وقال النائب فضل الله "أن الرئيس الاميركي اطلق مفردة خطيرة في جولته الاخيرة في المنطقة وهي ان الفلسطينيين يريدون أخذ التعويضات، ويبدو ان هذه إحدى مفردات التوطين في لبنان التي حذر منها قادة المعارضة، وكذلك كانوا يتحدثون عنها وينفي الفريق الاخر نيته لها، لكن التصريح الاميركي صريح وواضح".
وإعتبر "أن الادارة الاميركية تسعى الى إنضواء المنطقة كلها تحت جناح إسرائيل وهيمنتها وتسلطها، ولكن خفي عليها ان هذا الشعب الذي ينهل من مدرسة كربلاء الحسين معنى الشهادة وحب الاوطان، وانه لن يرضخ ولن يستسلم للمعتدي مهما كبر حجمه وعظم شأنه". وختم: "سنبقى منفتحين للتلاقي والحوار، ويدنا ممدودة حسب أصول الشراكة الحقيقية للتمثيل، لكي نعالج مشاكل وطننا ونتطلع معا الى مستقبل آمن وزاهر".
وفي بلدة حبوش، أقيم مجلس عزاء في النادي الحسيني، في حضور النائب حسن فضل الله وإمام البلدة العلامة المفتي علي مكي وحشد من الفاعليات وقياديين في حركة "أمل" وحزب الله وأهالي البلدة. وتحدث النائب فضل الله، فقال:" نحن في الداخل ليس لنا أعداء، بل عندنا خصوم. واليوم يجولون بالازمة الداخلية على كل دول العالم، أميركا وفرنسا ومجلس الامن وأوروبا، لكن في النهاية، تعود الازمة الى لبنان. هناك معارضة وسلطة، هل هنا شراكة أم لا؟ اذا كان هناك شراكة الحل غدا يتم واذا لم يكن هناك شراكة، فالازمة ستطول وتذهب الى مزيد من التعقيدات والمشكلات. لذلك هناك مجموعة من البنود لا بد ان تكون حاضرة في اي حل في الداخل، حكومة الشراكة الوطنية هي مصير لا بد منه وهي المعبر للحل، فلا بد عن تفاهم سياسي داخلي على السلة الكاملة التي تشمل كل السلطة، اتفقنا على بند وحيد فيها وهو رئاسة الجمهورية، وبقي الحكومة وقانون الانتخاب وأشياء أخرى".
اضاف: "ان التفاهم السياسي والاتفاق الداخلي يحتاج أيضا الى ضمانات جدية حتى نذهب جميعا الى انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وإقرار قانون الانتخاب فنصل الى الانتخابات النيابية ونلجأ جميعا الى حكم الناس وحكم الشعب في صناديق الاقتراع واذا لم يقبل الفريق الاخر بهذا التفاهم معناه ان هذا الفريق لا يزال خاضعا للقرار الاميركي بإستمرار هذه الازمة الداخلية".
وأكد النائب فضل الله "ان مشروع قوى الموالاة بدأ ينهار ويتصدع"، وقال:" قبل سنة، كان شعار السلطة المطالبة بنزع سلاح المقاومة وكان لها شعار آخر، انه في 24 تشرين الثاني ستلجأ الى اعتماد خيار النصف زائدا واحدا لتنصيب رئيس. لماذا تراجعوا عن ذلك! ألرغبة في الشراكة والحل، لا أبدا ! لقد رأوا ان موازين القوى الداخلية لا تسمح لهم. واليوم لو قالوا انهم يريدون مناقشة سلاح المقاومة، فمن الذي قال اننا نريد مناقشتهم في هذا الموضوع، في ظل هذه السلطة السياسية الموجودة؟ نحن قلنا، حاضرون لإستراتيجية دفاعية لبنانية ونسمع فريقا يريد تطبيق ما يريده الاميركيون حول هذه المقاومة. ففي أزمة الحكومة، لا يريد الاميركيون حكومة وحدة وطنية ولا شراكة ولا يريدون ان يكون الفريق المعارض وازنا داخل الحكومة".
وعرض للمبادرة الفرنسية، مشيرا الى "ان الاميركيين عطلوها"، وقال: "وجاءت المبادرة العربية فأفشلوها أيضا، لان فيها بصيص أمل وضوء ولو في نهاية النفق رغم ان المعارضة تتعاطى معها بإيجابية وإنفتاح وبمرونة، وقبل وصول عمرو موسى الى لبنان بدأوا يفسرون المبادرة العربية على الرغم من ان اللغة العربية واضحة".
ثم تحدث العلامة مكي فنوه بالاخوين العزيزين حزب الله وحركة "امل" اللذين عقدا العزم على إحياء مجالس عاشوراء بلغة من الحب والاجتماع والوحدة والتلاقي".
كما تحدث النائب فضل الله، في المجلس العاشورائي الذي اقامه حزب الله في حسينية بلدة كفرملكي، فرأى "ان هناك في لبنان من يريد ان ينقل الازمة الى مجلس الامن"، مشيرا الى "ان الحل للازمة اللبنانية لن يكون الا وفق موازين قوى سياسية وشعبية لبنانية و على قاعدة الشراكة في السلطة". وقال:" لن يستطيعوا ان يفرضوا حلا على لبنان خلافا للمنطق الطبيعي، وهو منطق الشراكة بين المعارضة والموالاة و لو جابوا بهذه الازمة كل العالم".
واشار الى "ان المبادرات اليوم تتعطل لوجود قرار اميركي بتعطيلها، ويبدو ان اليد الاميركية بحاجة الى بعض الوقت لكي تلوى في لبنان حتى يسمحوا لمن يسمونهم بحلفائهم بان يسيروا في الحل".