16/8/2007
فيما انشغلت الاوساط الاعلامية اللبنانية والصهيونية على السواء بتحليل ماهية المفاجأة الكبرى التي توعد بها سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله العدو الصهيوني اذا شن عدوانا جديدا على لبنان ، استمر الوسط السياسي والعسكري الصهيوني متحفظا على التعليق على الموضوع في ما عدا بعض التصريحات التي دعت الى اخذ على محمل الجد مما يؤشر الى الصدمة التي وقع بها هؤلاء جراء هذا التحذير الاول من نوعه، بينما كان الوسط الإعلامي الصهيوني يبدي القلق من هذا التحذير وتداعياته وانعكاساته على القرار الصهيوني.
على انه في هذا الوقت وفيما اثار كلام السيد نصر الله ارتياحا لدى الحريصين على قوة ومناعة الوطن استمرت المواقف من قوى الرابع عشر من شباط التي تنتقد تحذير السيد نصر الله وتعتبر انه يريد افتعال حرب والتفرد بقرار الحرب ، وذلك في تضليل واضح ذي اهداف سياسية معروفة . كما انتقدت بعض المواقف كلام السيد نصر الله عن التسوية وحكومة الوحدة كمدخل للحل معتبرة ان من يستمر في الاعتصام يعطل الحلول ، وذلك رغم كلام السيد نصر الله الحكيم والهادئ ورغم ما يعرفه المتابعون عن حقيقة من عرقل المبادرات ولا يزال.
وفي هذا الاطار ياتي ما قالته اوساط فريق السلطة لصحيفة الحياة من "اننا تعاملنا مع كل المبادرات بإيجابية، لكن مطالبة المعارضة بالشراكة عبر الحصول على ثلث معطل في حكومة وحدة وطنية هو عملية تعطيل للسلطة التنفيذية ونحن نرفضه، واليوم وعلى مسافة شهر من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية فإن الدعوة الى حكومة الوحدة هو مسعى لإسقاط الاستحقاق الرئاسي والذي يجب المضي في السعي للوصول اليه".
وكما كان الاتهام للمعارضة بعرقلة قيام المحكمة الدولية اذا طالبت بحكومة الوحدة فاليوم ياتي الاتهام بعرقلة الاستحقاق الرئاسي حيث قالت هذه الاوساط ان فريقاً أساسياً في المعارضة لن يستقيل وهو يـخطط لجر البـلد الى الفــراغ وهـذا يستدعي منه الإمساك بالثلث المعطل في الحكومة واستخدامه ورقة ضغط لتعزيز موقعه في إدارة شؤون البلد من خلال مجلس إدارة اسمه حكومة وحدة وطنية ينوب عن رئيس الجمهورية!
فريق السلطة يبدو انه مستعد للذهاب في خرقه الدستوري الى النهاية وادخال البلاد في الانقسام الخطير بانتخاب رئيس خارج نصاب الثلثين وقد اكد على ذلك نائب القوات انطوان زهرا الذي قال نحن ذاهبون الى انتخابات لرئاسة الجمهورية وسنسترد الرئاسة. بالمقابل الرئيس نبيه بري الذي استمر مقره في عين التينة مقصدا للسفراء والمسترئسين يواصل تحركه على اساس الرغبة في الوصول الى توافق حول الاستحقاق الرئاسي .
وقالت مصادر قيادية في حركة امل ان لقاءات بري مع المرشحين لرئاسة الجمهورية أو السفراء العرب والأجانب تأتي في اطار رغبته في الاستئناس بآرائهم والتداول معهم في العناوين الرئيسة للمرحلة السياسية الراهنة كمدخل للانتقال بالبلد الى مرحلة جديدة يكون عنوانها التوافق بدلاً من استمرار الاختلاف والتراشق السياسي والإعلامي.