23/01/2008
استقبل آية الله السيد محمد حسين فضل الله وفدا من هيئة دعم المقاومة الإسلامية في لبنان برئاسة الحاج حسين الشامي، وضعه في أجواء عمل الهيئة ورفدها لحركة المقاومة ضد العدو، وخصوصا في هذه المرحلة الصعبة من حياة الوطن والأمة.
وقال العلامة فضل الله للوفد: كنت أراقب الحركة الأميركية في لبنان في المرحلة التي سبقت الحرب الإسرائيلية - الأميريكة في تموز من العام 2006 وإلى الآن، فوجدت أنها كانت ولا تزال تسعى لإسقاط عناصر الممانعة وعناصر القوة الداخلية والتي تمثل عائقا حقيقيا أمام إسرائيل وتمنعها من اجتياح لبنان بمشروعها أو باحتلالها.
أضاف: إننا, ومن خلال ما نراه في هذه الأيام في غزة, وفي ظل حركة الجريمة الوحشية المتواصلة ضد الفلسطينيين على مرأى ومسمع من المسؤولين العرب الذين لا يحركون ساكنا، بل ربما يقهقه البعض منهم فرحا، نرى أن علينا العمل لرفد حالات المقاومة والممانعة في فلسطين ولبنان، وكل حالة ممانعة أو مقاومة شريفة تتحرك في نطاق رفض الاحتلال ومواجهة المشروع الساعي لاجتياح الأمة والسيطرة على قرارها ومقدراتها.
وأشار إلى أن الأرض السياسية اللبنانية لا تزال مزروعة بالألغام الأميركية التي يراد لها أن تنفجر، فتحدث أصداء واسعة للفوضى المتنقلة في طول المنطقة وعرضها، لأن إدارة الرئيس بوش لا تريد للبنان المقاوم والممانع أن ينعم بالحرية والاستقلال الحقيقي بعدما أذاق إسرائيل طعم الهزيمة والخيبة.
وأكد آية الله فضل الله أهمية وضرورة دعم المقاومة واحتضانها وحمايتها، وقال: اننا نحتاج لمشروع مقاومة على المستوى الثقافي، لأننا بحاجة إلى مشروع يحمل آفاق الإسلام المشرقة ويتصدى لحالات الخرافة والغلو التي تحاول تهديم البناء الإسلامي من الداخل.
وشدد على التفريق بين احترام الأشخاص والقيادات وبين تقديسهم، مؤكدا أن النقد البناء يثري العمل الثقافي والسياسي، أما المديح الذي يصل إلى مستوى التقديس، فإنه يمثل عقبة كبيرة في طريقه.
وختم مشيرا إلى أن ما نحتاج إليه على مستوى الأمة هو حركات إسلامية تتمكن من خلال حركتها الثقافية والفكرية ومن خلال عناصر الوعي فيها إلى جانب فعلها الجهادي المميز، من التمدد والانتشار.