المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشقاقي شهيداً على طريق القدس

"العهد"
سجل السادس والعشرون من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام 1995 رحيل واحداً من قادة المقاومة الفلسطينية في مالطا بعملية اغتيال خطط لها ونفذها الموساد الصهيوني.

هو أبو ابراهيم، فتحي الشقاقي الامين العام لحركة الجهاد الإسلامي، نستعيد اليوم في هذه السطور بعضاً من سيرته لتبقى محفورة في تاريخ المقاومة على طريق القدس، فالقيادة التي تتقدم سجل الشهداء هي التي تصنع الحرية.

ولد فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي في العام 1951، في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين/ قطاع غزة، وهو من قرية زرنوقة القريبة من يافا بفلسطيـن المحتلة عــام 1948 والتي هجرت منها عائلته بعد تأسيس الكيان الصهيوني على الشطر الأول من فلسطين.. والده كان الابن الوحيد لجده الذي كان إماماً للمسجد في القرية التي نشأ فيها، وقد اهتم بتربيته تربية دينية، وكان والده يحضّهم كثيراً على الصلاة، كما كان يرتل القرآن أمامهم. توفِّيت عنه والدته وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان أكبر إخوته.‏‏

درس العلوم والرياضيات في جامعة بيرزيت وعمل مدرساً في القدس ثـم درس الطب في مصر وعمل طبيباً في القدس أيضاً.. انخرط في العمل السياسي والنضالي منــذ وقــت مبكر، وانخــرط فـي نشاطـات تنظيمية منذ منتصف الستينيات.‏‏

عام 1968 التحق بالحركة الإسلامية في فلسطيـن، وفي نهاية السبعينيات أسس مـع عــدد مـن إخوانه حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، واعتبـر مؤسساً للتيار الإسلامي الثوري في فلسطين. أشرف على مجلة المختار الإسلامي الصادرة في القاهرة في أصعب الظروف تحت إسم عز الدين الفارس، وقال مراراً في مهرجانات عديدة "لقد تربينا على كتب الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) يوم كنا في فلسطين المحتلة في السبعينييات، وفكر الإمام الخميني (قدس سره)".‏‏

اعتقل في عــام 1979 فـي مصــر بسبــب تأليفــه كتابــاً عــن الثورة الإسلامية في إيران. واعتقل مرة ثانية في مصر في العام 1981 بعد اغتيال المقبور أنور السادات للاشتباه بأن له علاقة بالحركة التي نفذت العملية، واُبعد من مصر فعاد إلى فلسطين المحتلة حيث عمل أوّلاً طبيباً في أحد مستشفيات القدس المحتلة، كما اعتقل في فلسطيــن أكثـر مـن مرة عــــام 1983 و 1986، ثم فتح عيادة خاصة في غزة وأطلق حركة الجهاد الإسلامي.‏‏

اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني في غزة في العام 1983 وسجنته لمدة 11 شهراً لإصداره مجلة باسم الحركة، واعتقل مرة ثانية في العام 1986 وحكم عليه بالسجن أربع سنوات فعلياً وخمس سنوات مع وقف التنفيذ بتهمة التحريض على مقاومة الاحتلال، ونقل أسلحة والانتماء إلى حركة الجهاد.‏‏

يعتبر الشهيد الشقاقي "أن العامل الأساس لانطلاقة الانتفاضة هو الإسلام، خاصة بعد أن اقترب الشعب الفلسطيني من الإسلام، وبعد أن أدرك أنّ الطروحات العلمانية أخفقت في تحقيق أحلامه".‏‏

ويقول الشهيد الشقاقي "إن هذه المعركة حملت من الرموز والدلالات ما كان كافياً لإزالة الطلاء عن وعي وحس الشعب المسلم في فلسطين، فتفجّر هذا الوعي وهذا الغضب إلى تلك الانتفاضة الشعبية العارمة".‏‏

يضيف الشهيد "وكان نتيجة فرار الأخوة المجاهدين من السجن أن تكثفت العمليات العسكرية ضد العدو، وكانت ذروة هذه العمليات في 6 تشرين الأول 1987 عندما استشهد أربعة مجاهدين من الجهاد الإسلامي إثر عملية نوعية، فأخضعتني قوات الاحتلال للتحقيق داخل السجن بعد أن اكتشفت خيوط اتصال لي مع المجاهدين في الخارج، ومع ذلك استمرت اتصالاتي مع الاخوة في الخارج بطرق مختلفة حتى شهر تموز/ يوليو 1988 حين اكتشف العدو طبيعة تلك الاتصالات، فقرّر أن لا معنى ولا فائدة من وجودي حتى داخل السجن بفلسطين، وأصدر أمر الإبعاد".‏‏

تزوج من فتحية الخياط وهي من القدس وأنجب ثلاثة أولاد: اسماهم خولة، نسبة لابنة الإمام الحسين (ع) وإبراهيم، وأسامة.‏‏

ارتفع شهيداً برصاص الموساد الصهيوني بتاريخ 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1995 في مالطا أثناء عودته من ليبيا، حيث كان يسعى لإيجاد حل لمعاناة المبعدين الفلسطينيين، وفرَّ القاتل على دراجة نارية كانت تنتظره مع عنصر آخر للموساد حيث كان في انتظارهما قارب مُعدّ للهروب.‏‏

رحيل الشهيد القائد‏‏

رحل الشهيد فتحي الشقاقي إلى رفيقه الأعلى، وهو في الثالثة والأربعين من عمره ونقل الشهيد، بعد رفض العواصم العربية استقباله، إلى دمشق العرب التي فتحت له أبوابها، وفي فجر 31-10-1995 استقبله مئات الآلاف من السوريين واللبنانيين مع حشد كبير من الشعب الفلسطيني والحركات الإسلامية بكل فصائلها واتجاهاتها في كل الوطن العربي بعد وصوله أخيراً على متن طائرة انطلقت من مطار "جربا" في تونس بمبادرة من الرئيس الراحل حافظ الأسد، وتم التشييع في اليوم التالي 1-11-1995، وأودع الجسد الطاهر في روضة الشهداء في مخيم اليرموك وسط الهتافات والشعارات التي توعدت بالحفاظ على نهج الشهيد.‏‏

26-تشرين الأول-2019

تعليقات الزوار

استبيان