أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أن المقاومة ما زالت أقوى من أي زمن مضى وتمتلك قوة هجومية على مستوى المشاة مزودة بأسلحة نوعية، وسلاح جو مسير يعتدّ به.
وفي مقابلة تلفزيونية على قناة "المنار"، بارك السيد نصرالله للبنانيين بذكرى مناسبة نصر تموز، لافتاً إلى أنه افتتح ذكرى النصر بالمقابلة وسيختتمها بعد 33 يوماً باحتفال جماهيري حاشد (14 آب)، مشدداً على أن الصهاينة يعملون للمقاومة "مليون حساب"، وأن ثقة قادة جيش الاحتلال بقواتهم والقيادة العسكرية بالقيادة السياسية والعكس مفقودة نتيجة الفشل في الحروب.
الشريط الساحلي للكيان تحت مرمى صورايخنا
السيد نصرالله رأى أن الحديث عن إعادة لبنان الى العصر الحجري فيه استخفاف بلبنان، وقال: "اسرائيل" أكثر من أوهن من بيت العنكبوت ولديّ دليل علمي على ذلك"، مستعرضاً خريطة فلسطين المحتلة، موضحاً قدرة صواريخ المقاومة باستهداف كل منطقة الشريط الساحلي لكيان العدو بعمق 20 كلم وطول 60 الى 70 كلم وفيه كل المراكز الحكومية والمصانع النووية والموانئ، متساءلاً "هل يستطيع الكيان أن يصمد أو أن يتحمّل؟".
وأضاف السيد نصرالله أن العدو يمتنع عن خيار القيام بعدوان على لبنان لانه خائف من المقاومة القادرة على اعادته الى العصر الحجري، والحرب المقبلة ستضع كيان العدو على حافة الزوال، مذكراً بأن اقتحام الجليل جزء من خطة الحرب القادمة.
فشل صفقة القرن
وعن صفقة القرن، اعتبر سماحته أن الاستكبار العالمي أطلق رصاصة الرحمة على "صفقة القرن" حين اعتبر أن القدس عاصمة لكيان الاحتلال. وأضاف أن وحدة الموقف الفلسطيني، وصمود إيران، والشهداء الذي سقطوا في سوريا، والإنتصار في العراق، وتضحيات اليمنيين، وقوة محور المقاومة من العوامل المانعة لتنفيذ الصفقة.
ترسيم الحدود اللبنانية
وحول ترسيم الحدود اللبنانية، أوضح سماحته أنه اذا كانت أميركا راعية للمفاوضات فـ"لنخبز بالأفراح"، وأوضح "أنّ الحدود مرسّمة منذ زمن وهناك نزاع تقني على بعض الأمتار"، وأضاف أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يصرّ على تلازم الترسيم البري والبحري من نقطة الناقورة لكونها توضح الحدود البحرية"، وأشار الى أنه "إذا حددنا حدودنا البحرية فان كيان الاحتلال لن يجرؤ على خرقها".
مستعدون للعودة إلى سوريا بأعداد كبيرة
في الشأن السوري، أكد سماحته أن القيادة السورية هي الجهة المعنية التي ينسق معها حزب الله وليس روسيا، وتخفيف أعداد المجاهدين في سوريا ليس له علاقة بالعقوبات الاميركية ومستعدون للعودة بأعداد كبيرة وبكل سهولة. وأضاف "هناك تنسيق كبير بين إيران وروسيا، وهما أقرب الى بعضهما أكثر من أي وقت مضى"، ممازحاً "هذا من بركات ترامب".
وركّز على أن "الأولوية في سوريا في مواجهة الجماعات المسلحة، أما مواجهة العدوان "الاسرائيلي" فمن خلال الدفاعات الجوية"، مشدداً على دور روسيا في منع سلاح الجو الصهيوني من استهداف سوريا، ولافتاً إلى أنه عند جهوزية الـ"أس 300" في سوريا سيختلف الوضع.
فتح الحرب على إيران هو فتح الحرب على المنطقة كلها
واستبعد السيد نصرالله أن تقدم أميركا على حرب ضد ايران ابتداءً لأنها تعرف تكلفة الحرب، ونفى فرضية أن تقدم إيران بدورها على الحرب. موضحاً أن الإيرانيين أرسلوا لأميركا رسالة عبر دولة ثالثة يوم إسقاط الطائرة مضمونها "إذا قصفتم أي هدف لدينا سنقصف أهدافاً اميركية، وقد وصلت الرسالة قبل وقت قليل من قرار ترامب فكان موقفه بـ "إيقاف الرد".
وشدّد سماحته على أنّ إيران لن تفاوض أميركا بشكل مباشر، وأن العقوبات المفروضة عليها لن تركعها وستدفعها لتقوية انتاجها الداخلي، لافتاً إلى أن إيران الآن منفتحة على الحوار مع السعودية، لكن المشكلة تكمن في الطرف الاخر، وتساءل "مِن مصلحة مَنْ أن تذهب المنطقة الى حرب يصفها الجميع بأنها مدمرة؟ هل من مصلحة الامارات والسعودية أن تحصل حرباً مدمّرة في الخليج وهما يعرفان أنهما لن يستطيعان مواجهة ايران؟".
كما أوضح أن "ما يمنع أميركا من الذهاب الى حرب في المنطقة هو أن مصالحها كلها معرضة للخطر، إذ أنّ إيران قادرة على قصف "اسرائيل" بشراسة وقوة، في حين كشف سماحته أن الادارة الاميركية الحالية تسعى الى فتح قنوات اتصال مع حزب الله.
اليمنيون قادرون على قصف أغلب مطارات السعودية
وفي الشأن اليمني، أكد السيد نصرالله على قدرة اليمنيين على قصف أغلب المطارات في السعودية والأهداف المطلوبة في الامارات ولكنهم يتدرجون في قصفها، ولفت الى أنه "نُقل عن مسؤولين إماراتيين أن هناك قراراً بالخروج النهائي من اليمن"، متمنياً على السعودية أن تراجع موقفها كما الامارات.
ملف "قبرشمون" يجب أن يُعالج
وحول تداعيات حادثة قبرشمون، لفت السيد نصرالله الى مساعي الحزب لمعالجة الوضع وتهدئته، مشدداً على أنه من الطبيعي الوقوف إلى جانب الحليف الامير طلال ارسلان المعتدى عليه وتأييد مطلبه بتحويل الحادث إلى المجلس العدلي. ورفض السيد تعطيل الحكومة ووصف قرار تأجيل جلسة مجلس الوزراء بالحكيم.
وحول العلاقة مع جنبلاط، قال السيد أن الأخير هو من أخطأ معنا والخلاف بدأ بحديثه عن "سلاح الغدر"، كاشفاً أن الوزير أبو فاعور فور تسلمه وزارة الصناعة شطب قراراً سابقاً للوزير حسين الحاج حسن بإنشاء معمل اسمنت لبيار فتوش في عين دارة ما اعتبر إهانة للوزير السابق، وحزب الله.
الى ذلك، كشف السيد أن الحزب سهّل التسوية بين التيار الوطني الحر والمستقبل، وأن العلاقة مع الوزير جبران باسيل ممتازة ومن حقه القيام بزيارات في كل المناطق.
وفي سؤاله عن موقف الحزب بخصوص ترشيحه للرئيس المقبل للجمهورية، أجاب "من المبكر تحديد من يدعم حزب الله".
وفي سياق آخر، أكد سماحته دعمه لاستثناء الجامعة اللبنانية من قرار وقف التوظيف والتعاقد، والسعي إلى إيجاد حل بالحوار الهادئ في موضوع الناجحين في مجلس الخدمة المدنية.
العقوبات الأميركية الأخيرة إساءة للمجلس النيابي
وأشار السيد نصرالله إلى أن الجديد في موضوع العقوبات الأميركية على حزب الله هو في استهداف النائبين المنتخبين من الشعب اللبناني، وهو إساءة للمجلس النيابي ومؤسسات الدولة، وأضاف "باركت للمسؤولين بوضع أسمائهم على لائحة الارهاب، لأنه مفخرة في الدنيا وذخر في الاخرة".
معركة الفساد مستمرة
وحول ملف الموازنة وصف السيد نصرالله النتائج التي صدرت من لجنة المال بالمعقولة، مؤكداً استمرار معركة الفساد الطويلة والصعبة المشروطة بوجود قضاء قوي. ومشدداً على ضرورة معالجة مسألة ضريبة الـ 2% على البضائع المستوردة.
السيد "الأب"
وفي ختام المقابلة عبّر سماحته عن فرحته بنجاح ابنه محمد مهدي في الشهادة الثانوية العامة، موضحاً أنه هنأه في اتصال هاتفي، وأنه اختار دراسة اختصاص ادارة الموارد البشرية.