المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

ما هي الاهداف الاسرائيلية من اجتياح لبنان عام 1982 ؟

نشرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر يوم الاحد (4 أيار/ مايو 2014) ، تقريراً سرياً عن اسباب اجتياح جيش الاحتلال الصهيوني للبنان عام 1982، يؤكد بأن الحرب لم تكن فقط من أجل طرد منظمة التحرير الفلسطينية من الاراضي اللبنانية، بل أن وزير الحرب في حينه، اريئيل شارون، خطط لاجتياح بيروت مسبقاً، وكان يهدف الى تنصيب سلطة "مريحة" للكيان الصهيوني. و"التقرير المخبأ"، كما أسماه محرر الشؤون الامنية في الصحيفة، أمير اورن، "يكشف خدعة شارون و(رئيس الحكومة الصهيونية) مناحيم بيغن، وايضا رئيس الاركان في حينه، رفائيل ايتان.

معد التقرير السري، هو المقدم "مائير مينتس"، الذي خدم طويلاً كضابط العمليات الخاصة في فرقة غزة، والذي قتل في كانون الأول/ ديسمبر 1993 بكمين في غزة، و"بعد عشرين عاماً من مقتله، كُشف الآن عن بحث موجز كتبه حينما كان يدرس في معهد الأمن القومي، يشير الى وجود جبل جليد من الاكاذيب حول حرب لبنان عام 1982، وخطط حربية مغلفة بإدعاء السذاجة".

اجتياح بيروت عام 1982

التقرير السري الذي تأخر نشره بصورة عارضة مريحة الى ما بعد موت شارون، كما تكشف "هآرتس"، يتناول حرب لبنان التي يطلق عليها اسم مضلل وهو "سلامة الجليل"، ويوضح "اهدافها وجوهرها وصوغها وتحقيقها" عام 1982، ويستعرض التقرير في البدء ما مهّد للتدخل "الاسرائيلي" في لبنان. فيقول "إن مساعدة المسيحيين في شمال لبنان وجنوبه اتسعت وزادت عمقاً مع تولي "الليكود" الحكم"، ولاسيما بعد استقالة وزير الدفاع عيزر وايزمن، حينما أضحى يتخذ القرارات الى جانب بيغن ايتان وشارون. ففي ايلول/ سبتمبر 1979 وبعد عملية الليطاني بسنة ونصف، لخص وايزمن نقاشاً تناول أهداف الحرب وحددها في "كسر وجود المخربين في جنوب لبنان ومنطقة الساحل"، وجعل الهدف الثاني "الطموح الى ربط الجيب المسيحي الشمالي في منطقة جونية بمنطقة الجنوب على طول الساحل ومحاولة انشاء ادارة مريحة لاسرائيل".حسب تعبيره.

تضيف الصحيفة: "وعلى إثر توجيهات وايزمن صيغت في الجيش الاسرائيلي الخطة العملياتية "أبناء الأخيار" لاحتلال جنوب لبنان. فيما تناولت خطتان أخريان وهما "زوهر" و"حوك غوملين" الاستيلاء على الارض حتى نهر الزهراني ورداً على إمداد القوة السورية".

وتتابع الصحيفة: "في أيار/ مايو 1981، قبل الانتخابات التي تركت بيغن في الحكم وجاءت بشارون الى وزارة الدفاع، تمت في هيئة القيادة العامة لعبة حرب كان اسمها "أفير بسغوت" (هواء القمم)، استعرضت ثلاثة خيارات لـ "القضاء على قوات سورية ومخربين" في جبهات مختلفة، "لاحداث شروط لتسوية سياسية جديدة في لبنان تفضي الى تحسين وضع "اسرائيل" الامني أو "للتمكن من حرية العمل الجوي في لبنان وتوسيع الشريط الامني لبلدات الشمال".

وتشير الصحيفة الى انه "مع توسيع الاهداف لتشمل "القضاء على القوات السورية وقوات المخربين في أنحاء لبنان" صيغت الخطة العملياتية "الأرز" التي هي الوريثة الشرعية لخطة "أبناء الأخيار". وفي السنتين اللتين سبقتا ذلك "لم يتم في مستوى وزير الدفاع/الحكومة أي نقاش في أهداف الحرب أو العملية إذا ما تحققت وحينما تتحقق، واستغل رئيس هيئة الاركان وقسم العمليات هذا الفراغ لتوسيع اهداف الحرب وتغيير ترتيب الاولويات". ومع مجيء شارون أُخرج من قيادة الشمال بعد أربع سنوات هناك، اللواء الحبيب الى ايتان، افيغدور (يانوش) بن –غال. وعُرضت في هيئة القيادة العامة لاول مرة خطة "السرو"، التي وصفت بأنها نسخة محسنة من "الأرز".

تضيف الصحيفة: "حدد شارون في مقدمة اهداف العملية الهجومية، في 30 تشرين الاول/ أكتوبر 1981 "القضاء على المخربين وعلى قواتهم ومقرات قياداتهم العسكرية والسياسية". وعرف شارون ما لم يفهمه أعضاء الحكومة وهو أن ضرب القوة العسكرية ولاسيما المدفعية لـ م.ت.ف لن يكون ناجعاً اذا أعطي جهاز قيادتها والسيطرة عليها حصانة–، وذلك قبل الطموح الى إبعاد ياسر عرفات وشركائه في قيادة المنظمة الى دولة أخرى في اطار "تسوية جديدة في الشرق الاوسط" (اسقاط النظام الهاشمي في الاردن وانشاء دولة فلسطينية هناك). وقال شارون لهيئة القيادة العامة بحسب ما يذكر التقرير السري: "يتم الحديث مسبقاً عن أن ذلك يشمل بيروت". وتخطط العملية على أنها "متطورة" ومن جملة اسباب ذلك الخوف من رد امريكي. ولهذا لن تُستغل القوات كلها فيها من البداية لكن "ينبغي عدم الاكتفاء بخطط جزئية تحقق بعض الاهداف فقط، برغم أن بعضها فقط سيُحقق في واقع الامر. ينبغي تخطيط خطة تحقق جميع الاهداف وهي صلة سريعة بالمسيحيين، وإحداث تهديد يفضي الى انسحاب السوريين، وإحداث وضع لا يستطيع معه المخربون في أي مكان الانسحاب دون أن يُعالجوا بصورة أساسية".

وكُتب في التقرير: "مع تولي وزير الدفاع الجديد منصبه هبت "ريح جديدة" أثرت في اهداف الحرب ايضاً، حينما ارتفع القضاء على المخربين مجدداً في سلم الاولويات وتبوأ المكان الاول، ولاول مرة دخلت بيروت في إطار أهداف الحرب هدفاً للهجوم وعرف وزير الدفاع تغيير ترتيبات الحكم في لبنان بأنه هدف ككل الاهداف ودون شروط. ومن هنا أفضى تولي شارون منصبه من جهة الى ايضاح أهداف الحرب للمستوى العسكري وهو ما لم يتم منذ ايلول/ سبتمبر 1979، وأعطى من جهة اخرى ختماً لتوسيع اهداف الحرب التي حددها وايزمن وفسرها ونقحها رئيس هيئة الاركان وهيئة قيادته".

عُرضت خطة عملية "السرو" على الحكومة أول مرة في 20 كانون الاول/ ديسمبر 1981. "ينبغي الانتباه الى نقطتين رئيستين"، قال مينتس وكلمار، بايجاز: شارون لم يؤكد ولم يبرز الاشكال الذي كان معروفاً له ولرئيس هيئة الاركان للعملية على المخربين في المنطقة التي يسيطر عليها السوريين؛ وهو يرى صلة وعلاقة شرطية ضمنية بين جميع الاهداف بحيث إن احراز الثالث (انسحاب السوريين من لبنان) يُمكن من احراز الرابع (انشاء حكومة تعيش في سلام مع اسرائيل، وهو ما يوجب انشاء اتصال جغرافي بمؤيدي بشير الجميل في الشمال)".

ويخلص التقرير الى أنه "ينبغي محاولة الفحص عن امكان انشاء واقع سياسي مختلف في لبنان اذا اصبح الجيش الاسرائيلي في بيروت"، فيشير الى ان شارون قال في مثل هذا اليوم قبل 32 سنة في 4 أيار/ مايو 1982، في حديث مع ضباط في قيادة الشمال قال :""ليس هذا هو هدف اسرائيل في خروجها للعملية لكنها اذا خرجت فستكون بحاجة الى الفحص عن هذا الامكان". والجيش الاسرائيلي الذي خطط للوصول الى بيروت ولطرد القوات السورية في لبنان في اربعة ايام "سيضطر الى البقاء في بيروت لهذا الهدف ثلاثة اشهر الى ستة، على الاقل".

ويختم التقرير: "اخطأ شارون قليلا – فقد بقي الجيش الاسرائيلي في لبنان خارج بيروت لا في المدينة، ولم يبق نصف سنة بل 18 سنة. وهو انتقى ايضاً الجمهور الذي كشف أمامه عن نياته الخفية، فلم يكشفها للوزراء واعضاء الحكومة التي تشرف على الجيش الاسرائيلي، بل للقادة العسكريين فقط المجبرين على الوصول الى اقصى رأي المستوى المسؤول لتنفيذ التوجيهات التي تنطوي على تطورات اخرى".

07-حزيران-2018

تعليقات الزوار

استبيان