أكّد قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنّ "الموقف الأميركي لن يؤثر على فاعلية موقفنا، فموقف بلدنا فعال ومؤثّر"، مشيرًا إلى أنّ "جبهة الحرب في اليمن والمساندة للمجاهدين في غزة هي من الجبهات التي بادرت منذ بداية الأحداث في غزة، في إطار موقف كامل وشامل على كل المستويات".
وكشف، في كلمة متلفزة له اليوم الخميس الأول من شباط 2024، أنّ محصّلة العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية خلال هذا الأسبوع كانت 10 عمليات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، استهدفت السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأميركي والبريطاني.
وشدّد السيد الحوثي على "أنّ العدوان على بلدنا لن يؤثر على موقفنا، وإنّما له تأثير في أن نطوّر قدراتنا العسكرية، وهذا واضح للأميركيين ويلمسونه في الصواريخ"، مضيفًا أنّ "على البريطاني أن يأخذ الدرس من سفينته التي احترقت من الليل إلى الليل، وسيُلحق بنفسه وباقتصاده الضرر من دون نتيجة".
وأوضح أنّ "العدو الإسرائيلي يائس من إمكانية أن تستمر الملاحة البحرية لصالحه في البحر الأحمر من مضيق باب المندب"، متابعًا أنّ "الحركة التجارية إلى ميناء أم الرشراش والموانئ الفلسطينية المحتلة أصبحت ضعيفة والتحرك نادرًا".
ولفت السيد الحوثي إلى أنّ هناك رصدًا دقيقًا وجويًا من قبل القوات المسلحة اليمنية، يمكنها من الحصول على المعلومات اللازمة لمعرفة وجهة السفينة إلى أي ميناء فلسطيني، وقال: إنّه "ومع إمكانية الحصول على المعلومة هناك جهوزية قوية لاستهداف أي سفينة وجهتها لصالح العدو الإسرائيلي".
وأضاف: "عندما ورطت أميركا نفسها، وكذلك بريطانيا وضعتا نفسَيهما في المأزق، ليستمر استهداف سفنهما وبوارجهما وحركتهما العدائية"، مؤكدًا أنّ "قواتنا المسلحة هي التي تقدم فعلًا، تأمينًا للملاحة الدولية في البحر الأحمر، وأثبتنا فعليًا أن المُستهدف هو السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني".
وكشف السيد الحوثي أنّ "من ينسق مع القوات البحرية يعبر بدون أي مشكلة، وأحيانًا يتدخل الأميركي لإثارة المشاكل على بعض السفن"، لافتًا إلى أنّ "الأميركي فُضح في عدة عمليات حاول أن يثير القلق على بعض السفن"، مؤكدًا أنّ "الأميركي في عدوانه ومحاولاته لحماية السفن الإسرائيلية، فشل بشكل واضح، وهو معترف بفشله ومعترف بعجزه".
ولفت إلى أنّ "الأميركي كان في البداية يصوّر أن عملياته العدوانية لحماية السفن الإسرائيلية، سيوفر لها الحماية ويقدم لنفسه عناوين مخادعة بهدف أن يحظى بتعاون من بقية الدول لكنه فشل"، موضحًا أن الأميركيين والبريطانيين لا يستطيعون أن يحموا حتى سفنهم، وحتى قطعهم البحرية من مدمرات وبارجات من الاستهداف.
وجدّد السيد الحوثي التأكيد على أنّه "لا يمكننا أن نسكت أو نتفرج على إخوتنا في غزة"، مشددًا على أنّ "العدو يجب أن يدفع مقابل ذلك الثمن الباهظ، فنحن مستمرون في موقفنا العسكريّ في العمليات البحرية طالما استمر العدوان والحصار على غزة".
الأميركي استعان بالصين بعد فشله في اليمن
وحول العدوان الأميركي البريطاني على اليمن، قال قائد حركة أنصار الله: "الرئيس الأميركي جو بايدن عندما اتخذ قرار العدوان على بلدنا لحماية السفن الإسرائيلية خرق الدستور الأميركي، وهناك احتجاجات داخل الكونغرس من بعض الأعضاء".
وذكر أنّه "على الرئيس الأميركي بدلًا من أن يفتح حروبًا، أن ينشغل أولًا بأزمات بلاده وبالمشاكل التي تصنعها سياساته، فالعالم شاهد الأزمة الأخيرة في أميركا بين حاكم تكساس والرئيس الأميركي التي أوشك الطرفان أن يصلا فيها إلى مستوى الاقتتال".
واعتبر السيد الحوثي أنّ "من بوادر الفشل، سعي أميركا إلى الاستعانة بالصين من أجل أن تسعى للوساطة والإقناع بوقف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني"، موضحا أنّ "الصيني يُدرك أنت مصلحته ليست في أن يسير تبعًا للأميركي، ويعرف ما يفعله الأميركي في تايوان".
التعبئة العسكرية: تدريب وتأهيل 165429 يمني
إلى ذلك، لفت قائد أنصار الله إلى أنّ "التعبئة العسكرية من أهم الأنشطة التي تحرّك فيها شعبنا في سياق رفع الجهوزية لمساندة الشعب الفلسطيني"، موضحًا أنّه "تم تدريب وتأهيل 165429 يمني في الدورات العسكرية في الوسط الشعبي وفق إحصائيات المختصين".
وتابع: "خلال فترة العدوان على بلدنا تم تدريب 600 ألف في التدريب العام والقيادي والتخصصي وفق المختصين ستضاف إلى الملتحقين بالدورات مع العدوان على فلسطين"، مؤكدًا أنّ "هذه القدرات والإمكانات في بلدنا من كل ما قد بُني وأُعد وجُهّز، هو في خدمة موقف المساندة للشعب الفلسطيني".
ولفت السيد الحوثي إلى أنّ "أنشطة التدريب والتأهيل في إطار التعبئة مهمة جدًا وستتوسع إن شاء الله وتمتد إلى مناطق كثيرة"، مؤكدًا أنّ "جيش الشعب اليمني هو جيش جاهز مسلّح متمرّس على الأحداث، والأهم هو ثقته بالله وروحيته الجهادية ورصيده الأخلاقي".
وأكد أنّ "أميركا لن تنجح في التهويل بضرباتها الفاشلة وغير المؤثرة، ولا بتصنيفاتها السخيفة التي ليس لها أي قيمة عند شعبنا"، مشدّدا على أنّ "على الأميركي والبريطاني ومن ورائهما اللوبي اليهودي الصهيوني أن يلحظوا فاعلية وتأثير تحرك شعبنا".
1351 مسيرة شعبية نصرة لغزة
وفي ما يتعلق بالمسيرات المناصرة للشعب الفلسطيني، فقد كشف السيد الحوثي أنّ "المسيرات والمظاهرات والفعاليات والوقفات المناصرة لغزة هي من أهم الأنشطة لشعبنا العزيز"، مضيفًا "لم يخرج أي شعب على مستوى عالمنا الإسلامي ولا على مستوى أي بلد في العالم كما يخرج شعبنا خروجًا مليونيًا في العاصمة صنعاء والمحافظات".
وأعلن أنّ "عدد المسيرات في الأمانة والمحافظات بلغ وفق المعنيين 1351 مسيرة، وهو عدد ضخم قد لا يماثله أيّ رقم في أي بلد"، لافتًا إلى أنّ "الوقفات والاحتجاجات التي خرجت في مناطق كثيرة بلغت 43 ألفًا و646 وهو عدد هائل جدًا"، مشيرًا إلى أنّ "نشاط شعبنا وتحرّكه يحسب له الأعداء ألف ألف حساب".
وقال السيد الحوثي: "من يصرخ في هذا العصر في مواجهة الطغيان الأميركي والإسرائيلي والبريطاني على شعب فلسطين، فهو يتحرّك في الموقف الصحيح والحكيم لمصلحة الأمة"، لافتًا إلى أنّ "موقف بلدنا في مساندة الشعب الفلسطيني محط إعجاب الكثير من أحرار العالم حتى في البلدان الغربية".
وحول حملات المقاطعة، أكّد السيد الحوثي أنّ "مقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية مؤثرة على الأعداء، ومن يُقصّر في مقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية فتقصيره كبير جدًا".
الأميركي هو الذي حمل راية الحملة ضد الأونروا
وحول آخر التطورات بشأن وكالة الأونروا، اعتبر أنّ "الحملة الغربية ضد الأونروا جاءت بعد قرار ما يسمى بمحكمة العدل الدولية بإيقاف جرائم القتل والإبادة الجماعية في غزة، ويفترض بعد قرار محكمة العدل الدولية أن يدخل الغذاء والدواء لغزة وأن يسهم في الحد من جرائم الإبادة".
وشدّد السيد الحوثي على أنّ "الأميركي هو الذي حمل راية الحملة ضد الأونروا وحرّض الدول الأخرى على إيقاف ما تقدمه من مساعدات يسيرة ومحدودة"، لافتًا إلى أنّ قرار محكمة العدل الدولية كان ضعيفًا ولا يرقى إلى مستوى العدل"، موضحًا أنّ "الموقف الصحيح والعادل من محكمة العدل الدولية هو قرار أو حكم بوقف العدوان والحصار على غزة ووقف الإجرام في الضفة".
إلى ذلك، أشار إلى أنّ "هناك أخبارًا عن تزويد بعض الدول العربية والإسلامية العدو الإسرائيلي بالبضائع مع النقص الحاصل نتيجة الموقف اليمني في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وهذا مؤسف"، مضيفًا "الشعب الفلسطيني هو أحوج ما يكون إلى الغذاء والدواء، وهو يتضوّر جوعًا، فيما يقدم البعض الفواكه والبضائع المتنوعة للعدو الصهيوني".
الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه
هذا، وأكّد السيد الحوثي أنّ "من أهم المستجدات المهمة والملفتة والبارزة في هذا الأسبوع، هو قصف كتائب القسام "تل أبيب" بالصواريخ، فقصف "تل أبيب" عملية مهمة للغاية، ولها دلالة كبيرة جداً في ظل التدمير الشامل للقطاع والسيطرة وتقديم الإنجازات الوهمية"، مضيفا أنّ "العدو الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه وحسم المعركة وفي السيطرة على الوضع بشكل كامل في قطاع غزة، وأن نجاح المجاهدين في غزة حُجّة على العرب والمسلمين"، مشيدًا بالمواقف المشرفة للمجاهدين في جبهة العراق واستمرار عملياتهم التي تستهدف العدو الإسرائيلي.
وأكد السيد الحوثي أنّ "العدو الإسرائيلي، بكل وقاحة وبسلوك منفرد يعبّر عن إفلاسه الأخلاقي والإنساني، ويعلن المستشفيات أهدافًا أساسية لعملياته العسكرية".