أكد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي أن العدو "الإسرائيلي" في حالة خوف كبير بعد التصعيد الخطير من قِبَلِه، مشددًا على أن تأخر الرد من المحور بشكل عام هو مسألة تكتيكية بحتة وبهدف أن يكون مؤثرًا في العدو في مقابل استعداداته.
وفي كلمة له الخميس 08-08-2024 حول آخر التطورات، أكد السيد الحوثي أن الرد من الجمهورية الإسلامية في إيران صدر من أعلى المستويات القيادية، وما حدث لا يمكن التغاضي عنه أبدًا، كما أن الرد الحتمي على العدوان الذي استهدف خزانات الوقود في ميناء الحديدة لا بد منه، وهو آتٍ.
وأضاف "العدو يعرف بحتمية الرد وأنه لا تراجع عنه، ويقابله باستعدادات يُشرف عليها الأميركي ويتعاون فيها الغربي وبعض الأنظمة العربية"، قائلاً "لا يوجد ما يمكن أن يصرف قرار الرد من ترهيب أو ضغوط".
وأشار إلى أن هناك مساعيَ أميركية وأوروبية حثيثة ومن بعض الأنظمة العربية لاحتواء الرد، حيث لم تتوقف الاتصالات والرسائل والوسطاء لمحاولة إقناع إيران تحديدًا بأن يكون ردها متواضعًا وبسيطًا وغير فاعل ومؤثر".
الحرب الإقليمية
وفي السياق، أكد قائد حركة أنصار الله أن اتساع دائرة الأحداث وصولاً إلى حرب إقليمية، أو ما هو أقل منها ليس في مصلحة العدو، وأن سعي العدو وحماقاته لتوسيع دائرة الأحداث سيخدم الشعب الفلسطيني بعد أن كانت إستراتيجيته تعتمد على الانفراد به والسعي لإبادته.
وتابع "العدو لم ينجح في تحقيق أهدافه إلى حد الآن، وفي المستقبل سيكون أكثر خسارة وفشلًا، وكلّما تأزم الوضع على نطاق أوسع، فالعدو ينشغل أكثر ويعيش حالة من الخوف والقلق كما هو حاصل الآن".
جريمة اغتيال القائدين شكر وهنية
السيد الحوثي اعتبر أنه منذ جريمة استهداف القائد الجهادي الكبير فؤاد شكر والأخ إسماعيل هنية والتطورات تلقي بظلالها على الوضع كله، لافتًا إلى أن جرائم العدو الأخيرة استهدفت قادة من قادة الأمة الذين يقومون بدور مميز في حمل راية الجهاد والمواجهة لعدو الإسلام والمسلمين.
وتابع "تجلّى مع الجريمة الكبيرة التماسك التام لحركة حماس فيما كان هدف العدو النيل من صمودها وثباتها والتأثير في قرارها"، مشددًا على أن حماس استمرت في نشاطها وتماسكها ولم تبرز مع الجريمة الكبيرة حالات اختلاف أو ضعف أو تراجع في موقفها.
وأكد أن "كتائب القسام واصلت، رغم الجريمة الكبيرة، أداء مهامها الجهادية بكل فاعلية وبتماسك تام وبجدارة عالية".
وأثنى السيد الحوثي على "اختيار المجاهد الكبير يحيى السنوار خلفًا لهنية"، معتبرًا أنها "رسالة مهمة للعدو وتأكيد واضح على مواصلة الثبات على الجهاد والاستمرار في الموقف والثبات على المبادئ الأساسية".
جبهات الإسناد
وأشاد السيد الحوثي باستمرار جبهة حزب الله في عمليات الإسناد بفاعلية عالية وضربات قوية ونوعية مع التأكيد على حتمية الرد على استهداف الشهيد القائد فؤاد شكر والعدوان على الضاحية.
وأضاف "عمليات حزب الله بالقصف والاستهداف والاختراق بالمسيّرات لها تأثيراتها الكبيرة جداً في العدو "الإسرائيلي"، فيما ترى أوساط العدو في ضربات الحزب تحديًا إستراتيجيًا غير مسبوق بالنسبة لـ "إسرائيل"".
وأعلن السيد الحوثي أن جبهة اليمن نفذت هذا الأسبوع عمليات بـ 16 صاروخًا باليستيًا وطائرة مسيَّرة، ومن أبرزها استهداف مدمّرتين أمريكيتين وإسقاط طائرة "MQ-9"، ليبلغ عدد السفن المستهدفة من قبل جبهة الإسناد اليمنية 177 سفينة .
وأشار إلى أنه مع انخفاض حركة السفن المرتبطة بالأميركي والبريطاني أو التي تحمل بضائع للعدو "الإسرائيلي" أصبحت عملية التصيّد لما يمر في البحر حالة نادرة، موضحًا أن "انخفاض الحركة الملاحية التي كان يستغلها العدو انتصار كبير لقواتنا المسلحة اليمنية ولجبهة الإسناد".
الأنظمة العربية المتخاذلة
ورأى السيد الحوثي أنه "بإمكان بعض الأنظمة العربية بالحد الأدنى إيقاف التعاون مع العدو، حيث لا يزال بعضها يصنف الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها القسام وحركة حماس وسرايا القدس والجهاد الإسلامي وبقية المجاهدين بالإرهاب".
وأضاف "مع موقفها البارد والجامد تسخّر بعض الأنظمة العربية وسائلها الإعلامية لإسناد العدو كجبهة إسناد لصالح العدو بكل وضوح وبشكل مفضوح".
المعركة في غزة
وحول التطورات في غزة، أشاد السيد الحوثي بفصائل المقاومة الفلسطينية المستمرة في عملها والصامدة في القتال منذ 10 أشهر، مشددًا على أن الحاضنة الشعبية في غزة لم تفتح مجالاً للعدو ولا لعملائه لاختراقها وابتزازها رغم الجوع والفقر والمعاناة الشديدة.
وأضاف: "الشعب الفلسطيني هو في الخندق الأول للأمة ولولا صموده وثباته وجهاده لكان العدو قد تجاوزه إلى غيره، ولكانت الأحداث في مسرح آخر".