دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى عدم التفريط بالقدس وفلسطين وعدم تحريف البوصلة نحو الاتجاه غير الصحيح كما حدث في مؤتمر وارسو، وأكد في بيان له على الحرص على أمن المنطقة محذراً من أن الوقوف مع المحتل الغاصب لن يأتي إلا بمزيد من الفتن والمصائب.
وهنا نص بيان الاتحاد:
"تابع المسلمون بحسرة ما وقع في مؤتمر وارسو من اجتماع عدد كبير من مسؤولي الدول العربية برئيس وزراء الدولة التي تحتل قدسهم وأرضهم في فلسطين وتقتل أبناءها وتحاصر مدنها وتُهّود القدس وفلسطين بعد مباركة أمريكا – بالقانون والمستعمرات، فخرج نتنياهو مزهواً في هذا المؤتمر قائلاً : إنها نقلة تاريخية، وطالب وزير خارجية أمريكا بالتقارب والعمل على تحقيق المصالح المشتركة بين العرب وإسرائيل ونسي هؤلاء العرب الحاضرون كل ما فعلته إسرائيل وما تفعله في القدس والضفة، وغزة وغيرها..
بل قابل بعضهم بالعبارات الدبلوماسية، والتأييد لما يفعله الاحتلال في فلسطين وسوريا، والتنديد بما يفعله المقاومون المحاصرون.
كل ذلك لأجل إقناع أمريكا وإسرائيل بضرب إيران، مع أن كل المؤشرات تدل على أن المستهدف الحقيقي هو القضية الفلسطينية وتحقيق ما يسمى : صفقة القرن، وأنه لو حدث فرضاً – ضرب إيران سيتحول الخليج والجزيرة إلى فوضى هدامة لن يستفيد منها سوى الأعداء.
أمام هذا الوضع المؤلم يرى الاتحاد أن من واجب النصح على العلماء أن يبينوا مايلي :
1 – أن أمن العالم الإسلامي، بما فيه أمن المنطقة لن يتحقق من خلال التعاون والتحالف مع العدو المحتل المتربص الذي شعاره المرفوع فوق الكنيست : من النيل إلى الفرات، والطامع في العودة إلى أرض خيبر، وأرض بني النّضير، والقينقاع، وقريظة بالمدينة المنورة .
ولا يخفى أن المشروع الصهيوني يقوم على تفكيك الأمة، والفوضى الخلاقة لتنشغل الأمة بمشاكلها وحروبها وتبقى هي متفرجة محققة أمنها واستقرارها.
لذلك يحذر الاتحاد اشد التحذير من أن الشراكة والتحالف مع العدو المحتل خطر كبير بل عدّه علماء الأمة منذ الخمسينات في مصر، والسعودية والعراق، وسوريا، والمغرب وغيرها خيانة عظمى.
2- أن العالم العربي يعاني من حروب مدمرة في اليمن، وسوريا، وليبيا وغيرها، ولم تحقق هذه الحروب خيراً لشعوبها
لذلك يحذر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من العمل أو السعي لإحداث حرب مواجهة في منطقة الخليج بين دولها وإيران .
إن هذه الحرب لو وقعت – لا سا مح الله - لتأكل الأخضر واليابس، ولقضت على كل ما بناه السابقون.
ومن جانب آخر فلن تحارب إسرائيل أو أمريكا نيابة عن أحد، وإنما الخسران الكبير يقع على المنطقة بأسرها، فما الذي استفاده العراقيون والإيرانيون من الحرب العراقية الإيرانية التي دامت 8 سنوات غير الدمار والنتائج الخطيرة التي نُشاهدها، بل ثبت أن إسرائيل كانت تبيع السلاح وقطع الغيار لإيران حتى تزداد الحرب اشتعالاً، وأن أمريكا تدعم العراق حتى لا يهزم، ولتعطي الحرب فرصة لتحقيق أهدافها.
وأخيراً فإن التاريخ شاهد على أن التنازل عن القضايا الكبرى سيزيد من تفكيك الأمة وفقدان الثقة بين الشعوب وقادتها، كما أن التاريخ لن يرحم.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}