كتب تريتا بارسي مقالة نشرت على موقع ان بي سي نيوز، اشار فيها الى اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يوم امس الاثنين استعداده للقاء نظيره الايراني الشيخ حسن روحاني "من دون شروط مسبقة" من اجل التوصل الى اتفاق جديد.
وقال الكاتب ان ترامب يعتقد ان باستطاعته تحقيق ذلك عبر فرض العقوبات على ايران، بحيث يؤدي ذلك الى استسلام القيادة الايرانية.. الا انه اضاف بان التاريخ يفيد بان ايران لن تستسلم ابداً بهذه الطريقة، وبان مثل هكذا استسلام بعد الاهانات التي وجهها ترامب الى الايرانيين يعدّ عملًا مكلفاً جداً لايران ثقافياً او سياسياً.
الكاتب تابع بان العمل الدبلوماسي الذي ادى الى الاتفاق النووي مع ايران (في حقبة اوباما)، لما كان انطلق لولا قبول اوباما بانشطة التخصيب داخل الاراضي الايرانية.
كذلك اردف الكاتب بان ترامب قد لا يعترض على بعض الامور، مثل الاعتراف بايران كقوة اقليمية كبرى لا يمكن من دونها تحقيق الاستقرار الاقليمي.. وقال ان ذلك قد لا يكون مشكلة بالنسبة الى ترامب، لكنه اشار في المقابل الى ان حليفيه الاسرائيلي والسعودي يعارضان بشدة اي اجراء يفيد بان اميركا تقبل بمكانة ايران "الصاعدة".
واعتبر الكاتب ان ترامب قد يكون مستعدًا حتى لتقديم بعض التنازلات الى طهران، لافتا الى ان ترامب عارض جزئياً الاتفاق النووي الذي ابرم بحقبة اوباما لان رفع العقوبات "الثانونية" فقط (العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على دول اخرى تقوم بالعمل التجاري مع ايران)، من دون ان تمس العقوبات الاميركية الاساسية التي تمنع الشركات الاميركية من الدخول الى سوق ايران، واضاف حتى بان ترامب سيكون راغباً جداً ببناء “أبراج ترامب” (الابراج الشهيرة التابعة لترامب والمنتشرة في عدد كبير في دول العالم) في طهران.
غير ان الكاتب قال بنفس الوقت ان اجراء تغييرات اخرى في السياسة الاميركية ستكون اصعب، وان ايران لن تقبل بفرض قيود على برنامجها الصاروخي اذا ما واصلت واشنطن بيع الاسلحة المتطورة الى السعودية والكيان الاسرائيلي ودولة الامارات.
كذلك جزم الكاتب بان ايران لن تتوقف عما وصفه "بسط نفوذها" في سوريا والعراق ولبنان، بينما تواصل واشنطن مساعدة السعودية "بتجويع الشعب اليمني"، وغض الطرف عن اختطاف السعودية لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وايضاً غض الطرف عن نشر الفكر السلفي المتطرف الذي يمثل عقيدة القاعدة وداعش، وفق تعبير الكاتب.
كما اشار الى دعم ترامب المطلق للحكومة الصهيونية و"التوترات بين حزب الله و"إسرائيل""، وقال ان كلا الطرفين ليس بوارد الاستسلام.
عقب كل ذلك شدد الكاتب على ان الاتفاق الافضل والاكبر يجب ان يتضمن تنازلات اميركية وايرانية، وأنه على ترامب اذا كان غير مستعد للاعتراف بذلك، فعليه اذا عدم الادعاء بان خطابه "المتهور" (وفق تعبير الكاتب نفسه) هو من اجل تمهيد الطريق للعمل الدبلوماسي.
استبعاد موافقة ايران على دعوة ترامب للقاء
مجلة بوليتيكو نشرت تقريرًا حول الموضوع نفسه قالت فيه ان كلام ترامب عن استعداده لقاء المسؤولين الايرانيين من دون شروط مسبقة يعكس مقاربته مع كوريا الشمالية، حيث كان قد وجه تهديدات الى هذا البلد قبل عقد القمة مع كيم جونغ اون.
وجاء بالتقرير بان كلام ترامب قد يثير مخاوف بعض الجمهوريين الذين يعارضون اي شكل من اشكال تسوية الخلافات مع طهران، اضافة الى مخاوف "إسرائيل" وغيرها من الحلفاء الاميركيين المعادين بشدة لايران.. غير ان التقرير اعتبر بان ترامب لم يبدو قلقاً على الاطلاق من التداعيات السياسية لكلامه.
ومن خلال التقرير يبدو ان ترامب يأمل بان يجبر الايرانيين على الجلوس على الطاولة من خلال العقوبات والضغوط على غرار المقاربة التي تبناها مع كوريا الشمالية.
كذلك لفت التقرير الى ان احد ابرز السيناتورات الجمهوريين وهو "بوب كوركر" (المعروف عادة بانه من اشد المنتقدين لترامب)،اعرب عن تأييده لكلام الرئيس الاميركي حول موضوع اللقاء مع القادة الايرانيين.
و اردف التقرير بان جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك قد تكون مكان انعقاد مثل هكذا اجتماع، مذكراً بالوقت نفسه بان ترامب كان قد طلب اجتماعًا مع الجانب الايراني خلال جلسات العام الماضي، الا ان ذلك قوبل برفض ايراني.
ونقل التقرير عن المراقبين بان الايرانيين قد لا يكونوا مستعدين للقاء ترامب باي وقت قريب، وحول قمة ترامب مع زعيم كوريا الشمالية، اشار التقرير الى ان بيونغيانغ لم تتخذ اي اجراءات واضحة لجهة تفكيك ترسانتها النووية، والى ان بعض التقارير انما تفيد بان كوريا الشمالية تقوم حتى بتطوير منشآتها النووية.. كذلك قال ان كيم سجل نقطة كبيرة من خلال اللقاء مع ترامب.
واضاف التقرير بان بعض الخبراء انما يتخوفون من ان ترامب وفيما لو جلس مع القادة الايرانيين، فانه قد يقبل باتفاق مبهم، ويعلن الانتصار من دون تحقيق نتائج حقيقية، كما فعل مع كيم.