الوكالة الوطنية للاعلام 26/12/2007
رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، ان تواتر الأحداث في لبنان، يكشف ويبين حجم الاهتزاز الكبير الذي يعاني منه لبنان بفعل الاختلاف السياسي المتصاعد بين أقطاب المعارضة والموالاة، "فهم اختلفوا بداية على شخص رئيس الجمهورية وبعد ذلك وافقوا على الشخص ومن ثم اختلفوا على وتغيير القوانين وتبديلها وعلى الحكومة وعلى نسبة كل طرف فيها وتنازلنا عن الكثير من حقوقنا من اجل المصلحة العامة، ونحن لا نريد التعصب للباطل بل نريد ان نتعصب للحق، وفي الواقع نحن تخلينا عن الكثير من الأمور لاستقرار البلد وتجاوزنا عن كثير من المطالب المحقة من اجل المصلحة العامة ومن اجل إصلاح ذات البين ولوضع الامور في نصابها لاننا محكومون بالتوافق والتلاقي ولبنان وطن الجميع، وعلينا ان نلغي من قاموس لغاتنا الخطاب المؤذي الذي ينفر الناس منا، من هنا فاننا نرفض أي تحدي من أي فريق كان لان التحدي لا يخدم المصلحة العامة".
وتساءل الشيخ قبلان عن الجفاء بين السياسيين "وهم من يمثلون الشعب اللبناني والبلد أمانة في أعناقهم ويجب عليهم ان يحفظوا الأمانة والثقة التي منحهم إياها الشعب والتي تحتم عليهم المحافظة على الوطن والاهتمام به، فتارة يتحدثون مع بعضهم وطورا يستنفرون"، مضيفا "الا يخاف السياسيون ان يخرج المواطن ويشهر لسانه ولا أقول سيفه ضده والكثيرون يطالبون باستقالتك وترك مركزك الذي تمارس فيه التسلط والاستئثار، فالمواطن اللبناني صبور ولكن طفح الكيل وضاق صدره من الخلافات والمناكفات ورفض المشاركة الحقيقية، فاذا كان زعيم اكبر دولة بالعالم جورج بوش قد ضاق صدره، وهل معقول ان لا يضيق صدرنا على دسائس الأجانب وتحركاتهم ومؤامرتهم وفتنهم في بلادنا؟، لماذا لا ننصف انفسنا وشعبنا ونهتم ببلدنا، فكلنا نطالب بالإصلاح والتصحيح وهو يحقق مصلحة الجميع".
وتوجه الشيخ قبلان الى السياسيين بالقول: "احذروا بطش الله اولا والتحرك الشعبي ثانيا، خافوا من ان يضيع بلدنا وان تضيع هذه البقعة الطيبة الطاهرة لبنان، فهذه المرة ليس من قبل العدو بل من المماحكات السياسية، لذلك نطالبكم بالروية والجلوس على طاولة واحدة وعدم التسرع لان لبنان محكوم بضوابط لا يجوز ولا يمكن ان تتحكم فئة بالآخرين، فكل فئة يجب ان تأخذ دورها وحقها وتعمل من خلال دورها من اجل مصلحة الوطن، لذلك أنصحكم ان تختاروا الأصلح والأعقل والمنصف، وان تبتعدوا عن المشاحنات والخطابات المتشنجة"(...)