دعا الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله إلى الهدوء بعد تشكيل الحكومة والإبتعاد عن السجالات الإعلامية وتوتير الأجواء، لافتاً إلى أنه أمام الحكومة مسؤوليات وإستحقاقات كبيرة.
وفي كلمة متلفزة خصصها لتناول آخر التطورات السياسية، دعا سماحته القوى السياسية لأن تعترف بمخاوف بعض القوى الداخلية، طالباً التعاطي مع هذه المخاوف بإيجابية.
واوضح سماحته ان هناك إجماعاً بوجود خطر مالي وإقتصادي على البلد، مؤكدا وجوب أن يكون لهذا الأمر أولوية مطلقة.
ورأى الأمين العام لحزب الله ان مكافحة الفساد والهدر المالي تأتي في مقدمة خطوات التحصين الداخلي، مشدداً على أن مكافحة الفساد مسؤولية الحكومة مجتمعة، ومعتبراً أن هذا الأمر يُعدّ مؤشراً على مدى جديتها في العمل.
هذا واعتبر سماحته أن ثاني العناوين المطلوبة من الحكومة هي ملفات الناس الحياتية والإجتماعية، متوجهاً الى جميع الأطراف المشاركة في الحكومة بالقول: "طوّلوا بالكم على بعض"، داعياً لعدم إطلاق الإتهامات المتبادلة بالتعطيل، ومبيّناً بأن الانطلاق من المصالح الشخصية والطائفية والحزبية في مقاربة الملفات المطروحة لا يؤدي إلى حلها.
كما طالب سماحته بتوزيع المشاريع المطروحة في الحكومة على الوزراء قبل وقت كاف لدراستها، وأكد على أن المطلوب وضع دراسات وحلول جذرية وحقيقية للمشاكل، ومشدداً على وجوب أن يكون الجميع شركاء في اتخاذ القرارات الصعبة لأن الجميع سيتحمل مسؤولية نتائج تلك القرارات سواء لجهة نجاحها أو فشلها.
وأوضح سماحته أن الأمور في الحكومة غير خاضعة لأقلية أو أكثرية بل للنقاش، ولفت الى أن الأمور مفتوحة داخل مجلس الوزراء، مؤكداً على أن حزب الله منفتح على الحوار في كل الملفات.
وعن وزارة الصحة وما يقال عنها، قال سماحته إن وزير الصحة الذي سماه حزب الله هو وزير لكل اللبنانيين ووزارة الصحة ستكون كذلك بمعزل عن الجهة التي سمّت الوزير، مؤكداً أن وزير الصحة كفوء وموضع ثقة وهو شخصية مستقلة ومقرّبة وغير حزبية.
وأشار سماحته إلى "أننا حزب اسلامي متديّن والمسؤولية القانونية والأخلاقية والدينية والشرعية لا تجوّز التصرف بأموال الدولة خارج إطار ما يسمح به القانون"، لافتاً الى "اننا سنسعى خلال الفترة المقبلة بأن نساهم في إنجاح مشاريع وزارة الصحة".
وشدد سماحته على أن ما يهمنا في وزارة الصحة هو موضوع الإستشفاء الذي يعني جميع اللبنانيين، بالاضافة الى ملف تخفيض كلفة الدواء على الدولة والمواطن وتسهيل وصول الأدوية إلى الناس لا سيما أدوية الأمراض المستعصية. وأكد على أن أموال وزارة الصحة ستكون متاحة أمام التفتيش المركزي وديوان المحاسبة.
ولفت سماحته الى أن توقُعنا من وزير الصحة أن يعطي أولويته المطلقة للحضور في الوزارة ولحضوره الميداني في المستشفيات.
من جهة اخرى أوضح سماحته بأن (رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين) نتنياهو يحرّض الأميركيين والأوروبيين ودول الخليج على الحكومة الحالية ويصفها بحكومة حزب الله، واعتبر أن هذا التوصيف خاطئ ومجافٍ للحقيقة وكذب على الناس، مؤكداً على أن الحكومة الحالية ليست حكومة حزب الله على الرغم من أن وجودنا فيها مؤثر وأساسي أكثر من أي وقت مضى.
وعن التفاهم مع "التيار الوطني الحر"، قال سماحته إن "تفاهم 6 شباط الـ 2006 مع التيار الوطني خطوة مهمة وتاريخية أسست لمرحلة جديدة وأحبطت أهداف العدوان"، وشدد على "أننا نؤمن بالتحالف مع التيار الوطني كجزء من تحالفاتنا الأوسع".
وبارك سماحته لقيادتي الحزب والتيار ولجمهوريهما بهذه الذكرى، وأكد على التمسك به وتوسيعه وتطويره، لافتاً الى اننا نبني عليه آمالاً كثيرة.
وعن علاقة حزب الله و"حركة أمل"، قال سماحته إن "طبيعة علاقتنا مع الحركة هي أعمق وأوسع من أية خلافات أو تباينات وكذلك العلاقة مع التيار"، واوضح ان "حرص أعدائنا على تفكيك تحالفاتنا يجعلنا أكثر حرصاً على التمسك بها".
وعن الذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران، قال سماحته إن "هذه الثورة غيّرت وجه المنطقة وكانت مفصلاً تاريخياً، وذكراها غالية جداً لما لها من علاقة بمصير فلسطين والمقاومة وبتاريخنا"، مؤكداً على أن الإحتفال بذكرى مضي 40 عاماً على انتصار الثورة يثبت فشل الرهانات الأميركية على فشلها.