أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالحديث عن يوم الغدير الذي يجسد صاحبه الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الإيمان كله كما وصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما برز لقتال عمرو بن ود العامري.
وقال: برز الإيمان كله الى الشرك كله. هذا الموقف لا يزال في الأذهان والقلوب اذ لم تقال هذه الكلمات الا لعلي بن ابي طالب عليه السلام، وفي يوم الغدير نجدد البيعة لرجل الإيمان ولنؤكد التزامنا نهج الإمام علي واتباعنا لأعماله وأقواله لان الإمام علي كان موضع افتخار واعتزاز كل مؤمن وحر، لذلك علينا ان ننتسب الى الإمام علي باتباع عمله والسير على خطاه فننهج نهجه ونحب من أحبه ونبغض من أبغضه. ان السر في الإمام علي كما السر في النبي إذ جعل الله كل الفضائل والحقيقة في النبي وعلي حتى نعمل عملهما ونسير على نهجيهما لانهما يمثلان الحق، وفي يوم الغدير وقف رسول الله ليوصي المسلمين بالامام علي كخليفة من بعده، داعيا الحاضر الى إخبار الغائب بولاية الإمام علي ووجوب طاعته والامتثال لأوامره، فالنبي اراد في آخر حجة له ان يحفظ الأمة بإسناد ولايتها الى الامام علي(ع).(..)
ورأى ان الإسلام بريء من كل إرهاب ولا يجوز ان يؤدي الخلاف السياسي الى الخراب والدمار، فما يجري في باكستان يشيب له الطفل، ونحن ضد العنف مهما كان مصدره، فالقتل عمل محرم وغير جائز بكل المعايير فالإجرام المتمادي في باكستان ليس له ما يبرره، وجريمة اغتيال رئيسة الوزراء بنازير بوتو مدانة ومستنكرة على كل الصعد والمستويات، لذلك يجب على الأمة الإسلامية والحكومات والدول والأنظمة الإسلامية تشكيل هيئات عاقلة ورشيدة وحكيمة تلتزم الروية والعقلانية وتحل كل الخلافات بالحكمة والعقل وتشجب كل الأعمال الإجرامية.(..)
وتحدث عن الاوضاع الداخلية وقال: لبنان وطن لكل اللبنانيين، وعليهم ان يحفظوا بعضهم بحفظهم لبعضهم وتأكيد تعاونهم وتضامنهم، فلماذا لا نؤكد شراكتنا ووحدتنا في لبنان، ونلتزم تشكيل حكومة وحدة وطنية وطنية من الموالاة والمعارضة ويكون للمعارضة فيها الثلث الضامن ويكون بذاك الجميع، الجميع منصفين وعاقلين لان هذا الثلث الضامن كفيل بتحقيق الوحدة الوطنية، وانا مستعد لان اكون وسيطا بين الموالاة والمعارضة لاخراج حل توافقي ينهي الازمة الحالية.
وناشد الشيخ قبلان السياسيين بالقول: اتفقوا وانتخبوا واجعلوا من يوم السبت مناسبة للقاء في البرلمان فتتفقوا على تعديل الدستور وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وتشكيل حكومة وطنية تحتضن الجميع وبذاك ننجز الحل الذي يوفر للبنان الاستقرار، فنتوجه جميعا للنهوض بلبنان على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والأمنية والتربوية. وعلى السياسيين الاقلاع عن الخطابات المتشنجة التي تدخلنا في ظلمات الصراعات وكأننا في صحراء قاحلة نصرخ على بعضنا من دون ان نسمع لإخواننا وشركائنا في الوطن، من هنا يجب ان يتواصل اللبنانيون ويقلعوا عن كل تشنج فلا يجوز الخلاف بين المسلمين والمسيحيين وبين المسلمين أنفسهم او المسيحيين أنفسهم وعلينا كلبنانيين ان نبتعد عن التحديات والتشنجات وعلينا ان نتعاون لان قيامة لبنان تكون بالتعاون والتلاقي.