وقال أبو فاعور إن النائب سعد الحريري "يشعر بمرارة كبرى من المفاوضات مع الرئيس بري، وموقف وليد جنبلاط كان يهدف إلى تحفيز بين الرجلين، وعلى الوقوف سويا مع النائب سعد الحريري في السراء والضراء"، مؤكدا أن رغبة النظام السوري هي "عدم تمرير الاستحقاق ورمي المشكلة مجددا عند الطرف المسيحي".
واعتبر النائب ابو فاعور أن مرحلة ما بعد الاثنين المقبل، هي "مرحلة مختلفة بالتعاطي السياسي وربما بخيارات جذرية أكثر للخروج من المأزق".
وعن طبيعة الاتصال الذي جرى بين النائب وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري أوضح أن النائب جنبلاط "اتصل بالرئيس بري لأنه يتحسس حجم المخاطر على الاستقرار الوطني، من نوع أن تطال الاعتداءات مؤسسة هي أبرز حصانات الاستقرار اللبناني، وهو ما يدخل لبنان في نفق مظلم. بمعنى أن المطلوب من الجانب السوري هو ليس الفراغ بحد ذاته في موقع الرئاسة، ولكن ما يشكله هذا الفراغ من بيئة جاذبة لكل المشاكل والمخاطر، وبالتالي ضرب حصانة الاستقرار الداخلي، وهذا معطى جديد دفع بالنائب وليد جنبلاط للاتصال بالرئيس نبيه بري الذي أبدى ايجابية كبرى، وهدف النائب جنبلاط كان تحفيز الحوار بين الرجلين، وكان الرئيس بري وديا، ومقدرا لحجم المخاطر، وهو طرح بأنه يريد سلة متكاملة، وقال إنه ربما يحصل اتصال مع العماد ميشال عون".
وراى النائب أبو فاعور أن "قرار تحويل وجهة سير الحوار الداخلي باتجاه العماد عون ليس قرار الرئيس بري، وافترض أن الرئيس بري لا يمكن أن يتنازل عن هذا الدور، والقرار هو قرار النظام السوري، وهو قرار يُصعب المفاوضات، إذ ثمة ارتطام قدري مستحيل مع الجنرال عون، وكما يقول غسان كنفاني في كتابه "عائد إلى حيفا"، مع العماد ميشال عون هناك ارتطام قدري والرجل عنده مطلبه الخاص : إما هو رئيس جمهورية أو لا يصير شيء في البلاد. والحوار معه بالتالي شبه مستحيل، وشرطه معروف، وهذا الأمر يعيد الأمور إلى نقطة الصفر".
وأضاف: "هناك محاولة لرمي الكرة أو المشكلة عند الطرف المسيحي"، مذكرا بما جرى مع الوفد الفرنسي إلى دمشق، وكيف قال له السوريون إن "المشكلة عند الجانب المسيحي وظروف العمل على ايجاد توافق مسيحي ـ مسيحي وهو ما عمل له كوشنير، وما التزم به خطأ من قبل الإدارة الفرنسية، وحصل ما حصل مع مبادرة بكركي. لذلك النظام السوري عبر تحويل وجهة سير الحوار الداخلي يريد عبر الجنرال عون تعطيل الحوار والتفاهم وتحويل المشكلة مسيحية ـ مسيحية والخروج بصك براءة. ذلك أن تكليف الجنرال عون لا يساعد بإيجاد تسوية ما، على العكس هو بمثابة نعي وقول بعدم إمكانية التوافق، وقوى 8 آذار ستخرج من المسؤولية المباشرة، وتتفرج على الوضع المسيحي، والصراع حول موضوع الرئاسة".
واكد النائب أبو فاعور "الوقوف مع سعد الحريري في السراء والضراء، وهو ما كرره وليد جنبلاط مرارا، لكن النائب سعد الحريري يشعر بمرارة كبرى من التفاوض مع الرئيس بري لأنه تم تقديم تعهدات والتزامات وتم التراجع عنها".
ورأى أن كلام نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم عن ورقة "مدونة" في جيب العماد عون غير معقول. البلد لبنان ليس في جيب أحد، ومستقبل لبنان ليس في جيب أحد أو رغبة أحد. هناك مسؤولية كبرى وطنية والمؤسسة العسكرية قدمت تضحية كبرى، ومع ذلك نعيد الحوار إلى نقطة الصفر. هذا منطق غير مسؤول لكنه يعبر للأسف عن قرار سياسي".
وقال: "الهدف السوري واضح، هو الفراغ وفلتان أمني لتعزيز منطق الابتزاز أكثر وأكثر للبنان وللمجتمع العربي والدولي. ان قوى 14آذار أمام مرحلة جديدة، وتحديدا منذ الاثنين المقبل، وهناك مرحلة مختلفة بالتعاطي مع الاستحقاق الرئاسي، رحلة إعادة بناء المطالبة العربية والدولية بإنجاز الاستحقاق الرئاسي. وربما تكون قوى 14 آذار بخيارات جذرية للخروج من المأزق والذي نحن منه تحديدا على مستوى قرارات سياسية كبرى والحكومة وفي نفس الوقت الأكثرية وعلى مستوى العلاقة مع الداخل والخارج. واضح للجميع أن الفراغ هو المطلوب من السوري، وما يليه من خروقات أمنية، وقوى 14 آذار لا تستطيع أن تنتظر أكثر من ذلك أو تساوم أكثر من ذلك".