وطنية - 31/12/2007
التقى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في الرابية، وفدا من اهالي جبيل والقى أمامه كلمة قال فيها: "نتمنى ان تكون السنة المقبلة افضل من التي تذهب لأنها لم تكن جيدة. وأريد ان اقول اننا عندما تحدثنا عن التوافق لم نقل ان التوافق يطال الرئيس بل البرنامج التوافقي. حاولنا مرات عدة ان نتحدث بهذا، الرئيس توافقنا عليه، ولكن على ماذا سيسهر الرئيس في لبنان؟ على البرنامج؟ فرئيس الجمهورية في لبنان كما نعرف ليس لديه صلاحيات كثيرة، فالصلاحيات في يد الحكومة. يستطيع فقط رئيس الجمهورية ان يضع بندا للبحث فقط ولا يستطيع ان يصوت على موازنة ولا على أي بند آخر. هناك متأخرات كثيرة ومخلفات لم تدفع بعد للبنانيين.
أريد ان اتحدث بكلام واضح بالنسبة الى بعض السلطات الروحية والزمنية التي تتعاطى الشأن العام، وهي تنسى بماذا طالبت. وكيف انها طالبت بحكومة وحدة وطنية منذ العام 1990، بكركي كانت تطالب بهذه الحكومة، نحن نقر هذه المطالبة، ولكننا دخلنا عام 2008 بعد 18 عاما لم تشكل حكومة وحدة وطنية ولم تتم المصالحة الوطنية، فهل سنبقى نندب ونبكي؟ هل سنبقى نطالب بحكومة وحدة وطنية مثل الاولاد؟ كلا نريدا موقفا ثابتا. نطالب بقانون انتخابات، ونريد ان نتذكر انه عام 1992 حصلت انتخابات ب13 في المئة، وفي العام 1996 لم نستطع ان نحصل على قانون انتخابات ، وكنا وقتذاك مشتركين في قرنة شهوان ، نجتمع لنصل الى صيغة لقانون انتخابات. "التيار الوطني" لم يوقع وقتها لأننا قلنا لهم اذا لم يرضوا بقانون كهذا فهل ستبكون؟ قالوا لنا نعم سنبكي، كل الموجودين وعوا الا التيار الوطني الحر، بأن اي مطالبة بدون اي موقف ليس لها معنى. اما في ال2005 ولمرة واحدة فقط جدد للقانون الذي لم يكن له اي قيمة دستورية وكان هناك قانون جاهز ووافق عليه كل اللبنانيين ووصل الى المجلس و"أفطس".
واضاف: "في ال2005، وعدونا بقانون انتخابات في البيان الوزاري، وخلال ستة أشهر لم ينفذ أي بند. طالبنا بحكومة وحدة وطنية من بعد أزمة حرب تموز فقالوا لنا سنؤلفها بعد المحكمة، بعد المحكمة قالوا لنا بعد الانتخابات الرئاسية. اليوم نحن نريد ان نبحث فيها ، قالوا لنا كلا ليس اليوم، بل بعد الانتخاب، هذا جيد واذا كانت النية طيبة فماذا يمنع بأن يعدوا بها؟ اذا لديهم النية الصافية فيلتحدثوا عنها، نحن لسنا مستعدين ان نبقى سذجا لدرجة ان تحصل التأجيلات مثلما حصلت في المرات السابقة. والقصد منها ومن كل الازمات هو ايذاء الناس وتهجير المواطنين، اين عودة المهجرين من الجبل؟ منذ مدة الى اليوم خصصت الأموال ودفعت في غير محلها فقط 17 في المئة عادوا، وهناك ضيع لم يعد منها أحد. الذين لجأوا لاسرائيل عام 2000 لم يعد منهم الا القليل، هل كلهم مجرمون، هل لم نصف الأجواء لكي نسترجع الذين هربوا بسبب الحرب والخوف وخصوصا بعدما هدأت الحالة وأصبحنا نرى بنقاء أكثر المشكلة".
وتابع: "اما بالنسبة الى الموقوفين في سوريا فلماذا لا تعالج قضيتهم، ويتبين من قتل في لبنان ومن هو الذي لا يزال في سوريا ويجب ان يعود. ما السبب؟ لان المسببين بكل هذه الجرائم والاهمال لا يزالوا في السلطة اليوم ولا يهم اذا كانت سلطة سياسية او امنية او متعاملة كانت مع القوى الخارجية".
وسأل: "أين المجلس الدستوري؟ كيق تمت الاستملاكات؟ وكيف تم الاعتداء على الملكية الفردية بدون ان يدفع بدل عادل؟ لو كان هناك مجلس دستوري لكان منع تشريعا كهذا؟ ايضا فرطوا المجلس الدستوري كي لا ينظر في الطعون في الانتخابات واخذوا اكثرية مزورة، ولا يريدون التزام اعادة المجلس الدستوري، اذن بماذا يريدون الالتزام؟ هل باستهلاك الدولة الدائم وبتلزيم الهاتف الخليوي لان هناك كوميسيون (عمولة)؟ وكم مرة لزموا واعادوا؟ وحقوق الافراد لا تدفع".
وقال: "اما الحياة المعيشية فهي لا تطاق ولولا الهجرة العمالية التي تعود من وقت الى آخر واليد العاملة في البلدان العربية التي تعود بالمردود على العائلات الباقية هنا، فالوضع كان سيئا جدا، بما اننا نحن لسنا امام حل نعرف ان الازمة معقدة ليس فقط من الداخل بل ايضا الداخل هو غطاء للخارج ما زلنا نعاني منه، نحن لا نزال نعيش اجواء حرب تموز. للمرة الأولى هزمت اسرائيل في بلد صغير اسمه لبنان امام مجموعة قتالية صغيرة بالنسبة الى حجمها والشعب اللبناني بتضامنه وباداء المقاومة السليم انكسرت قوة اسرائيل التي كانت تخوف كل العالم. هذه الخطيئة الكبيرة التي ارتكبناها والتي يجب ان نعاقب عليها.
ألم تشعروا عندما أتى ابرامز وديفيد ولش الى لبنان ان مجيئهم يشبه ايام الحرب، وكانوا يزورون فئة من اللبنانيين مؤيدي الحرب. الشعب اللبناني كان يقاوم سياسيا ومعنويا وكان هناك جبهة عسكرية تقاوم في الجنوب، واستطعنا ان نحافظ على وحدة البلد ولم نتركه يتفتت تحت ضغط الطيران. الأفرقاء الذين حاربوا هو المعارضة. اما الفريق الآخر فقد تمادى مع الاعتداء. اليوم قضية نقل الحرب من الحدود الجنوبية الى الداخل اللبناني لا تزال ماضية. حاولوا احياءها عندما بدأنا بالاضرابات والاعتصامات وقاموا بها متنقلة، قاموا باحداث داخلية استطعنا ان نحتويها. اليوم اذا لم يستطيعوا ان يأتوا برئيس يكون استمرارا لهذه الحرب فلن يقبلوا بأي رئيس.
لن يأتي رئيس ليكون استمرارا لهذه الحرب، اما ان يأتي الرئيس ليوقف الحرب ويستطيع ان يوقف لبنان على رجليه أو لن يأتي رئيس، ليس لأننا لا نريد بل لأنهم هم يمنعون ويريدون اثارة المشاكل. لا يريدون تأليف حكومة نسبية لانها توقف القرارات غير الصالح لمصلحة لبنان. هذه هي المشكلة. هم يسمونه الثلث المعطل، ليس هناك من شيء اسمه الثلث المعطل، نحن ندخل على حكم وعلى مشاركة ليصبح هناك حكم وليس لنوقف الحكم، ولكن لنمنع الامور الشاذة التي تحصل، لا يمكن الاستمرار بالقرارات الشاذة التي تمارسها السلطة، يخوفونكم بالفراغ، ولكن ماذا تغير من 18 عاما الى اليوم بالفراغ الحاصل؟ هل الحكومات مثل هذه الحكومة تمارس صلاحيات خاطئة؟ الحرب مستمرة نعيشها ونقاومها، يخوفونكم على صلاحيات رئيس الجمهورية ومن الفراغ، لا تخافوا، عندما يستقيم الوضع ويعود لبنان الى اصالته، هو لا يزال في اصالته، ولكن يمنعون ان تكون الاصالة واجهة لبنان. لا اريد ان اسمي الدول التي تحاول ان تقلب الصورة الرائعة التي خرج فيها لبنان عام 2006.
انتصر الشعب اللبناني، الشعب الصغير الذي يريدون ان يمرغوه في الوحل ويقولون ان ليس هناك من تعايش ويريدون ضرب وحدته، ويريدون ان يدفعوا بنا الى التصادمن والى مسار تصعيدي لنخسر المناعة التي حصلنا عليها في الانفتاح والتفاهم.
مهما سيحصل في لبنان سيظل بلد التعايش ، بلد التفاهم والتبادل وعدم النزعة الى سيطرة الواحد على الآخر. قوى الموالاة والملحقات لديها لن تستطيع ان تغير وجه لبنان، وندعو القوى الواعية الأخرى ان تنتبه للأخطار، فالغاية منها هي زج المنطقة بكاملها وليس فقط لبنان، في صراعات مذهبية، لتضيع معالم القضية الفلسطينية وليبقى كل مكانه".
واضاف: "القضية خطيرة، وهنا أتوجه قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب ان الخطر يلاحقهم هم قبل الآخرين، الا يتخذوا قرارات خاطئة او غير مطلعة، او يتناسوا تمثيل الشعب اللبناني بجميع السلطات لان الذي يعرقل اليوم الانتخابات الرئاسية هو استمرار الحرب ومنع القوى الحقيقية في لبنان ان تصل الى مواقع السلطة. لو كان التمثيل صحيحا لما كان هناك مشكلة، لان مسلسل تزوير الانتخابات للوصول الى سلطة لا تمثل اللبنانيين قائمة على التزوير في التمثيل الشعبي هو الذي أوجد خللا في لبنان".
"من عطل القرار"؟
وتابع: "هنا اريد ان اعود الى القرار المسيحي، ففي مرحلة كلف البطريرك المسيحي ان يجمع المسيحيين وليختاروا رئيسهم، بما ان غبطته لم يتكلم وهو لا يمثل رأي عام، وهو حر ان يتكلم او لا ، وهو منتخب لمدى الحياة، اما نحن فملزمون ان نتكلم، فمسؤوليتي هي المسؤولية الاولى لأنني المكلف الاول بين المسيحيين في لبنان حتى إشعار آخر. وأقولها بكل اعتزاز وفخر وهذه ارادتكم وهي تجلت ان اكون ممثلكم لنتفاهم على الممثل في الرئاسة الاولى، هناك قسم عطل الاجتماع وتعطل الاجتماع وتعطل القرار. من عطل القرار وهل يحق هذا للذي عطل القرار؟ وهل هذا يجب ان يشل موقع البطريركية ويشل قراره؟ هناك اثنان عطلا القرار واريد ان اسأل الشيخ امين الجميل والدكتور سمير جعجع: من عطل القرار ولماذا تعطل؟ من يمثلون هم أقلية مسيحية؟ هل الأقليةالمسيحية لديها الحق ان تعطل اكثرية تسمية تفوق ثلثي المسيحيين؟ أريد ان اقول لكم ان فكرة انقسام المسيحيين هي غلط، وهي تبخ كالسموم في أذهان الناس".
اضاف: "في النظام الديموقراطي، عندما يكون هناك اجماع الثلثين واذا كان للأكثرية اجماع الثلثين لكانوا انتخبوا الرئيس وكانوا غيروا الدستور. لا يقال في الديموقراطية هناك انقسام ولو كان هذا لقلنا ان هناك انقساما عند السنة والشيعة والدروز. المسيحيون ليسوا منقسمين، ومن يستطيع ان يأخذ 70 في المئة بشكل دائم. أما القول عن الاجماع فهو حيلة ظرفية للهروب من القرار لأن هناك غايات سلبية. اليوم نواجه الحالة السيئة، ولا يجوز التلطي وراء أي كلام ليس واضحا".
اختيار المرجعية
وتابع: "نسمع اليوم وزيرا مسيحيا يقول اننا اخذنا صلاحيات البطريرك لكي تمارس الحكومة صلاحيات الرئاسة. هل غبطة البطريرك منتخب من الشعب؟ نحن المسؤولون تجاه الشعب، واذا كنا كذلك فليس لغبطته ان يقرر عنا. فليتفضل غبطته ويبرر لنا هذا الموضوع او يطرحه للرأي العام. من هو الذي يغطي الحكومة اللبنانية هو او النواب المنتخبون من الشعب اللبناني؟ هذه الازدواجية التي نعيشها اليوم يجب الا تدوم، ولا ان تستمر، على المسيحيين ان يختاروا مرجعيتهم المسيحية ومرجعيتهم السياسية".
وأردف: "نريد موقفا واضحا من البطريرك ومن مجلس البطاركة عما يقال ان البطريركية هي التي تغطي المخالفات الدستورية للحكومة اللبنانية. للكنيسة رأي ونحن نضعهم على رأسنا، ولكن النواب هم الذين يعطون الغطاء الشرعي لقرارات الحكومة، هم يغطون وهم يعارضون واذا ارادوا ان يغيروا المفهوم فليتغير نظامنا وكتبنا السياسية. عدا عن ذلك، هناك موالاة مطلقة تعطى للحكم وهو حكم معروف بالفساد وبالديون والفساد عام".
وقال: "اذا تحدثنا عن الفساد يزيدون العداء لنا، اذا تحدثنا عن اجماع في الوطن يحاربوننا، اذا تحدثنا عن تطبيق الدستور والمحافظة عليه يتهموننا بالتمرد على الكنيسة، اذا تضامنا مع شعبنا في حالة حرب شتمونا. هل تريدوننا ان نستقيل من الحياة العامة ونسلم القطيع للجزار؟ كلا سنحمي قطيعنا مع الرعاة الصالحين، وستكون من الآن وصاعدا كلمتنا نعم نعم ولا لا، ولن نساوم في أي خطاب وسنقول الكلام كما يستحق ان يقال".
حوار
ثم رد العماد عون على اسئلة اعضاء الوفد، فسئل: لماذا لا يكون هناك موقف رسمي لقائد الجيش من كل الطروحات المسيحية التي طرحتموها؟ أجاب: "القيادات العسكرية لا تأخذ موقفا سياسيا، اليوم قائد الجيش لم يترك موقعه ولذلك هو معفي من هذا الموضوع. اما الذي حصل في الاعلام فهم يحاولون التلطي وراء الجيش، وكأن المعارضة هي لرفض الجنرال سليمان. هناك نزعة عند البعض في أن يضعونا في مواجهة مع الشعب والجيش في هذا الموضوع".
اضاف: "الموضوع هو وثيقة التفاهم التي سيضمنها قائد الجيش الذي سيكون رئيسا للجمهورية. عندما توافقنا نحن، قلت بوضوح انني اوافق على قائد الجيش ولكن من ضمن المبادرة التي قدمتها في مبادرة التنحي عن الترشح للرئاسة، اخذوا منها الموافقة وبدأوا يتاجرون بها، من دون ورقة لن يكون هناك موافقة. ونقول ايضا للجنرال سليمان، لست انت المشكلة كما يضعونك ويتاجرون بها، كيف هم يسهلونها، وبأية أساليب. هم سقطوه وليس انا، عندما كلفتني المعارضة بالتفاوض باسمها اوقفوا التفاوض، لماذا؟ كيف نحل مشكلة اذا كاونوا لا يريدون التحدث معي؟ نقول ان كل ذلك ذرائع لاستمرار المشكلة. اطلب من الدول العربية ان يحترموا الصفة التمثيلية لرئيس الجمهورية، واقول لهم انه بالحيلة لن يقوم النظام اللبناني فهو مبني على التعددية والمستقبل للتعددية وليس للنظام الاحادي. اليوم قوى الموالاة تسعى بكل الوسائل للحفاظ على مقاليد السلطة، اما نحن فنسعى الى طرح حل للمشاكل اللبنانية، نريد قرارات تحل المشاكل وتنزع التوتر".
سئل: الا يستدعي الوضع الراهن تحركا تصعيديا للمعارضة لوقف النزف في البلد؟ أجاب: "عندما نأخذ مواقف تصعيدية علينا الانتباه من الانفلات في ضبط الوضع، وما اكثر من يريد الانفلات. كل الاحتمالات قائمة لدينا ولكن بروية، وكثر هم الأطراف الذين يريدون السوء للبنان".
سئل: ماذا حدث في اللقاء مع المطران بشارة الراعي بعد الموقف الاخير؟ أجاب: "لقد طويت الصفحة".
سئل: قال انه اتى الى الرابية ليقوم بمصالحة ومصارحة معك؟ أجاب: "ليس لدي مشكلة بيني وبينه، لقد صدر له تصريح اعتذر عنه وانا قمت بالمصارحة بالسياسة وكنت صريحا لأقصى الدرجات في السياسة خلال ساعتين ونصف. لن نقبل بأي ابهام في المواقف ولا نستطيع ان نتعامل مع اي شخصية دينية او زمنية في موقف فيه ابهام. نريد وضوحا كالشمس خصوصا عندما تكون القضايا مصيرية. نريد ان نتكلم بما يجب ان نتكلم به، ولا نريد ان نقول كلاما نحشر فيه الناس".