منذ العدوان على مواقع سورية في مدينة اللاذقية قبل شهرين، الذي أٌفضى لسقوط طائرة روسية، لم يقم العدو الصهيوني بأي عمل مشابه، معادلة الردع الجديدة التي فرضتها دمشق حينها بتسهيلات روسية تمثلت في بيع سوريا منظومة S300؛ رُسّخت يوم أمس بتصدي الدفاعات الجوية السورية لصواريخ صهيونيةً كانت تستهدف مواقع عدة في الكسوة بريف دمشق الغربي دون استخدام المنظومة الجديدة.
الخبير الاستراتيجي مهند الضاهر قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ "قواعد الاشتباك مع العدو الصهيوني تغيرت بشكل جذري منذ شراء سوريا لمنظومة S300 الجوية والتي لم تستخدم يوم أمس أبداً في صد الهجوم الصاروخي على منطقة الكسوة بحسب تأكيدات المصادر العسكرية، وعدوان الأمس كان لجسّ النبض السوري ما إن كان سيستخدم هذا السلاح المتطور أم لا".
وأضاف أنّ "العدو الصهيوني بات يعرف تماماً أن الأجواء السورية قد أغلقت بشكل تام أمام طائراته ويدرك بأن صواريخه التي يطلقها من الأراضي المحتلة باتت محرّمةً على الأرض السورية، وبالتالي عاد المشهد الحالي والمستقبلي لما قبل تاريخ الـ2011 حين كانت اعتداءاته محدودةً جداً جداً على عكس ما حصل خلال الحرب على سوريا حيث كرر اعتداءاته عشرات المرات"، مؤكداً أنّ "معادلة الردع التي فرضت بعد إسقاط الطائرة الروسية وشراء سوريا لمنظومة S300 قد رسّخت بإفشال عدوان يوم الأمس، وفي حال تكرر مرةً أخرى فسيكون هناك أمرٌ آخر لجهة الرد والردع السوري".
ليست الدولة السورية فقط هي المتضررة من الغطرسة الصهيونية إذ رأينا كيف تضرر الحليف الروسي منها بحادثةٍ أسقطت فيها طائرته "إيل 20" التي كانت تحمل خبراء روسا، وهذا الأمر كان سبب بيع سوريا منظومة S300، والتي شكلت منعطفاً في العلاقات الروسية ـ الصهيونية، فالكل يعلم أن الروسي كان يقيم علاقات جيدة مع الصهيوني وبذات الوقت حاول تهدئة الأوضاع بين سوريا والكيان الصهيوني بحسب حديث الضاهر الذي لفت أنّ "فشل عدوان يوم أمس أكد للعدو الصهيوني قدرة الجيش السوري على حماية سمائه وأرضه، وبالتالي تحقق الردع الكامل"، مؤكداً أنّ "هذا الكلام ليس خطاباً فالعدو يدرك أن سماء سوريا وأرضها باتت محرّمةً عليه، وعليه أن يعيد حساباته بشكل كبير جداً لأن الدفاعات الجوية السورية باتت تمتلك قدرة كبيرةً جداً".