وطنية - 22/12/2007
زار رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب السابق طلال ارسلان, الشيخ نصر الدين الغريب في كفر متى - عاليه، مهنئا بالاعياد. وأمام وفد من مكتب الطلاب في الحزب ألقيت كلمات استهلها رئيس المكتب محمد المهتار. ثم تحدث الشيخ الغريب، فرحب بأرسلان "في بلدة احتضنت المآسي يوما، واليوم تحتضن الافراح والبهجة والمسرات". وخاطبه قائلا: "انت الضمانة في المسيرة العربية لهذا الجبل، أنت الضمانة لتاريخ هذه الطائفة المشرفة، لقد سلكت طريق آباءك وأجدادك، ولا غرو في ذلك في الدفاع عن الوطن وعن حقوق الامة العربية جمعاء".
وقال: "يشرفنا ان نكون جميعا في هذه المسيرة القيمة التي اعتاد عليها سلفنا في تاريخه المجيد من النضال والكفاح في سبيل سيادة لبنان وحفظ ابنائه وكرامته والحفاظ على الحقوق العربية".
أضاف: "في هذا الوقت الصعب نتمنى على المعنيين الاتفاق على تمرير الاستحقاق الرئاسي وتأليف حكومة وحدة وطنية ترعى حقوق المواطنين, وان نخلص لبنان من هذه المصاعب التي يعيشها، ولكننا نأسف عندما نسمع كلاما من وراء البحار يحرض على الفتنة وإطالة المشاكل، هذه الدولة العظمى التي حريا بها ان تكون راعية للسلام وللعدل والنصفة في كل أقطار العالم, لانها تمتلك القوة والمال والسلطة وتفعل عكس ذلك، عندما يسمعون كلمة من دمشق يردون، نفذ صبرهم ولم يستطيعوا بعد الاحتمال، فكيف بنا ومن سبع سنين خلت، نحتمل ونصبر على عدوانية هذا النظام وهذه الدولة بالاتفاق مع اسرائيل في كل اقطار الامة العربية ولم نمل بعد, ونحن نكافح ونجاهد من اجل السيادة والحرية والاستقلال. اننا ندعو الى الله تعالى ان يلهم ذلك الرجل لما فيه الخير".
ارسلان
من جهته قال ارسلان: "اننا اليوم في الصرح الذي يمثل بالنسبة الينا جميعا المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز، وبالنسبة لنا حددنا خياراتنا الروحية وخياراتنا الزمنية، خيارنا الروحي الذي يمثله شيخ العقل الشيخ نصر الدين الغريب، وخيارنا الزمني الذي يمثله كل حليف صادق في هذا الوطن الذي يريد عروبة وسيادة واستقلال وحرية هذا الوطن بالفعل وليس بالقول".
وتابع: "لا بد في هذه المناسبة ان نؤكد انه لا مجال إطلاقا لانتخابات رئاسية في هذا الوطن من دون اتفاق مسبق شامل على كل التفاصيل، مع الانتخاب الرئاسي، صحيح انه تم الاتفاق على قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، ونحن في المعارضة أيدنا ووافقنا على الطرح لما يمثله العماد سليمان من مناقبية عسكرية اخلاقية ووطنية، انما الشيطان يسكن في التفاصيل نتيجة التجارب التي مررنا بها في السنتين الاخيرتين. ان التدخل الاميركي السافر في شؤون لبنان الداخلية علمنا دروسا كثيرة، من هذه الدروس التي تعلمناها ان لا نثق بهم على الاطلاق لانهم ليسوا اهلا للثقة، لا هم ولا من يمثلهم على المستوى الاقليمي وعلى المستوى الدولي، نحن طلاب سيادة حقيقية، نحن طلاب استقلال حقيقي، نحن طلاب قرار حر حقيقي, وفي التالي الذي يريد ان يطالب بالسيادة وبالاستقلال وبالقرار الحر، عليه اولا ان يكون هو بنفسه مستقلا وسياديا وقراره حر، الفرمان الذي يصدر وهو شبه اسبوعي عن هذه الادارة الاميركية المتحالفة تحالف جدي وجذري مع اسرائيل، ونسأل من اين أتت هذه المحبة لدى هذه الادارة في بيروت؟".
أضاف: "ان السفير الاميركي في لبنان يتصرف كمفوض سام او كوال عثماني، نحن "بنو معروف" ثرنا في الماضي على الوالي العثماني وثرنا على المفوض السامي، واليوم نثور على كل من يحاول التدخل في شؤون لبنان الداخلية".
وأردف: "ان أفضل وأهم وأعدل خطوة تم أخذها من قبل المعارضة هي تفويض العماد ميشال عون للتفاوض عنا جميعا, لما يمثله هذا الرجل من ثقة ومن نزعة وطنية حقيقية ومن انتماء صادق للبنان وليس عنده إنتماء سوى للبنان، وهذا ما نقدر بهذا الرجل وبهذا الزعيم والحليف، حالفناه لما يمثل من قناعة ونستمر في التحالف معه لما يمثل هو وما نمثل نحن من مصداقية في العمل الوطني والسياسي العام على مستوى البلد.
نحن مرتاحون لتفويض العماد ميشال عون للتفاوض عن المعارضة الوطنية اللبنانية، نحن نؤيد هذا التفويض وندعمه، ونعتبر ان الثوابت التي أطلقها العماد ميشال عون تحت سقف الثوابت المسيحية، نحن نقرأها بانها ثوابت وطنية، وفي التالي فان هذا البلد هو بلد أقليات ونحن جميعا في العدد أقليات، نحن جميعا في حاجة الى ضمانات وبحاجة الى شريك في الوطن صادق على أقل تعديل وليس مراوغا، ولا نريد شراكة في هذا الوطن على قاعدة التحالف الاسرائيلي والتحالف الاميركي".
وقال: "نحن في لبنان نرى بأن لبنان عانى ما عاناه من سياسة التدويل (...). وان اول خطوة انقاذية للوضع القائم هي ان نتحرر من المداخلات الاجنبية، وان نصنع رئيسا لبنانيا بامتياز، وان نصنع دولة وطنية بامتياز، ومجلسا نيابيا نظيفا بامتياز وليس مجلسا نيابيا قائما على التزوير وعلى المال الحرام الذي صرف من كيس ابناء الشعب اللبناني".