أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنه في محضر الشهيد اليوم نواجه عدوًا يستحضر كل الأذى والهمجية والوحشية للقضاء على الإنسان وتشريد أهلنا وسلبنا أوطاننا، مضيفًا أن هذا العدو الصهيوني يمثل نموذج الوحش المتحول الذي لا تصلح معه حياة بل لا يصلح هو للحياة، معتبرًا أن ما نشهده اليوم من ممارسات وحشية يقوم بها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بتشجيع من مروضية وداعميه الأمريكيين والأوروبيين يمثل أبشع وجوه العدائية على وجه الارض.
كلام النائب رعد جاء خلال مرور ثلاثة أيام على استشهاد الشهيد على طريق القدس الحاج محمود أحمد درويش، والذي أقيم في مجمع سيد الشهداء في بلدة عربصاليم بحضور لفيف من العلماء وحشد من أبناء البلدة والقرى المجاورة .
وأضاف رعد أنه "قد تعرض هذا الكيان إلى ضربة قاسية وقاصمة، وربما فاقت توقع من أقدم عليها. تهشمت عظامه، ارتج دماغه لم يستفق حتى الآن من هول ما أصابه. هذا التصرف الذي قام به العدو في غزة سيرتد سلبًا على كل نهج التطبيع الذي عمل المروضون على الترويج والتسويق له طوال السنوات الماضية، وهذا العدوان الذي يمارسه الصهاينة يكشف عن المعايير المزدوجة والاستنسابية التي تفضح كل من يرفع شعار حقوق الإنسان من الدول المروضة الداعمة له".
وقال رعد: "نقف إلى جانب أهلنا في غزة، نؤيد حق المقاومين البواسل الذين يتصدون للعدوانية الاسرائيلية، لا نطلق شعارات وإنما نحمي ثغرنا ونقف جاهزين منفتحين على كل التطورات التي نواكبها ونلحظها لحظة بلحظة، لنطور موقفنا في ما يحقق مصلحتنا ومصلحة بلدنا وأهلنا في غزة ومصلحة قضية فلسطين".
واعتبر رعد أننا موجودون حيث يجب أن نكون، وحيث يتطلب منا الموقف المؤدي لتحقيق المصلحة العامة. سنفعل ولنا كل الوضوح في الرؤيا التي نتصرف بموجبها، نحن أهل المقاومة ونعرف قيمة الصبر الذي يتحمله أهلنا في غزة".
ولفت إلى أن الدول العربية والنظام العربي كله لم يستطع أن يلزم الدول المروضة للكيان الصهيوني المعتدي، بالسماح بمرور قوافل المواد الغذائية إلى غزة، بل يرسلون شاحنات في ما لا حاجة لأهل غزة بها ويسمونها مساعدات وقوافل".
وختم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة: "نحن معنيون بأن نمارس كل الضغوط منفردين ومجتمعين من أجل وقف العدوان.. تسويات حول إطلاق الأسرى والرهائن هذا يحتاج إلى وقت، ولا أظن أن أحدًا يفكر في أن تكون هذه التسويات تحت النيران. ورغم كل ما يفعله العدو الإسرائيلي لا يستطيع أن يعود إلى ما كان عليه، إذ تهشمت عظامه وانكفأت قوته ولم يعد قادرًا على أن يتعايش مع محيطه الذي سعى طويلاً من أجل أن يجد أنظمة مهزومة يتسنَّم حكامها السلطة ليستدرجهم للتطبيع معه.. منذ الثمانينات بدأ مشروع التطبيع مع نظام عربي ثم تسلل إلى نظام آخر، لكن اقتصر التطبيع على بعض المسؤولين في سلطات تلك الدول، أما الشعوب فهي في غربة عن التطبيع لأنها تعرف أن الإسرائيلي هو عدو الإنسان والإنسانية في هذه المنطقة، فهو لا يملك إلا العدوانية كعقيدة وسلوك سياسي واجتماعي وأخلاقي وثقافي له".