اسماعيل المحاقري
التاسع من شهر رمضان المبارك يوم مشهود في تاريخ المعركة الوجودية التي يخوضها الشعب اليمني منذ أربع سنوات ضد تحالف إجرامي أهلك الحرث والنسل ودمر كل مقومات الحياة بقيادة واشنطن وأدواتها السعودية والإماراتية.
هي ليست الأولى لكنها الأكبر والأكثر إيلاما وتأثيرا على الاقتصاد السعودي المترنح أصلا على وقع التهديدات والأزمات، والشهية الترامبية المفتوحة لاستجلاب أموال المملكة والاستئثار بثرواتها النفطية.
سرب من الطائرات المسيرة اليمنية تخترق أجواء المملكة وتحلق بمسافة تزيد عن ألف كيلو متر متجاوزة أجهزة الرقابة والتجسس الأمريكية لتحط في قلب الرياض مستهدفة الشريان الحيوي لبقاء النظام السعودي وديمومة حروبه والنزاعات الطائفية والمذهبية التي يغذيها في المنطقة.
في مدلولها العسكري تندرج العملية وهذا الاعجاز ضمن الخيارات الاستراتيجية القاسية والمربكة التي توعد بها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في حال استمر تحالف العدوان في جرائم القتل والتجويع انطلاقا من الحق المشروع للشعب اليمني في الدفاع عن أرضه وحريته واستقلاله.
وتكريسا لمعادلة توازن الرعب ولإثبات أن المرحلة مرحلة القوة والتسلح بأفضل التقنيات أثبت سلاح الجو المسير قدرته العالية ليس في تسيير سبع طائرات مسيرة وتوجيهها والتحكم بها عن بعد كل تلك المسافة في العمق السعودي بوقت وجيز بل وفي انتقاء أهدافه بدقة متناهية لضرب الاقتصاد السعودي في مقتل.
ذلك كان ملحوظا في إعلان نتائج الضربة وتأثيراتها على اقتصاد المملكة إذ أوقفت شركة أرامكو الضخ في خط الأنابيب الواصل إلى مرفأ ينبع بعد إقرار وزير الطاقة السعودي خالد الفالح باستهداف محطتين بمحافظتي الدوادمي وعفيف.. وبالتالي توقف 3 ملايين برميل من النفط الخام يتم تصديرها يوميا من هذا المرفأ الهام لأسواق أوروبا والأسواق في أفريقيا والشرق الأوسط.
وكما هو متوقع تجاوزت مفاعيل الضربة حدود الرياض فبعد الانخفاض في مؤشر البورصة الرئيسي للأسهم السعودية بمعدل 2% ارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل أربك وأثار هلع المسؤولين السعوديين في أرامكو لتسارع الشركة للإعلان عن رغبتها في توسيع عملياتها التجارية وتعزيز إمدادات النفط إلى أوروبا بمقدار 300 ألف برميل يوميا والهدف كما هو معلوم التقليل من تداعيات وآثار العملية على أمن واستقرار المملكة والتزاماتها للإدارة الأمريكية وأيضا قدرتها على جذب رؤوس الأموال الأجنبية..
وبرغم ما تحمله العملية من دلائل معنوية ورسائل ردع في الحرب الدفاعية اليمنية بعد أربع سنوات من القتل والتدمير والتهجير إلا أن من شأنها أن تكون فاتحة لعمليات أشد قوة وإيلاما مع توسع مسرح العمليات وبنك الأهداف الذي يضم عشرات المواقع والمعسكرات السعودية الحيوية.