المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

حزب الله حامي لبنان وسوريا وأكثر

خالد رزق(*)

عندما يكون الحديث عن حركات المقاومة والتحرر الوطني قي زمننا فإن أول ما يقفز بخيالي يكون حصراً حزب الله اللبناني، هذا التشكيل المقاوم المنسوج من امتزاج غزول وجدانية صاغتها حضارات كريمة أصيلة لها مكان في تاريخ البشرية.

وعندما يكون الحديث عن حزب الله فإن الجسد وقبل اللسان يختلج فخراً وزهواً بقوة وجسارة رجال من أبناء هذه الأمة التي ضرب الخنوع إرادتها فانسحبت طائعة على غير اضطرار من ساحة مواجهة مصيرية حاسمة.. ولكنهم رجال اختاروا المقاومة فكانوا هم الفئة القليلة التي تغلب فئة كثيرة، وتفرض إرادتها المستقلة وحرية قرارها في عالم وحشي تأتي فيه الطعنات من الأقرب قبل الأعداء.

عن حرب يعرف الجميع أنها لن تخلف غير منتصر واحد يكون له بقاء الوجود وقتيل واحد يمحى أثره من التاريخ.. تخلف أكثر العرب إلا حفنة من الفلسطينيين وحضر حزب الله، لم يخذل الحزب مبادئ ولا زعيماً قائداً وكوادر استراتيجية وسياسية وعناصر قتالية.. كل حامل عربي لفكر المقاومة ولا أي حر معتنق لمبادئ الحق والعدل.

لم يسجل عن حزب الله غير ثبات في مواقفه وقبض دائم على أزندة البنادق لا توجه إلا لصدور الأعداء، لم يسجل عنه قبول بمساومات وتنازلات في مقابل مكاسب مهما كانت طبيعتها وأياً كانت صورها، اللهم إن كان حديثنا عن تنازلات عن حقوق رسختها له ضريبة الدم وتنازل عنها لمصلحة استقرار وهدوء الداخل اللبناني.

يقف حزب الله ليس عن لبنان وإنما عن امتنا كلها في الصف الأول محارباً لعدو هو الأقذر وتكاد تدعمه الدنيا كلها.. ويقف حزب الله متحدياً صلباً للولايات المتحدة وحلفائها، وهم القوة الأعتى في عالمنا التي تمارس عدوانيتها وطغيانها على بلاد لها جيوش وقدرات كبرى ولكنها تفتقر لمبادئ كمبادئ حزب الله ولعزم ولجسارة كعزم وجسارة رجاله.

حزب الله الذي يعرف حتميات البناء والحشد للمواجهات الصغرى القائمة والكبرى التي لاريب هي آتية، وتحركه إرادة الانتصار والتحقق، هو الباحث الأبدي عن حشد كل عناصر قوة الأمة في مواجهة العدو، ولهذا رأيناه يحارب في سوريا معركة الحفاظ على الأرض والدولة وحماية المجتمع العربي الوحيد الذي تربى على المقاومة وبقي مستمسكاً بعروبته رغم غدر من ملأوا الدنيا بأحاديث الكذب عن عروبتهم المتصهينة.

وللأسباب نفسها (حشد عناصر القوة الشاملة) وقبل أي انتماء أيديولوجي أفهم لماذا كان التعاون بين إيران وحزب الله، فهل لمن يقود معركة بلاده في مواجهة عدو مغتصب أن يهمل إدراك من يسانده ويقف معه ويمده بالعتاد ويسعى وراء من تخلوا هم عن الجهاد ومعركة المصير ثم أرادوا أن يحرموه السلاح وأثّموا فعله المقاوم، والأكثر أباحوا للأعداء دماء رجاله باعتبارهم له منظمة إرهابية.

على النقيض من المقاومة يقف حكام العرب لا سيما في شبه الجزيرة العربية ومن تحلقوا حولهم من أتباع مواقف الخذلان المخزية الأبغض في تاريخ الأمة.. بعدما خرجوا إلى العلن مجهرين بالاعتراف للعدو الغاصب المحتل الذي سرق الأرض واستولى على المقدسات بالوجود، واستقبل الواحد منهم تلو الآخر رؤوس العصابة الصهيونية في حواضر بلادنا المكلومة بأمثالهم.

ما زلت أذكر كيف كان صوت صافرات الإنذار وهي تنطلق إبان حرب تموز بمغتصبات الأراضي المحتلة منغماً رائعاً باعثاً للبهجة والفخر.. فأنا مصري ومن أبناء الإسماعيلية التي عرفت معنى الحرب والنضال والانتصار، ولا أفهم غير أن الصهاينة ومن وراءهم هم الأعداء.. وبأن المقاومة حق، وما زلت أذكر كيف كان نعيق العرب في قنوات آل سعود وكأنما سقطت زخات الصواريخ على قصورهم بالرياض.. ربما لأن شجاعة رجال الحزب ذكرتهم بمتلازمة العوز الذكوري وشح جينات الرجولة التي يعانون.

صمود حزب الله وإصراره على الحق لم يحم فقط لبنان وسوريا، وإنما هو ما عزز بقاء روح المقاومة التي خبت وسط شعوبنا العربية، ووجود الحزب بكل ما يمثله هو ما فضح حكاماً وبلاداً محسوبة على العروبة كذباً..

حافظوا على حزب الله ورجاله فالذي يلوح في الأفق ينذر بمحاولات لجر الحزب إلى مواجهات متعددة الأعداء والساحات، سياسية في الداخل، وعلى الحدود مع العدو المباشر، وفي سورية مع من لحقوا بالصهيونية من أعراب أقضّ استقرارها مضاجعهم، وإلى كل ذلك هم يريدون الحزب قرباناً لإرضاء أسيادهم أملاً بالاستمرار على عروشهم.
(*) نائب رئيس تحرير الأخبار المصرية

22-تشرين الثاني-2018

تعليقات الزوار

استبيان