وقال آية الله فضل الله في رده على سلسلة الرسائل التي وردته طالبة منه "التدخل لرأب الصدع والتصدي للفتنة التي انطلقت شرارتها في محافظة سرحة الباكستانية في أعقاب اغتيال رئيسة الوزراء السابق بناظير بوتو: "إلى إخواننا وأحبتنا في باكستان، من المسلمين السنة والشيعة، لقد كنا ولا نزال، نتابع المعاناة التي تعيشونها بفعل الظروف الصعبة التي تثقل كاهلكم من خلال الوضع الاقتصادي الصعب وواقع الفقر والحرمان الذي يضغط على أوضاعكم إلى واقع الفوضى السياسية التي أفسحت في المجال لتحريك المزيد من الصراعات التي أربكت وتربك الواقع السياسي، وصولا إلى التفجيرات الوحشية التي تخدم ـ بطريقة او بأخرى ـ المشروع الأميركي الساعي لتعميم الفوضى ونشرها في العالم الإسلامي خدمة للمصالح الاستراتيجية التي تتحدث عنها إدارة الرئيس بوش، والتي لا تزال تثير هذه الدولة الإسلامية وتلك الدولة العربية، للانخراط في ما تسميه الحرب على الإرهاب، لتترك هذه الدول عرضة للاستباحة الأمنية والسياسية والاقتصادية".
واضاف: "لقد شعرنا بالكثير من القلق بعدما وصلتنا الكثير من الرسائل التي نقلت إلينا تفاصيل الأحداث التي وقعت في منطقة "باراجنار" في محافظة سرحه
الباكستانية، وخصوصا أن المصادمات المؤسفة أسفرت عن سقوط نحو 300 ضحية من المسلمين السنة والشيعة، وأدت إلى إحداث شرخ في العلاقات بين الطرفين وجعلت أكثر من محور دولي طامح يواصل جهوده لدفع خطوط الفتنة كي تتقدم إلى مواقع جديدة في الباكستان ليقتل المسلم أخاه المسلم بدم بارد بما يسخط الرب ويرضي المستكبرين الدوليين، ويثلج قلوب أعداء الأمة وخصوصا الصهانية".
وتابع: "إننا ندعو أهلنا في الباكستان، وخصوصا في محافظة سرحه حيث تستمر الاضطرابات، إلى التزام قواعد التعامل الإسلامي في ما بينهم، فكل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه، وإلى الالتزام بالوحدة الإسلامية، فليس الشيعة هم مشكلة السنة وليس السنة هم مشكلة الشيعة، بل إن الاستكبار الأميركي والإرهاب الصهيوني هما المشكلة الكبرى للطرفين، وهما المستفيدان من كل أوضاع القتل والدمار الداخلي في بلداننا، وخصوصا ما جرى ويجري في باكستان بعد حادث اغتيال بناظير بوتو".
وقال سماحته "إننا من خلال ما يجري في باكستان وغيرها من بلدان العالم الإسلامي من اضطرابات ومن مساع حثيثة تقوم بها أطراف وجهات معادية للأمة لتحريك الفتنة في الواقع الإسلامي، نناشد علماء المسلمين من السنة والشيعة أن يتضامنوا ويتوحدوا في ما بينهم ليتصدوا ـ من خلال وحدتهم ـ لكل أساليب التكفير المذهبي أو الإساءة للصحابة التي تنطلق من هنا وهناك، وأن يقفوا صفا واحدا في مواجهة السياسة الأميركية الساعية الى تدمير الواقع الإسلامي كله، بعيدا من العناوين المذهبية وغيرها. وإننا، ونحن نستعد لاستقبال محرم الحرام والسنة الهجرية الجديدة وذكرى عاشوراء، نريد لهذه المحطات الإسلامية أن تتحول إلى مناسبات لتحصين الوحدة الإسلامية، لا محطات لإثارة الحساسيات والضغائن، إننا نريد للمسلمين أن يعيشوا الانتماء لإسلامهم من خلال انفتاحهم على خط الوحدة الإسلامية في ما بينهم، لتتحول الهجرة إلى مناسبة لتدعيم وتعزيز مسيرتهم ولتكون عاشوراء حركة في مواجهة الظلم المفروض على الأمة من الخارج والداخل، ولينطلق الصوت الإسلامي واحدا في الدفاع عن قضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين، ولينطلق الجميع في حركة دائبة لرفع كابوس الاحتلال عن كاهل الأمة في فلسطين والعراق وأفغانستان وفي التصدي لكل المحاولات الرامية لزرع الشقاق بين المسلمين".