وعن التقارب الإيراني - المصري الأخير قال: "كنا نؤكد دائما بأنه ليس من الطبيعي أن يستمر الوضع بين مصر وإيران في حال تشبه القطيعة السياسية، ومن المفارقات على هذا الصعيد، أن هذه القطيعة جاءت في الوقت الذي كنا نشهد فيه تقاربا بين الدول المتباعدة في مختلف أنحاء العالم، ونرى فيه انفتاحا على الوحدة بمعاييرها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلدان الغربية، وخصوصا في أوروبا بينما كنا نشهد حالة سياسية غير مستقرة في العلاقات بين إيران ومصر مع معرفة الطرفين بأهمية تشييد علاقات متينة بينهما، بالنظر إلى أهميتها الإسلامية وإلى حاجة الأمة كلها إلى علاقات من هذا النوع، وخصوصا أن المشاكل التي أحاطت سابقا بعلاقات البلدين، كانت ناشئة من تعقيدات انطلقت من حال الفوضى التي عاشها العالم العربي والإسلامي في مراحل سابقة ولا يزال يعاني نتائجها".
أضاف: "كنا ولا نزال، نعتقد بأن أي وحدة على مستوى الأمة يمكن أن تكون فعالة وقوية عندما تشترك مصر وإيران في بنائها بنيات صافية وحركة سياسية واقعية وهادفة، ونحن في الوقت عينه نتطلع إلى الدور الكبير الذي يمكن للبلدين أن يتحركا فيه على صعيد التقريب ليعيدا إلى أذهان الأمة حركة التقريب التي انطلقت في منتصف القرن الميلادي الفائت وحققت الكثير من الأهداف في خط الوحدة الإسلامية من خلال علماء أعلام ومفكرين بارزين إيرانيين ومصريين".
ورأى أن "من الممكن بناء علاقات إسلامية متينة وفق قواعد عربية - إيرانية تمهد السبيل لجمع أقطاب آخرين في الأمة وتطويق مفاعيل الفتنة المذهبية التي تنفخ في بوقها أطراف دوليين مستكبرين وجهات غير واعية وغير مسؤولة في داخل الأمة، كما أن من الممكن أن يصار إلى مكاشفة سياسية منفتحة تطل على آفاق الدور الإيراني على المستوى العربي والإسلامي العام وعلى الدور المصري في هذين الجانبين أيضا، لأن ذلك من شأنه أن يؤسس لاستمرارية العلاقات بعد تأصيل حركية الدور".
وقال: "علينا أن نعرف أن هناك سعيا أمريكيا وإسرائيليا لإضعاف دور مصر عربيا وإسلاميا وتطويق إيران وعزلها في النطاق المذهبي ومنعها من الانفتاح عربيا وإسلاميا، ولذلك فإن أي حركة إيرانية - مصرية في الاتجاه المضاد تمثل فائدة كبرى للبلدين وأهمية للأمة، لأننا نريد لمصر أن تأخذ حجمها الكبير في الواقع العربي والإسلامي والإفريقي وخصوصا في ظل السعي الإسرائيلي لإضعاف مصر ومحاولة اختراقها أمنيا والضغط عليها اقتصاديا بدعم مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي بوش ورموز اللوبي اليهودي في هذه الإدارة وفي الكونغرس".
ونوه فضل الله "بأي خطوة من شأنها أن تعيد الدفء إلى العلاقات بين البلدين ليكون التقارب الإيراني - المصري فاعلا وقويا ولتسري حركته داخل جسد الأمة، ونريد لذلك أن يفسح في المجال لبناء علاقات قوية بين الشعبين اللذين يمثلان امتدادا في حركة الحضارة وفي عمق حركة الإسلام، كما نريد لذلك أن يكون المظلة التي تحمي الأمن الإسلامي العام في ظل المخاطر الكبرى التي تتهدده، لأننا ندرك جيدا أن الخطوات الإيجابية في صعيد العلاقات المصرية - الإيرانية ستمهد السبيل لحلحلة الكثير من العقد وحل الكثير من المشاكل وخصوصا تلك التي يعيشها العراق ولبنان، إضافة إلى الهموم التي تشغل بال الأمة من السودان إلى أفغانستان والصومال وصولا إلى أم القضايا في فلسطين المحتلة".