عقد "اللقاء الوطني اللبناني" اجتماعا في دار دولة الرئيس عمر كرامي اليوم، استعرض خلاله المجتمعون، وفق بيان صدر إثر الاجتماع، "آخر المستجدات الماثلة والمتفاعلة على الساحة اللبنانية خصوصا في ضوء النتائج التي اسفر عنها مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة وفي ظل استمرار الفراغ في كرسي الرئاسة الاولى واستمرار الممارسات غير الدستورية للحكومة الفاقدة لشرعيتها الميثاقية".
وبعد انتهاء الاجتماع تلا رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري البيان وجاء فيه:
"- اولا: رحب اللقاء بالجهود العربية الاخوية المبذولة للمساعدة في ايجاد الحل للازمة السياسية التي تعصف بلبنان وبأجواء الاجماع والوفاق التي خرج بها المجتمعون في القاهرة عبر المبادرة العربية الجدية المبنية على الاسس التي اقرت في البيان العربي الوزاري سواء لناحية انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للجمهورية او لجهة الاتفاق على تأليف حكومة وحدة وطنية، مشددا على ضرورة تأمين المشاركة الحقيقية بما يتوافق مع نص وروح اتفاق الطائف ووضع قانون انتخابي جديد اكثر عدالة وحداثة يتناسب وطموحات اللبنانيين كما دعا اللقاء جميع اللبنانيين وكافة القوى السياسية للاستفادة من المناخ الايجابي الذي نتج عن اجتماع وزراء الخارجية العرب والاسراع للتفاهم فيما بينهم.
- ثانيا: توجه اللقاء الى كافة الاشقاء العرب داعيا اياهم لمواصلة المساعي الحثيثة والفاعلة لمساعدة اللبنانيين على تجاوز محنتهم مناشدا اياهم تجنيب لبنان مزيدا من الصراعات والتجاذبات معتبرا ان في التوافق العربي قوة للبنانيين والعرب اجمعين في وجه المشروع الاميركي - الصهيوني.
- ثالثا: تمنى اللقاء النجاح لمهمة الامين العام للجامعة العربية الاستاذ عمرو موسى آملا من الجميع التعاون معه ضمن الثوابت الوطنية بما يضمن مصلحة لبنان ويحفظ هويته الحقيقية ووحدة شعبه معتبرا انه سيدرس بايجابية وموضوعية المقترحات التي يحملها.
- رابعا: ندد اللقاء بالاعتداءات الوحشية الاسرائيلية التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني مناشدا الاخوة العرب اتخاذ موقف صارم وواضح من اجل ايقاف المجازر والعمل على توحيد الصف الفلسطيني وتكريس حق العودة وادانة ما يحدث من قبل العدو الصهيوني خصوصا في ضوء الزيارة المشبوهة في توقيتها ونواياها للرئيس الاميركي جورج بوش للمنطقة.
اسئلة
بعد تلاوة البيان، رد الرئيس كرامي على سؤال عن التزام المعارضة بكل ما سيصدر عن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في ضوء التشكيك الذي صدر عن العماد عون نهار أمس، فقال: "الأكيد ان المعارضة لم تلتزم، واذا التزمت لماذا سيأتي موسى؟ نحن نقول بكل صراحة ووضوح ان هناك مشكلة حقيقية في لبنان. البيان الصادر عن اجتماع الوزراء العرب جاء مبهما، وهذا الابهام ربما كان مقصودا، والكل يعلم وعلى رأسهم العرب وخصوصا الذين تعاطوا في الملف اللبناني بأن هناك مشكلات عديدية وأساسية واذا لم تراع من اجل حلها وتفاهم اللبنانيين عليها يكون هذا البيان "حبرا على ورق". لذلك، البند الأول الذي يجب الاتفاق عليه هو ان يكون للمعارضة مشاركة حقيقية في حكومة الاتحاد الوطني والا لم نحقق شيئا".
*سئل: هل المشاركة الحقيقية تعني التمسك بالثلث الضامن؟
أجاب: "لا يهم، الأعداد لا تهم، والمهم ان يكون هناك اقتناع عند المعارضة انها قادرة على المشاركة في الحكم".
*سئل: في حال تم انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا، هل تلتزم الموالاة بباقي بنود الجامعة العربية، وهل عندكم ضمانات في هذا الشأن؟
أجاب: "اساس المشكلة تكمن في عدم وجود ثقة بين الاطراف السياسية، ولذلك المعارضة مصرة على ان يكون هناك سلة من المطالب متفق عليها، واذا لم يتفق عليها وانتخب العماد سليمان، لان الموالاة وكما رأينا خلال المسلسل الماضي، تراجعوا عن الوعود ونكثوا بها، وعندها تسقط مسألة الثلثين، واذا لم يسيروا بالخطوات الدستورية التي نص عليها البيان عندها ستقع مشكلة كبيرة. ولذك حرصا على نجاح العهد الجديد ولبنان وسلامته واستعادة عافيته، حريصون على ازالة كل الالغام من وجه العهد الجديد".
*سئل: العراقيل تبدأ دائما عندما يتم الحديث عن الحصص الوزارية في لبنان وهذا ربما فجر التفاهم والمبادرة العربية؟
أجاب: "مجيء عمرو موسى يعني وجود مشاكل عديدة وعلامات استفهام كثيرة، وكل تمنياتنا ان يبقى العرب عيونهم على لبنان، وان يعي اللبنانيون ان الشعب لم يعد قادرا عل التحمل، ومؤسسات الدولة أصبحت متلاشية، والمخاطر تزيد وخصوصا من النواحي الأمنية والاجتماعية والمالية والسياسية والاقتصادية".
*سئل: هل سيسمع موسى موقفا موحدا من المعارضة؟
أجاب: "قطعا، المعارضة موحدة، وكل ردود الفعل كانت ايجابية من المعارضة ولن نعلق حتى نسمع موسى وما يحمله، وكل الكلام بعد مجيء موسى".
*سئل: ما هو موقفكم مما قاله العماد عون عن الارقام في التوزيع الحكومي، وهل المعارضة تتبنى هذا الطرح؟
أجاب الرئيس كرامي: "العماد عون قال رأيه الشخصي لكنه أكد انتظار مجيء موسى لنرى ما عنده".
*سئل: ماذا تطلبون كمعارضة من عمرو موسى؟
أجاب: "نحن نطلب المشاركة".
*سئل: هل تتوقع انتخاب الرئيس في جلسة السبت؟
أجاب: "اذا تم التوافق والاتفاق يمكن ان يتم الانتخاب الجمعة لكن المهم الاتفاق".
*سئل: كيف تقرأون تصريح العماد عون بإعطاء الصوت الوازن للرئيس؟
أجاب: "نحن نعتبر رئيس الجمهورية، وكما رسم اتفاق الطائف، هو الحكم، والراعي الصالح لمسيرة البلاد. واذا اخذ رئيس الجمهورية عددا من الوزراء، مع ان هذا الطرح غير موجود في الطائف ومخالف له، لكن ومن خلال هذه الأزمة بدأ عرف جديد بأخذ كل فريق عدد من الوزراء له، والمهم في التوزيع هو المشاركة. والوزراء الذين سيأخذهم رئيس الجمهورية هل سيكونون حياديين او غير حياديين، وهذا ما سيتم البحث به، وبالتسمية، حتى نرى هل سيبقى التوازن لتتحقق المشاركة".
*سئل: ماذا عن التطور الامني واطلاق صاروخين على شمال فلسطين ومن هي الجهة؟
قال الرئيس كرامي: "من الجهة لا أعرف، وهناك جهات كثيرة ومتضررة من المبادرة العربية، وهناك زيارة بوش للمنطقة، والذين يملكون الصواريخ كثر".
*سئل: لماذا هذا الابهام بالمبادرة العربية؟
أجاب: "بالامس كنت أستمع الى ممثل لبنان بمؤتمر الوزراء العرب ويبدو انه لا يعرف شيئا وليس عنده علم بأي شي ولم يحضر اجتماعات الوزراء الخمسة. وكشف انه لم يحصل اي بحث خلال الاجتماع العام، ومثلما ذهب عاد "تي تي تي تي"، ولم نفهم شيئا منه وهو لم يفهم اي شيء. على كل حال نحن نقول ان المبادرة جاءت مبهمة لانه لو تم بحث المشاكل لكان وقع الخلاف ولم يصدر البيان، فتركوا المهمة على عمرو موسى ولنر، ولدينا كل الثقة فيه ولكل ما يمكن ان يؤدي الى تفاهم اللبنانيين".
*سئل: هناك من يقول ان هناك مصلحة للموالاة والمعارضة باستمرار "الستاتيكو" الحالي؟
أجاب: "الموالاة طبعا، استولت على الحكم وتصدر القرارات، ولكن ما مصلحة المعارضة باستمرار الوضع الحالي؟ المعارضة بكل التصرفات الماضية كانت "ام الصبي" وضحت في امور كثرة من اجل الوصول الى الاتفاق، بينما كانت الموالاة تعتبر ذلك انتصارا لها، وهذا ما يخيفنا في المرحلة المقبلة خصوصا مع احتقان الشارع ومع تلاشي الدولة وضعفها ومع القرارات القادمة، فكله مخيف".