ورأى الشيخ قبلان: "ان المصائب تتوالى علينا من كل حدب وصوب، فهذه البلاءات التي تحل بساحاتنا وتحصد أهلنا لا مسوغ لها ولا مبرر، وعلينا ان نتأنى في كل حكم، وقول وفعل، فلا يجوز ان تسقط الأرواح البريئة دون ذنب ومبرر، فهذا الاجرام من فعل الشيطان الذي يتحين الفرص بالإنسان، فما وقع بالأمس يزيدنا حرجا وصبرا وتأملا، فكل عمل فيه تسرع يقابله سقوط قتلى وجرحى وخسائر مادية ومعنوية".
واضاف: "لذلك نطالب الشعب بالتروي والعقلانية وعدم التسرع في أخذ الأحكام والقصاص، ان لبنان عاش تجارب ونزاعات طائفية ومناطقية ومذهبية سقط فيها المزيد من الخسائر المادية والمعنوية"، معتبرا ان سقوط الجرحى والقتلى وما رافقه من أعمال عشوائية يخفي دلالات خطيرة، "فلا تسلم الجرة في كل مرة" ولن نتمكن من تهدئة العواطف باستمرار، فالدولة هي المسؤولة وقوى الأمن والجيش هي التي تعلم الناس الانضباط، وقد يخطىء الشعب ولكن على المؤسسات الأمنية والعسكرية والقضائية ان تجري حساباتها، لان المقتول هو ابن وطنهم وقد يكون أخا لهم".
وقال الشيخ قبلان: "انا ضد النزول الى الشارع وضد الأعمال الفوضوية وفي نفس الوقت انا ضد ارتجال القوى الأمنية، فلا يجوز سقوط ضحايا وجرحى ابرياء في عمل إجرامي، وعلى اللبنانيين ان يتعلموا من أحداث الماضي، لذلك نتمنى ان لا تعود المشكلة وان لا نحمل حقدا على الجيش وقد يكون هناك عناصر مدسوسة، فالجيش هم اهلنا وأبناؤنا ادخرناهم لحفظ الوطن وحمايته ضد إسرائيل، نحن نحتاج الى عقلاء لضبط الوضع وإجراء تحقيق عادل حتى لا نقع في خطأ جديد يصعب تفاديه، ان في قلوبنا آهات وويلات ونحن نسعى لنكون اطفائيين وعلى من اخطأ ان يتراجع فلا يجوز إطلاق الرصاص عمدا على الشعب لا سيما وان شعبنا معطاء وكريم، وهو يحتاج الى سياسة حكيمة وعادلة، وهو يتصدى للباطل والظلم والفساد وهو يعبر عن حالة ظلم واضطهاد يتعرض ولا يزال لها، في المقابل علينا ان نعمل لحفظ التوازن والمعادلات و المؤسسات والشعب والأولوية للشعب لأنه اصل المؤسسات والدساتير".
واعتبر الشيخ قبلان ان "الجرائم التي وقعت باغتيال النقيب عيد ومرافقه وقبله اغتيال الحاج ومرافقه تدعونا الى معالجة العقد والمسارعة الى انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحقق التوافق بين كل الافرقاء، وعلى السياسيين التحاور والتشاور في غرفة مغلقة لحل العقد القانونية والدستورية لانتخاب رئيس جديدة للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، تحت شعار لا غالب ولا مغلوب، ليحصل كل ذي حق على حقه، بعيدا عن التحدي والحديث عن الأرقام في تشكيل الحكومة، لأننا اعتدنا ان نشكل حكومة وحدة وطنية ترضي الجميع". وناشد السياسيين ان يحافظوا على لبنان وشعبه ليعود لبنان جوهرة، فاذا حافظوا على لبنان فإنهم يحفظون أنفسهم وإخوانهم ووطنهم".