18/8/2007
عرقلة جديدة للمساعي التوافقية التي تقاد داخليا وخارجيا ظهرت عبر هجوم مستجد على المعارضة وسوريا بحجة ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع هاجم السعودية ، رغم ان العودة الى بيان الشرع تؤكد انه لم يهاجم السعودية حيث اكد الحرص على العلاقة بين البلدين واشار الى ان الدور السعودي شبه مشلول في المنطقة ويجب ان يعود الى ما كان عليه . وفيما ظهر جليا ان الهجوم من قبل مصدر حكومي سعودي على سورية ببيان شديد اللهجة وهجوم النائب سعد الحريري وتوابعه في لبنان على سوريا والمعارضة سيؤدي الى توتير في الاجواء السياسية في لبنان مما يؤجل الحلول ويعرقل المساعي الوفاقية خاصة التي بدأها الرئيس نبيه بري فإن الرئيس بري سيحاول الاستمرار في مسعاه واستقبال المرشحين للرئاسة من اجل التوافق عل الاستحقاق بغض النظر عن التأثر بهذه الاجواء المتوترة.
وكان الحريري هاجم سوريا في بيان لمكتبه الاعلامي بشدة وقال نستغرب انضمام جوقة أتباع النظام السوري في لبنان خلال الأيام الاخيرة إلى حملة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع على المملكة العربية السعودية واندفاع وسائل إعلام قوى 8 آذار الى إبراز ما أوردته هذه الجوقة من أكاذيب وافتراءات بحق المملكة وقيادتها. كما سارع الى استحضار موضوع المحكمة بالقول أن اقتراب جلوس المحكمة الدولية للنظر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يُفقده-أي الشرع- وجميع شركائه في نظام الجريمة والقتل والاستبداد في دمشق آخر ما بقي لديهم من أعصاب.
بالمقابل نقل زوار الرئيس بري عنه قوله، أمس، ان تحركه قائم ومستمر، مشيراً إلى أنه يعمل منذ أكثر من سنة على إيجاد لحمة بين اللبنانيين. وأوضح أن التحرك الذي يقوم به الآن ليس مبرمجاً، لكنّه يسير وفق ما تقتضيه الظروف. وقال إنه بدأ يلتقي المرشحين الرئاسيين، وهو يشجع على أن يكون الترشّح للرئاسة على أساس برامج لكسر النمط التقليدي للترشّحات، وهذا من شأنه أن يشجع المرشحين على وضع رؤاهم في إطار برنامج متكامل أمام الرأي العام. ولفت بري إلى أنّ المرشّحين للرئاسة كثر، وقال: كلهم كفاءة ولا غبار على وطنيتهم، لكن ما زلنا في مرحلة الترشّح، والتوافق هو مسعانا. وأكد بري لزواره أيضاً أنه ما زال يؤمن بأن المخرج من الأزمة هو بالتوازي بين حكومة الوحدة الوطنية ورئاسة الجمهورية، لأن الحكومة تمثّل مدخلاً يعبّد الطريق الى الاستحقاق الرئاسي، كما تمثّل بداية مصالحة وطنية.
على انه كان بارزا في هذا الوقت تكرار البطريرك الماروني انه لن يعارض تعديل الدستور اذا كان ذلك من اجل مصلحة البلد رغم انه كان يعارض ذلك ، كما جاء تأكيده ان الرئيس المقبل يجب ان يكون على مسافة واحدة من كل الافرقاء ويمد الجسور بين اللبنانيين، ليسحب البساط من تحت النوايا الشباطية بانتخاب رئيس من فريق السلطة وخارج نصاب الثلثين ، وهو الامر الذي قابله مصدر رفيع في قوى المعارضة بالقول لصحيفة الديار انه اذا مشت الموالاة بالنصف زائد واحد لن تستطيع الصمود شعبياً ولا قدرة للولايات المتحدة على حمايتها.