هناك يكبر الوطن عندما ينتفض أبناؤه يذودون عن حياضه بدماء طاهرة وإيمان راسخ.
ويكبر الهدف حين يرتفع الناس إلى مستوى المسؤولية في التحرير والمقاومة، وتسقط الصغائر فيما بينهم حرصاً ألا يضيع وقتت خارج معادلة الكرامة.
بالأمس وقف أبناء الوطن المحتل وقفة إدانة لكل المتقاعسين عن واجب المشاركة... ووقفة شرف واعتزاز بالرفض القاطع للاحتلال منعته آية من كتاب الله أو موقف من عالم مجاهد من أجل حقوق المستضعفين.
وقف الجنوب وكان ينتظر وقفة مماثلة في بيروت وطرابلس وبعلبك ليقوى الزئير ضد الثعلب القاري ونظن أن الأوان لم يفت بعد.
والوقفة المطلوبة ليست بيانا يدعم أو صوتا يرتفع أو قصيدة تمدح... بل هي مشاركة حقيقية في واجب تحرير هذا الوطن المحتل.
وعبثاص يحاول الساسة الكبار أن يمنعوا أهل الإسلام والوطنية من التفكير الدائم بحتمية الإفراج عن الجزء المعتقل من الوطن... خصوصاً إذا كان هات الجزء هو القلب الذي تتدفق من دماء الحياة.
وليطمئن الشياطين الكبار وأدواتهم أننا لا زلنا نفكر في الأندلس وقد مضى على اغتصابها قرون... فكيف نسهو عن جبل عامل والقدس وهما حديثا عهد بالاحتلال.
كيف نسهو عن جبل عامل وفي كل يوم هناك بطل رضيع ينمو على حليب المقاومة الإسلامية.
كيف نسهو وفي ربوعنا تقاوم معركة وبدياس ودير قانون ومعروب والعباسية والصرفند وعربصاليم وكفر ملكي وغيرها.
اطمئنوا فالسهو عن الأوطان خيانة لله في قاموسنا.
ولن ينفعكم وصفنا بالإرهابيين فالإرهاب بضاعتكم... وإن كنتم تنكرون، فردوا إلينا قدسنا وأفرجوا عن معتقلينا وكفوا أيديكم عن إخواننا في فلسطين وأفغانستان والعراق والفلبين.
وإن كنت تحسنون صياغة المشاريع فإننا شعب تعود قراءة ما وراء الحروف وحفظ عن ظهر قلب معاني مفرداتكم فالتحرير عندكم... تضييع، والحل منكم... أزمة، والتفاوض حسب قصدكم... خضوع والسلام معكم استسلام.
وهذا المعاني تعلمناه من الشهيد الشيخ راغب حرب... والشهيد محمد نجدي ولنا في كل يوم درس والمدرسون قافلة لا تنتهي.