رغم مرور أسبوعين على جولة التصعيد الأخيرة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، على اثر العملية الأمنية الفاشلة التي أراد الاحتلال تنفيذها داخل قطاع غزة، إلا أن يقظة المقاومة أحبطتها في معركة بطولية خاضتها ضد القوة الخاصة وجيش الاحتلال الذي استخدم الطيران الحربي بكل أشكال لينقذ قواته التي وقعت في مرمى نيران المقاومة، مما ادى لارتقاء كوكبة من المجاهدين، فيما العدو اعترف بمقتل ضابط صهيوني وإصابة اخر بجراح.
وهنا كِذب "الإعلام العبري" لم يتوقف عند اخفاء خسائره البشرية ولاسيما في صفوف جيش الاحتلال، بل تعدا ذلك إلى اخفاء الخسائر الحقيقية التي تكبدها الكيان خلال أربعين ساعة أُمطرت فيها مغتصبات الاحتلال المحاذية لقطاع غزة بـ 470 قذيفة مدفعية وصاروخية، فتارة يتحدث عن خسائر بلغت مئات الاف الشواقل، واخرى عن 32 مليون دولار، ومؤخراً كشفت بعض مصادره أن الخسائر تجاوزت الـ (71) مليون دولار بين خسائر مباشرة وأخرى غير مباشرة.
خسائر متضاربة..!!
وكان المراسل العسكري في قناة "الثانية"العبرية زعم أن ما أنفقه الكيان الصهيوني في جولة التصعيد الأخيرة التي استمرت نحو 40 ساعة بلغ نحو 33 مليون دولار. وبين المراسل في القناة "الثانية" العبرية "شاي ليفي" أن التقديرات تشير إلى أن تكلفة ذلك التصعيد بلغت 110 -120 مليون شيقل، بما في ذلك صواريخ القبة الحديدية، وطلعات الطائرات الجوية، ونشاطات سلاح البحرية وتجنيد الاحتياط وحركة القوات.
وأوضح أن سلاح الجو استهدف أكثر من 160 هدفًا، وفقا لتصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال، وبالتالي فإن الحديث يدور عن إنفاق الملايين. وتصل تكلفة ساعة الطيران لطائرة حربية من طراز F15 إلى 170 ألف شيقل، ومن طراز F16 إلى 100 ألف شيقل، وساعة الطيران للمروحيات الجوية المقاتلة إلى 50 ألفًا، والطائرات غير المأهولة التي شاركت بكثافة وعلى مدار الساعة في الجولة الأخيرة إلى 20 ألف شيقل، وفق المراسل العسكري.
ولفت "ليفي" إلى أن تكلفة حركة القوات في إطار مهام الأمن الجاري، بما في ذلك وحدات الاستخبارات تصل إلى أكثر من مليون شيقل رغم أن الجولة لم تشهد مناورة برية. وكشف أن القبة الحديدية كانت تطلق صاروخَيْن اثنَيْن من نوع "تامير" على كل صاروخ يتم إطلاقه من غزة من أجل النجاح في اعتراضه، وكما هو معروف فإن تكلفة الصاروخ تصل إلى 100 ألف شيقل فيما اطلق من غزة ما يزيد عن 400 صاروخ.
وبين المراسل العسكري إلى أن التكلفة التشغيلية اليومية لبطاريات القبة الحديدية دون إطلاق الصواريخ تقدر بعشرات آلاف الشواقل. ونوه "ليفي" إلى أن المبلغ المذكور "لا يشمل الأضرار التي لحقت بالمستوطنين والمتعلقات العامة والخاصة". وختم المراسل العسكري قوله إن عام 2018 شهد -حتى اللحظة-6 جولة تصعيدية، بمعنى أن مجموع الخسائر المالية التي تكبدها الكيان الصهيوني بسبب هذه الجولات منذ بداية العام الجاري تقدر بـ 600 مليون شيقل. فيما ذكرت مصادر إعلامية عبرية أن حجم الخسائر التي لحقت بالمغتصبات والمواقع في "غلاف غزة" ومدينة عسقلان، بسبب صوارخ المقاومة خلال جولة التصعيد الأخير فاق التوقعات.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" الصهيونية إن إحصاء الأضرار في الجنوب مستمر بالارتفاع، وقد تم لغاية الآن تقديم 406 طلبات تعويض لسلطة ضريبة الأملاك في الكيان، منها 317 للمنازل والشقق السكنية، و81 طلبا للمركبات، و4 للحقول الزراعية. وأوضح أن مدينة عسقلان المحتلة تلقت غالبية الإصابات والأضرار، خلال الجولة الأخيرة جراء سقوط الصواريخ، تم تقديم 312 طلبا للتعويض، منها: 286 للشقق السكنية والمنازل، و36 للمركبات. وأضافت أنه بالنسبة لمغتصبة سديروت، فتلقت 40 إصابة مباشرة منها 19 في الشقق السكنية والمنازل، و21 مركبة، وبلدة نتيفوت تلقت 21 إصابة وبقية مغتصبات غلاف غزة، تلقت 39 ضربة أو إصابة مباشرة، منها: 13 بالمنازل، و18 بالمركبات.
الخسائر تجاوزت حساباتهم
من جهته شكك الخبير الاقتصادي د. معين رجب بالأرقام والإحصائيات التي تخرج عبر وسائل الإعلام العبري الذي يخضع لتقييم مكتب رئيس الوزراء ووزير الجيش ، مبيناً أن بعض التصريحات الصهيونية كانت الأقرب للمصداقية، حيث تحدثت عن خسائر بلغت نحو (71) مليون دولار في جولة التصعيد الأخير التي لم تتجاوز الـ (40) ساعة.
وقال رجب لـ "الإعلام الحربي" :"أي حرب تعتبر مكلفة، لأنها أمر غير مدرج ضمن الموازنة العامة كمصروفات، مما يزيد من أعباء الموازنة العامة لتلك الدول، مما يضطرها لتقليص خدماتها التي تقدمها للقطاعات الانسانية والاجتماعية والتطويرية وغيرها ...". وبين إلى وجود ارتباط إيجابي بين النفقات والعمليات العسكرية، فكلما زادت أيام الحرب زادت النفقات، معرباً عن أمله أن لا تجد حكومة الاحتلال الصهيوني هذه المرة من يعوضها عن خسائرها التي تتكبدها، على غرار الحروب السابقة التي خاضتها ضد قطاع غزة وخاصة عدوان 2014. الحقيقة أن ما سرب عن دعم من بعض الاقطار المحسوبة على العروبة ظلماً كان لا يصدق، لكن ما يجري على الأرض من تهافت على التطبيع ولهث وراء ارضاء أمريكا وربيبتها الكيان الصهيوني يجعل الأمر واقع يندى لها الجبين.
المصدر: موقع الإعلام الحربي ـ سرايا القدس