انسحبت قوات الاحتلال الصهيوني من مدينة جنين ومخيّمها في شمال الضفة الغربيّة المحتلّة، بعد اشتباكات استمرّت نحو 8 ساعات، وعقب وقوع جنود العدو بكمين محكم أعدّه مقاومو سرايا "القدس" في المخيّم.

فقد فجّر المقاومون الفلسطينيون عبوات محليّة الصنع بشكلٍ مباشر في الآليات العسكرية التي اقتحمت الحي في جنين، مما أدّى لإعطاب خمس آليات عسكرية صهيونية واشتعال النيران فيها، فيما اعترف الاحتلال بإصابة سبعة جنود، بينهم حالات خطرة.

وقالت وسائل إعلام العدو إنّ "7 جيبات ومركبات تعرّضت للإعطاب بعد تفجير عبوات ناسفة فيها"، مضيفة أنّ سحبها إلى خارج المخيّم استغرق ساعات.

ويؤكّد محلّلون أنّ المقاومة الفلسطينية نجحت في تعطيل أكثر الآليات العسكرية تطوّرًا وتحصّنًا من خلال زرع عبوات جانبيّة في طرق انسحابها وهو ما شكّل فشلًا استخباراتيًّا، يُضاف إلى الفشل في عدم القراءة الصحيحة لمنطقة العمليات.

وقد استعان جيش الاحتلال بمروحيات حربيّة لأوّل مرّة منذ انتفاضة الأقصى قبل 20 عامًا؛ لإنقاذ قواته البرية ووحدات النخبة، مع استمرار الاشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين لساعات طويلة، وهذا ما يثبت مجددًا ضعف القوات البرية للاحتلال واعتمادها على سلاح الجو.

وذكر إعلام العدو نقلًا عن مسؤول أمني صهيوني، تزن إحدى العبوات التي انفجرت بإحدى المركبات في جنين نحو 40 كيلوغرامًا، وهو ما تسبّب بإصابة 7 جنود أحدهم بجراحٍ خطيرة.

ولم يعهد جيش الاحتلال سابقًا مواجهة سيناريو مماثل في الضفة؛ إذ كانت تقتصر المقاومة على الاشتباكات المسلحة بالرصاص أو العبوات بدائيّة الصنع.

في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد خمسة مواطنين بينهم طفل، وإصابة 91 آخرين، جراء عدوان الاحتلال على جنين.

وكانت سرايا القدس- الضفة المحتلة، الجناح العسكري لـ "الجهاد الاسلامي" قد أعلنت، عن تمكن أبطال سرايا القدس في كتيبة جنين من إيقاع عدد من آليات الاحتلال المتوغلة بحقل من النيران واستهدافها بصليات كثيفة من الرصاص من مسافات قريبة مع جيش العدو وضمن عملية "بأس الأحرار" للتصدي للعدوان الصهيوني الذي استهدف مدينة جنين صباح اليوم.

قالت "السرايا"، في بيان، إنّ "القوات تمكنت من تفجير عدد من العبوات الناسفة شديدة الانفجار المُعدة مسبقًا بناقلة جند صهيونية في محيط أحد المنازل في الجابريات وعدد من الآليات في عدّة محاور بجنين وتحقيق إصابات مباشرة".