وأكد الشيخ قبلان ان السياسة التي تدخل السرور الى قلب الإنسان وتحيي الأرض وتعمل لمصلحة الناس هي المطلوبة في أوطاننا لان السياسية عقل ومنطق وإدارة، وليست نفاقا ودها ومكرا، والسياسة الصحيحة السليمة هي التي تعمل لمصلحة الناس على قاعدة قول الرسول الناس كلهم عباد الله وأحبهم إليه انفعهم لعياله ففي بلادنا ثروات هم الأنبياء الذين عاشوا في هذه المنطقة وكانوا نماذج طاهرة وذكية في تعاطيهم مع ربهم ومع الناس، لذلك يجب ان يلتقي اللبنانيون على محبة الأنبياء فيعملوا لوحدة الوطن ويتعاونوا في ما بينهم لما فيه مصلحة الوطن الذي حفظ بفضل تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لحفظ الوطن وتحريره من الاحتلال الصهيوني، وعلى اللبنانيين ان يكونوا أوفياء لدماء شهدائهم فيعملوا لمصلحة وطنهم لتكون مصلحة وطنهم فوق الاعتبارات والأنانيات التي عرضت وطننا لمآزق كثيرة لا نزال نعاني منها حتى الان.
ورأى ان اللبنانيين يشعرون القلق والخوف بفعل استمرار الخلافات والسجالات التي تعصف بوطنهم فيما العراقيون يعيشون الأحزان نتيجة الأجرام الذي اصاب بلادهم ولا يزال يفتك بهم في ظل استمرار الاحتلال لبلدهم فيما لا تزال أفغانستان عرضة للاحتلال، اما الرؤساء والملوك ممن طلب الدنيا فإنهم يفترسون بني البشر ويتعاطون بظلم مع الشعوب فيغتصبون حقوق الآخرين ويشجعون الظالم على ظلمه ويدعمون المغتصب للأرض، في وقت تتنامى فيه مظاهر الاستبداد العالمي بفعل تسلط الاغنياء على الفقراء والظالمين على المستضعفين، مؤكدا ان منشأ الظلم والفساد هو البعد عن الدين.
وعلى القادة والمسؤولين العودة الى منابع الخير والاصالة والتراث لأن فيها إحياء للنفوس، فالعودة الى الصالحين والحكماء تحيي الكثير ممن ماتت فيه الشعور بالإنسانية، معتبرا ان لبنان بلد الرسالات السماوية فهو ملتقى الأديان السماوية، وعلى اللبنانيين ان يعودوا الى تراثهم ليكتشفوا الحقيقة الكامنة بإتباع العلماء والأنبياء والتزام دعوة العلماء الذين ينفتحون على الجميع ولا يتعصبون لأحد ويدعون الى الحق ويقتدون بدعوة النبيين محمد وعيسى اللذين بعثا بالحق ليهديا الناس الى سبل الخير والصلاح، فالنبي عيسى ادخره الله لينقذ البشرية مع الإمام المهدي من الظلم والاضطهاد والفساد مما يتخبط من أزمات متلاحقة، و ليكونوا مع الفقراء والمستضعفين ويعيشون معهم.
وطالب الشيخ قبلان أتباع الديانات السماوية بإعادة النظر بتوجهاتهم وعقائدهم، فنحن نعتبر ان الأنبياء سلسلة ذهبية نورانية بدأت مع النبي ادم ونوح مرورا بالنبي موسى والنبي عيسى وصولا الى النبي محمد، فكلنا أصحاب ديانات سماوية، وعلينا ان نجدد إيماننا ونتوجه بصدق وإخلاص وشفافية وانفتاح على بعضنا وعلى أصحاب الديانات ان يعودوا الى كتبهم السماوية فيلتزموا دعوة الأنبياء الذين بعثهم الله لينقذ البشرية من الضلالة والهلاك في وقت غفل الناس عن الفطرة الدينية الصحيحة فانحرفوا عن مسيرة الأنبياء، من هنا فان عليهم ان يلتزموا دعوة النبيين موسى وعيسى للمحبة والتعاون والإخوة فيبتعدوا عن الحسد والأنانية والبغضاء، ويكونوا نموذجا لكل البشرية كما كان الأنبياء محمد وموسى وعيسى، فنتأدب بآدابهم، ونعمل بأعمالهم، ونعيش الشفافية والمحبة والتوجهات الصحيحة فنكون رساليين في تحركاتنا ومواقفنا وتعاوننا مع الآخرين.
وعلى أصحاب الديانات التحرر من الأحقاد والأنانيات والتمسك بالأنبياء لأنهم خشبة خلاص الشعوب فنعود إليهم باعتبارهم منابع الحق ونقتدي بسلوكهم وتوجهاتهم فهم لم يطلبوا الدنيا بل كان همهم إنقاذ البشرية وإخراجهم من الظلمات.
وقال: في ذكرى ميلاد السيد المسيح فنحن نحترم كل الأنبياء والأوصياء والأسباط، ونعترف بالجميع ممن سبقنا، وان كان البعض لا يعترف بالنبي محمد، لذلك فإننا نؤكد اننا شركاء مع أصحاب الديانات السماوية في الدعوة والإيمان والاعتقاد بالأنبياء والسير على نهجهم، ونحن نعتبر ان ولادة النبي ذكرى مولد مبارك لنبي وعبد صالح تحمل أعباء الرسالة وكان بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله.