كثيرة هي المواجهات المباشرة التي وقعت بين القوات الصهيونية الغازية للبنان في اجتياح العام 1982، والقوات العربية السورية. معركة السلطان يعقوب هي الأشهر بين تلك المعارك لخصوصية الهزيمة التي منيت بها القوات الغازية، وسيطرة الجيش السوري على عتاد وأسلحة بينها دبابة بقيت معروضة في بانوراما تشرين في دمشق.
ومما يحكي عنم تلك المعركة أن قتلاها كانوا بالعشرات، وأسرت القوات السورية ثلاثة جنود يؤكد المراسل الحربي لمجلة "تايم" وقتها دين برليش رؤيته للجنود الثلاثة المأسورين أحياء في ذلك الوقت حيث تم عرضهم على ظهر دبابة جالت بهم في شوارع دمشق. ومن بينهم المستوطن الأميريكي ـ الصهيوني زخاري بوميل الذي اعلن العدو بالامس استعادة رفاته.
وفي الرواية الصهيونية للمعركة ان الفرقة 90 بقيادة اللواء الإسرائيلي جيورا ليف اجتاحت قرية مرجعيون وتمركزت في مواقع حول قريتي كوكبا وحاصبيا. ومن هناك، ودخلت في مواجهة برية مع اللواء المدرع 76 واللواء 91 السوريين التابعين للفرقة العاشرة، عند سهل البقاع باتجاه بلدة جب جنين. وأدخلت القوات السورية سلاح الجو في التصدي عبر طائرات غازيل لدعم ألويته على الأرض، وأطلقت صواريخ هوت على الأرتال الطويلة من المدرعات والدبابات الإسرائيلية المنتشرة على الطرق.
في العاشر من حزيران/ يونيو، حاولت الفرقة 90 الإسرائيلية التقدم إلى الأمام بهدف السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض قبل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وفي وقت متأخر من تلك الليلة، وصلت القوات الصهيونية إلى قرية السلطان يعقوب لتجد نفسها معزولة ومحاصرة ضمن كمين محكم امطرها بالنار لست ساعات، خسر الجيش الإسرائيلي خلالها ثماني دبابات وحوالي 30 قتيلاً.
وغنم الجيش السوري دبابات من طراز "مجاح 3" (المدق) ـ أميركية الصنع تحمل الأسم باتون M 48 ـ التي تركتها قوات العدو خلفها وسحبها، إحداها بقيت معروضة في متحف بانوراما حرب تشرين في دمشق، لاحقا" أهدى الجيش السوري إحدى الدبابات لروسيا، وتفاجأ بتاريخ 8 حزيران/ يونيو 2016 بأن السلطات الروسية قامت بإعادة الدبابة الإسرائيلية إلى كيان العدو.