مستغلًا ما تبقّى من مهلة الستين يومًا الممنوحة له للانسحاب الكلي بعد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي، يُواصل العدو "الإسرائيلي" تنفيذ المزيد من الاعتداءات على الأراضي اللبنانية، حيث يسعى من خلال هذه الخروقات إلى إيهام "الرأي العام" داخل كيانه الغاصب بأنه يحقّق انتصارات ويداهم مواقع تابعة للمقاومة، وذلك للتغطية على فشله في تحقيق أهدافه خلال الحرب مع لبنان، ولإقناع المستوطنين بالعودة.
وتشمل هذه الاعتداءات عمليات تجريف وتدمير الطرقات والبنية التحتية، لا سيّما ما وقع في الأيام الأخيرة في منطقة وادي السلوقي، مارون الراس، والقرى المجاورة مثل الظهيرة. كما شملت الاعتداءات تنفيذ تفجيرات متعدّدة في مناطق مختلفة من جنوب لبنان.
واليوم الثلاثاء (21 كانون الثاني 2025)، نفذ العدوّ "الإسرائيلي" تفجيرات جديدة في منطقة وادي السلوقي، وأحرق منزلًا مؤلفًا من طبقتين في برج الملوك، كما قام بإحراق آليات ومعدات تابعة لشركة "ورد" والخاصة بمشروع الليطاني "قناة 800".
هذا؛ وأقدم العدو الصهيوني على تفجير عدد من المنازل في بلدة كفركلا، وفي بلدة يارون بقضاء بنت جبيل، وقد شوهدت سحب الدخان من وسط البلدة، فيما سمع دوي الانفجارات في أرجاء قرى القضاء، كما لم تغب الطائرات المسيّرة والاستطلاعية عن أجواء القطاعين الغربي والأوسط، وصولًا إلى العاصمة بيروت.
أما أمس، وقبيل منتصف الليل، فقد نُفذت تفجيرات أخرى في المنطقة نفسها وعلى أطراف بلدة حولا الجنوبية. كما تسلّلت قوات العدوّ خلال النهار وزرعت عبوات ناسفة في المنطقة، وقامت بتفجيرها بأسلوب همجي لا يميز بين المباني والطرقات والأحراش، في محاولة لطمس كلّ أشكال الحياة في هذه المناطق.
وانسحبت قوات العدوّ "الإسرائيلي" من الأطراف الجنوبية الشرقية لبنت جبيل باتّجاه بلدة مارون الراس، بعد 4 ساعات من التوغل والاعتداء على ممتلكات المواطنين. وشهدت المنطقة في وقت سابق اليوم توغلات عسكرية، استخدم فيها العدوّ دبابات "ميركافا" وناقلات جند مدرعة في محيط المدينة، لا سيما على الأطراف الواصلة بينها وبين مارون الراس.
وقامت قوات الاحتلال بمداهمة منازل في بنت جبيل، وهي تعلم تمامًا أنها خالية من السكان، حيث حطمت مداخلها وبواباتها ونفذت عمليات تفتيش وتمشيط ذات طابع دعائي.
كما يماطل العدوّ "الإسرائيلي" في الانسحاب من القرى الجنوبية، مستغلًا المدة الزمنية المتبقية إلى أقصى حد، بهدف إرباك الجيش اللبناني الذي استقدم تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، استعدادًا للانتشار وإعادة التموضع في النقاط والمراكز التي أخلاها مع بداية التوغل البري.
الجيش اللبناني الذي بات مستعدًا عند مداخل بنت جبيل المؤدّية إلى عيترون، مارون الراس، ويارون، ينتظر اللحظة المناسبة للانتشار الكامل، إلا أن العدوّ يرفض الانسحاب ويماطل في تنفيذ التزاماته.
في الوقت ذاته، تستمر الاعتداءات "الإسرائيلية" الأخرى، مثل التحليق المكثف للطيران الاستطلاعي الذي يرصد كلّ حركة في جنوب لبنان. كما نصب العدوّ كاميرات مراقبة وأجهزة تنصت وتجسس عند الحدود، في انتهاك صارخ للقرارات الدولية والسيادة اللبنانية.
واستكمل الجيش اللبناني انتشاره في مدينة بنت جبيل، وتوافد عدد من أهالي المدينة إليها لتفقد منازلهم وأرزاقهم ومحالهم التجارية التي سوّيت بالأرض.
هذا، ويتمركز الجيش اللبناني عند مداخل بلدات يارون وعيترون ومارون الراس، حيث يقيم حواجز ويمنع المواطنين من دخولها بسبب استمرار تمركز قوات العدو.
المصدر: موقع العهد الإخباري