الوكالة الوطنية للاعلام 10/01/2008
عقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اجتماعه الدوري بهيئتيه الشرعية والتنفيذية، برئاسة نائب رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان، واستهل المجتمعون الجلسة بتلاوة سورة الفاتحة عن روح المرحوم الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين في الذكرى السابعة لرحيله، داعين إلى استحضار مواقفه الوطنية والإسلامية ومقاربتها في التعامل مع تطورات الأحداث في لبنان والعالم.

كما دعا المجتمعون المسلمين في بداية السنة الهجرية الجديدة، الى "التأمل في معاني الهجرة النبوية الشريفة وما تحمله هذه المناسبة من ذكريات وعظات ولإحياء ذكرى نهضة الإمام الحسين، سبط رسول الله، "بما يتناسب مع قيمها ومعانيها السامية، آملين أن تكون هذه المناسبات دافعا لعودة اللبنانيين إلى القيم الدينية الأصيلة التي تجمع المنتمين إلى الديانات السماوية وتوحدهم على حب الوطن".

وبعد البحث في الأزمة التي يمر بها لبنان وأوضاع المنطقة، أصدر المجتمعون البيان الختامي الذي تلاه عضو الهيئة الشرعية للمجلس الشيخ علي الخطيب، وفيه:
 

"أولا: يرحب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بالمسعى العربي الجديد المتمثل بالبيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية الدول العربية لحل الأزمة السياسية في
لبنان، ويأمل المجلس أن يتكلل مسعى ألامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى بالنجاح الكامل في تحقيق الوفاق الداخلي على قاعدة الشراكة الكاملة في انتخاب العماد ميشال سليمان كرئيس وفاقي للجمهورية وفي تشكيل حكومة وحدة وطنية، تضم مختلف القوى السياسية وإقرار قانون جديد للانتخابات، لذلك يدعو المجلس الفرقاء السياسيين كافة إلى التعامل بإيجابية وانفتاح مع هذا المسعى وعدم وضع العراقيل أمامه وإفراغه من مضمونه لإفشاله لاحقا.

ثانيا: إن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى يرى في زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى المنطقة، حلقة في سلسلة الانحياز الأميركي إلى الكيان الصهيوني المغتصب والعنصري، تحت شعار حماية الديمقراطية وتشجيعا لاستمرار عدوانيته وتكريسا لاحتلاله الأراضي العربية وتدخلا في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية تحت عنوان: احتواء التطرف والنفوذ الإيراني، تضليلا للرأي العام العربي والإسلامي لتغيير وجهة الصراع وقطع الطريق على التقارب بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبين العالم العربي ولتثبيت منطق الاستئثار والتفرد حماية للمشروع الأميركي الهادف إلى توطين اللاجئين الفلسطنيين في دول المنطقة، ويعتبر المجلس أن إعلان الرئيس الاميركي الكيان الاسرائيلي دولة يهودية، إنما هي دعوة عنصرية، تدعو لطرد ما تبقى من الشعب الفلسطيني من أراضي عام 1948.

ثالثا: يدين المجلس الاعتداء الذي تعرضت له القوات الدولية في منطقة الرميلة ويرى في هذا الاعتداء وفي هذا الظرف بالذات محاولة لإعاقة المسعى العربي وتعطيله، ويدعو إلى التنبه لهذه المحاولات وفهم مغازيها التي لا تصب إلا في خدمة أعداء لبنان وفي مقدمهم العدو الإسرائيلي الذي لن يغمض له جفن، دون الانتقام من الشعب اللبناني وجيشه الباسل ومقاومته الشريفه التي أذلت جبروته وأذاقته مرارة الهزيمة، وإننا على يقين من أن هذه الأحداث لن تزيد اللبنانيين إلا توحدا حول جيشهم ومقاومتهم وان العدو لن يحصد سوى الخيبة والهزيمة.

رابعا: يرى المجلس أن ما يعانيه الشعب اللبناني الشريف من بطالة وضائقة اقتصادية وغلاء فاحش في الأسعار طاول حتى لقمة العيش، ليس سوى جزء من الضغوط السياسية التي يراد من خلالها إخضاع الشعب اللبناني خدمة لمشاريع خارجية، وإن الشعب اللبناني والتاريخ لن يغفرا لأصحاب هذه السياسات، ويحملهم ما آلت إليه أمور العباد والبلاد بعد أن صموا آذانهم عن المناشدات في تحسس آلام المواطنين.

خامسا: يدين المجلس ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان ومجازر يومية، كما يدين صمت المجتمع الدولي الذي يغمض عينيه عن هذا العدوان، ويدعو المجلس الشعب الفلسطيني المقاوم والمجاهد إلى التوحد في مواجهة البربرية الصهيونية وآلتها العسكرية".