السعودية تحسم: الحريري والسنيورة خارج الحكومة والفرنسيون غير متحمسين لمبادرة جديدة قبل حسم رئاسة الحكومة
إبراهيم الأمين
جريدة الاخبار اللبنانية - 14/12/2007
كشفت مصادر واسعة الاطّلاع، أن التطور الأبرز في مشاورات الساعات الماضية تمثّل في تلقّي مرجعيات محلية بارزة موقفاً سعودياً حاسماً من التسوية المرتقبة، يفيد بأن التوجه هو لعدم تولّي النائب سعد الحريري منصب رئاسة الحكومة المقبلة، وانسحاب الرئيس فؤاد السنيورة من الحياة السياسية، في مقابل تسمية شخصية قريبة من آل الحريري لتولي المنصب الوزاري الأول، على أن يُحفظ توازن الحقائب الوزارية بين جميع القوى في مقابل منح الرئيس الجديد، أي العماد ميشال سليمان هامشاً كبيراً من التحرك داخل الحكومة، وترك أمر القرارات المصيرية له، ربطاً بحوار جرى معه على فحوى أن يمثل نقطة التوازن في المرحلة المقبلة التي تتسم بطابع انتقالي من الآن وحتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة.
ومع أن الموقف السعودي جاء متأخراً بعض الوقت، إلا أنه خرج بعد مداولات سعودية داخلية، وأخرى مع مصر وعواصم غربية. وفرنسا التي تبلّغت الموقف كانت قد أبلغت الجانب العربي والجانب الأميركي بأنها في غير وارد القيام بمزيد من الجهد قبل تسليفها موقفاً رئيسياً من موضوع رئاسة الحكومة بعدما نجحت في انتزاع تنازل كبير من المعارضة تمثل في سحب ترشّح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وهو تنازل لا يمكن مقايضته بسحب مرشحي 14 آذار اللذين لا يمثلان نقطة توازن جدية مع عون. كما تحدث الفرنسيون صراحة عن رفض المعارضة أية تسوية خارج هذا الإطار، وأن البديل من هذه التسوية هو "الفوضى المنظمة" ربما من قبل قوى غير تلك التي تمون عليها الإدارة الأميركية.