عقالها من خلال حالة الفوضى السياسية والأمنية التي يعيشها البلد، سواء أراد من هم في الموالاة أو المعارضة ذلك أم لم يريدوا. وخصوصا في ظل المخطط الأميركي الساعي إلى إثارة الفوضى غير البناءة التي لا يزال يبشر بها المسؤولون الأميركيون".
وتابع: "وإننا في الوقت الذي نتقدم فيه بالتعزية من كل ذوي الشهداء والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل، ندعو إلى إجراء تحقيق سريع وفوري لمعرفة من قام بقتل الناس بدم بارد، ومن وجه هؤلاء القتلة لتصفية هؤلاء الشباب، لأننا نريد للجيش اللبناني أن يبقى سياجا لجميع اللبنانيين، وألا يسمح لأي جهة أن تحاول الإساءة إليه من الداخل أو استغلال حركته إعلاميا أو سياسيا بطريقة وبأخرى". وختم: "إننا نريد للجميع أن يتقوا الله في أي تحرك في الشارع، لأنه لا يجوز الإساءة إلى الناس في أنفسهم وممتلكاتهم العامة والخاصة، لأن ذلك من شأنه أن يرتد سلبا على حياة الناس ويزيدها تعقيدا".