قنديل: أي رئيس من دون صلاحية إقالة الحكومة وحل المجلس لا يشكل ضمانة لاحد في ظل وجود اكثرية نيابية مخادعة
وطنية - 23/12/2007
كشف النائب السابق ناصر قنديل في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في بيروت، عن "قرار اتخذه وزراء الخارجية العرب المجتمعون الاحد الماضي في باريس مع وزيرتي خارجية اميركا واسرائيل بالطلب الى فرنسا تجميد مساعيها للحل في لبنان، بعدما توصلت هذه المساعي المشتركة مع سوريا الى مسودة اتفاق كاملة، تضمن وصول العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك بحجة ان العرب وسلطة محمود عباس لا يستطيعون السير في خيار فرض الحصار والعزل على حركة حماس بينما يجري قبول شروط حزب الله للتسوية في لبنان".
اضاف:" ان هذا الطلب تلاقى مع المطالب الاسرائيلية من جهة ومن جهة اخرى مع اصوات اميركية كانت تنادي الرئيس بوش وخصوصا قادة الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري، بتأجيل اي مساع للتسوية في لبنان بناء على محورية صورة ثورة الارز في الحملة الانتخابية الرئاسية للجمهوريين، بعدما تبخرت الانجازات الاخرى التي يمكن الاستناد اليها في الحملة سواء في العراق وافغانستان او التبشير بالديموقراطية وبالتالي تضمين الحملة زيارة الى بيروت في العاشر من الشهر المقبل يكون عنوانها ديموقراطية بوش تنتصر وتتقدم".
وكشف قنديل عن استبدال الزيارة التي كانت مقررة للموفد الرئاسي الفرنسي كلود غيان الاثنين الماضي بوصول ديفيد وولش لمرتين متتاليتين تمهيدا لتعليق المسعى الفرنسي وتهيئة لزيارة جورج بوش لبيروت.
واعتبر "ان الزيارة المقررة لبوش تتزامن مع اعلانه عن الدعوة لخيار النصف زائدا واحدا الذي لا يعرف الناخب الاميركي انه شيء من الماضي، وان الحديث عنه هو رد مباشر على التهم التي وجهها وليد جنبلاط لادارة بوش بالخيانة والذهاب الى صفقة مع سوريا على حساب الذين راهنوا على اميركا، ولذلك اراد مستشارو بوش توجيه رسالة للموالاة ولجنبلاط تقول نحن لم نبعكم واذا اردتم الذهاب الى التسوية لانكم عاجزون عن المواجهة فلا تحملونا مسؤولية ذلك، واذا اردتم الذهاب الى النصف زائدا واحدا، فنحن ندعمكم ديبلوماسيا وهذا ما يفسر الحملة المفتعلة على سوريا لان الحملة الانتخابية للجمهوريين تحذر بوش من اي شبهة لظهور تفاهم مع سوريا وايران".
ودعا قنديل اللبنانيين الى "تخزين البيض الفاسد والاحذية القديمة لاستقبال لائق بمجرم حرب كجورج بوش في العاشر من الشهر القادم ليسمع في اذنه الصماء انه غير مرغوب فيه وانه لن يستطيع التسلل خلسة الى لبنان وان الصورة التي يريد الضحك عبرها على الناخبين الاميركيين سيحصل بدلا منها على ما يستحقه من صورة تعبر عن الارادة الحقيقية للبنانيين".
وعن الازمة الراهنة قال: "ان اي رئيس للجمهورية من دون صلاحية اقالة الحكومة وحل المجلس النيابي لا يستطيع ان يشكل ضمانة لاحد في ظل وجود اكثرية نيابية مخادعة ستخيره بين الخضوع لابتزازها او بدء عهده بازمة وزارية تبقى في ظلها حكومة السنيورة تصرف الاعمال، بل ان الرئيس يحتاج لممارسة دور الحكم تمسك المعارضة بحكومة متوازنة تكون له داخلها فرصة ادارة التوازنات وتجربة السنة الاخيرة من عهد الرئيس لحود خير مثال على ذلك".
وعن احتمال اقدام الموالاة على انتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا قال: "اذا كان صبر بوش قد نفد ونفد عقله معه، فنحن ننتظر بفارغ الصبر كي تقدم الموالاة على اخر مغامراتها، معتبرا ان هذا الخيار في حال حدوثه يكشف ان ترشيح العماد سليمان كان اكثر من مناورة بل مؤامرة هدفها التلاعب بسمعة الجيش وقائده وهذا ستكون كلفته عالية ويعرف اللبنانيون من هو صاحب التاريخ الحاقد على الجيش وقادته وضباطه".
ورأى قنديل "ان ايتام قرنة شهوان اصبحوا الوزن الزائد في الموالاة وبدون التخلص من هذا العبء لن تتحقق التسوية التي يفترض ان تقوم على قاعدة تلاقي القوى الاوسع تمثيلا في الطوائف فتصحح خطأ التحالف الرباعي بالعودة الى الموقع المقرر للعماد ميشال عون".
ولم يستبعد ان يكون احد اهداف قبول الموالاة بالعماد ميشال سليمان هو الرهان على وضع الجنرال في مواجهة الجنرال الاخر تنفيذا للمطلب الاسرائيلي بعد حرب تموز بتدفيع الجنرالين اللذين وقفا مع المقاومة ثمن هذه الوقفة، داعيا العمادين الى التنبه لما يحاك ضدهما في كواليس السفارات، مؤكدا ان جمهور التيار العوني والجيش هو جمهور واحد.
ودعا قنديل جنبلاط الى فهم معنى الرسالة الاميركية الموجهة اليه ردا على مواقفه والتقدم خطوة الى الامام بتولي الرد باسم اللبنانيين على الاميركيين والقول لهم ان اللبنانيين ذاهبون الى التسوية بمشيئتهم وانهم قادرون على اخذ امورهم بأيديهم.
ورأى قنديل ان تهديد الحكومة باتخاذ اجراءات لتعديل الدستور والتعيينات الادارية سيبقى " حبرا على ورق" ولن يقدم او يؤخر بل سيصعد المواجهة، علما ان السنيورة وفريقه خاضوا الحروب والمواجهات ضد تعديل الدستور سابقا وها هم يسعون اليه الآن اذلاء خائفين".