تحت عنوان "منبر القدس"، أقامت اللجنة الدولية لإحياء يوم القدس احتفالًا جماهيريًا اليوم 3 نيسان/ أبريل 2024، في مختلف بلدان المنطقة، تحدث خلاله قادة محور المقاومة، إذ أكّدوا المضي في مساندتهم للشعب الفلسطيني وأن طريق القدس لن تمر دون جهاد وتضحيات، وأن وحدة الساحات أرعبت جيوش الاستكبار.
السيد رئيسي: الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق لن يبقى من دون رد
وأكد الرئيس الايراني السيد إبراهيم رئيسي أنه أصبح واضحًا للجميع أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت وطوفان الأقصى أثبت هشاشته وكيف أن الكيان أقرب من أي وقت مضى نحو الانهيار.
وخلال فعالية "منبر القدس"، أوضح السيد رئيسي أن يوم القدس العالمي يوحي بقرب النصر النهائي للشعب الفلسطيني الصابر، لافتًا إلى أن الكيان الصهيوني لا يلتزم أبدًا بالقوانين والشرائع الدولية في ما يفعله في غزة اليوم.
ورأى السيد رئيسي أن طوفان الأقصى أيقظ الرأي العام العالمي حتى أن دولًا كانت داعمةً للكيان الصهيوني اتخذت اجراءات ضدَّه.
كما شدّد الرئيس الإيراني على أن بلاده ستبقى داعمة للمقاومة مؤكدًا أن من حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره وتحرير أرضه، لافتًا إلى أن الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق لن يبقى من دون رد، معتبرًا أن هذا الهجوم يدل على قمة فشل وضياع هذا الكيان.
السيد الحوثي: واجب الأمة أن تتحرك بجدٍ واجتهاد لمساعدة الشعب الفلسطيني
هذا، وأكد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة والحق فيها جلي ومظلومية شعبها معروفة في كل العالم، ولم تتحرك أي جهات لإعادة الحق إلى أهله، لافتًا إلى أن الشعب اليمني يقف بكل إمكاناته ويتحرك في كل المجالات رسميًا وشعبيًا لنصرة الشعب المظلوم ومقدسات الأمة.
وخلال فعالية "منبر القدس"، قال السيد الحوثي إنه لم يعد يخفى أن أميركا شريك في جرائم العدو على الشعب الفلسطيني في حين لم تقف الدول العربية إلى جانب فلسطين، مشيرًا إلى أن وحدها المقاومة أثبتت جدواها مع الاحتلال مستشهدًا بهزيمة العدو في لبنان خلال عامَي 2000 و 2006.
وأضاف أن القضية الفلسطينية مرتبطة بمصير الأمة ومصير الأمة مرتبط بها، مؤكدًا أن "واجب الأمة أن تتحرك بجدٍ واجتهاد لمساعدة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل وأن تكون مقتنعةً بأن الكيان الصهيوني هو عدو الأمة الأول ولولا الشعب الفلسطيني وصموده لكان العدو استهدف باقي الدول العربية".
وشدّد السيد الحوثي على مواصلة التكامل مع محور المقاومة من الإعداد والتجهيز حتى يتحقق الوعد الإلهي، مؤكدًا أن "إسناد غزة جزء لا يتجزأ من واجبنا الديني والإنساني والأخلاقي ولا رجعة عنه"، لافتًا إلى أن فعالية الشعب اليمني من العمليات البحرية وتكامل ذلك مع عمليات المقاومة في لبنان والعراق إسنادًا للمقاومة في غزة تجّلت لكل العالم.
هنية: المقاومة متمسكة بمطالبها في المفاوضات
وأشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى أن يوم القدس يأتي في مرحلة تاريخية بعثت فيها طوفان الأقصى وأن تحرير القدس قريب، مستذكرًا الإمام الخميني (قده) الذي جعل القدس ركنًا من أركان الثورة والمقاومة ونادى بيوم القدس لتنهض الأمة بواجبها وتوحّد قواتها لتحرير القدس والأقصى من براثن العدو.
وخلال فعالية "منبر القدس"، لفت هنية إلى أن العدو حاول خلال الأعوام الأخيرة أن يحسم الصراع في فلسطين عبر بوابة الأقصى فجاءته المقاومة في غزة بطوفان وأعادت السلام إلى طبيعته وكشفت الوجوه المقنّعة بزيف السلام، مؤكدًا أن "العدو يواجه أزمة وجودية، وتوحشه الذي نراه اليوم نتيجة إداركه عدم قدرته على البقاء ككيان غاصب ومحتل في مواجهة شعبنا الذي يأبى الاستسلام رغم محاولات التطبيع التي جرفها طوفان الأقصى".
وتوجّه هنية لشعوب الأمة الإسلامية قائلًا إن "العدوان على شعبنا لم يكن ليصل لهذه المرحلة من الوحشية لولا الدعم الأميركي الآثم والمشاركة الفعلية المباشرة في العدوان على شعبنا، لافتًا إلى أن "أبطال غزة وفلسطين كسروا حاجز الخوف وقدموا النموذج للبطولة والفداء ونحن أمام فرصة لإلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني في المنطقة".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن "قيادة المقاومة تقف في مقدمة الصفوف لتكون القدوة في تقديم الشهداء والصبر حتى يأذن الله بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس"، مشدّدًا على أن قوى المقاومة قالت كلمتها بأنها لن تقبل أن يستفرد العدو في غزة، لافتًا إلى أن "طوفان الأقصى وحدت صفوف أبناء الأمة، وقد تجلى ذلك في وحدة الساحات من لبنان إلى فلسطين واليمن بدعم من الجمهورية الإسلامية في إيران".
وحول المفاوضات قال هنية إن "حكومة الاحتلال مصرّة على استمرار العدوان ولا يهم نتنياهو ومن معه إلّا البقاء في الحكومة، مؤكدًا تمسّك المقاومة بمطالبها المتمثلة بوقف إطلاق النار والانسحاب الشامل من قطاع غزة وعودة النازحين وإدخال المساعدات وإعمار القطاع ورفع الحصار واتفاقية تبادل للأسرى.
وأضاف: "نقدّر مواقف كل الدول التي وقفت إلى جانب شعبنا في المحافل الدولية والشعوب التي شاركت وساهمت بفعاليات للضغط على حكوماتها حتى يوقف العدو عدوانه على غزة"، وحيّا كل السواعد والعقول المساندة لغزة والمنخرطة في مواجهة العدو، كما ندّد بالجريمة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في دمشق والتي أدّت لاستشهاد كوكبة من قادة فيلق القدس.
النخالة: نطالب العرب بأن يعاملونا كما يعاملون "إسرائيل"
شدّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة على أن أهمية قوى المقاومة تكمن في وحدة ساحاتها وجبهاتها بوقوف الجبهات المساندة كتفًا إلى كتف إلى جانب المقاومة في فلسطين في لبنان واليمن والعراق وسورية، مؤكدًا أن "غزة باقية بأهلها ومقاوميها الأبطال وستبقى علامة فارقة في مسيرة شعبنا نحو القدس وستصمد وتنتصر بإذن الله".
وخلال فعالية "منبر القدس"، أشار النخالة إلى أن "شعبنا في غزة يقف في مواجهة كل قوى الشر في العالم متمثلةً بالكيان الصهيوني وداعميه وعلى رأسهم أميركا على مدى أكثر من نصف عام من القتل والمجازر"، لافتًا إلى أنه "رغم الحصار الصعب والمرير حيث يُمنع عن أطفالنا أقل مقومات الحياة البسيطة نرى العرب والمسلمين عاجزين عن إدخال شربة ماء إلى غزة"، مطالبًا العرب بأن يعاملونا كما يعاملون "إسرائيل" لأن ما تحتاجه "إسرائيل" منهم يصلها.
ودعا النخالة لجعل "يوم القدس محطة نعزز فيها وحدة شعبنا ومقاتلينا وأهدافنا"، كما شكر الجمهورية الإسلامية في إيران على "دورها الفاعل في دعم شعبنا ومقاومته ومحور المقاومة".
العامري: أميركا والغرب هم الذين يقفون وراء جرائم العدو
ولفت رئيس تحالف الفتح هادي العامري إلى أن معركة طوفان الأقصى جرفت أوهام التطبيع في المنطقة وفضحت الأساطير التي اتخذها العدو غطاءً لطغيانه ووضعت كل القوى الاستكبارية في دائرة الإدانة باعتبارهم شركاء في النهج الإجرامي.
وفي كلمة المقاومة العراقية خلال فعالية "منبر القدس"، قال العامري إن "يوم القدس العالمي هو يوم لتجديد العهد مع الله ورسوله والمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني"، مضيفًا أن "معركة طوفان الأقصى هي القدر الإلهي الذي جرى بعناية منه سبحانه على أيدي عبادٍ ذوي بأسٍ شديد ليحققوا انتصارهم المؤزر ويُعيدوا القضية الفلسطينية إلى الصدارة بعد أن حاول الغرب طمسها".
وأكد العامري أن أميركا والغرب هما اللذين يقفان وراء جرائم العدو ويمدانه بالمال والسلاح ويقفان وراء إبطال قرارات مجلس الأمن المُدينة لـ"إسرائيل"، مشيرًا إلى أن الإنحياز الأميركي لجانب الصهاينة في حرب غزة "جعلنا أكثر إصرارًا على إخراج قواتهم من بلدنا وتحقيق السيادة الوطنية كاملةً"، مطالبًا بأسرة عالمية لا مكان فيها للطغيان والاستبداد.
وأشار العامري إلى أن الرجال في بلدان محور المقاومة من لبنان وسورية واليمن والعراق وإيران أبوا ترك أهل غزّة ونهضوا بدورهم في نصرة غزّة والاستجابة لاستغاثتها، لافتًا إلى أن للمقاومة في العراق موقفها المتوقّع وهي تشارك في نصرة أهل غزّة بردع العدو، وشدّد على أن "المجاهدين يدفعون الكيان الصهيوني نحو نهايته وها هي التحذيرات داخل الكيان تتصاعد بأنه يواجه تحديات وجودية".
وتابع أن "القضية الفلسطينية عاشت في وجدان العراقيين مرجعية وحكومةً وشعبًا وكان لمراجعنا حضور بفتاويهم منذ أكثر منذ 70 سنة"، مؤكدًأ أن إرادة المقاومة والتحرر من خنوع هذا الكيان الذليل قد امتدت إلى بلدان منطقتنا وباتت جبهة المقاومة تتسع.
الشيخ الكعبي: إسنادنا للشعب الفلسطيني نابع عن يقين
أكّد الأمين العام لحركة النجباء العراقية الشيخ أكرم الكعبي أن المقاومة العراقية مستمرة في دك معاقل الأعداء في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبتطهير العراق من دنس المحتلين، مشدّدًا على أن المقاومة العراقية "جزء أساسي من محور المقاومة ومشاركتنا في إسناد الشعب الفلسطيني في طوفان الأقصى نابعة عن يقين".
وخلال فعالية "منبر القدس" أشار الشيخ الكعبي إلى أن استخدام جزء محدود من قدرات المقاومة خلق تحديًا لهيمنة أميركا و"إسرائيل" بينما هم صبوا كل قوتهم على نساء وأطفال غزة ولكن لم يستطيعوا إركاعهم، مضيفًأ أن "الكيان الصهيوني أخرج لنا اليوم معنىً جديدًا للوحشية بشراكة أميركا التي كشفت عن وجهها القبيح"، مؤكدًا وقوف حركة النجباء إلى جانب الإخوة في غزة واستمرار العمليات ضد العدو الصهيوني.