استذكر العراقيون، عبر فعاليات جماهيرية ونخبوية مختلفة الذكرى التاسعة والعشرين لرحيل مفجر الثورة الاسلامية الايرانية، اية الله العظمى الإمام الخميني.
وبكلمات وخطب وقصائد وبيانات ومقالات، تم تسليط الضوء على جوانب وأبعاد متعددة من السيرة الجهادية والسياسية والانسانية الحافلة للامام الخميني (قدس سره الشريف).
في مدينة النجف الاشرف اقامت مؤسسة الغري للمعارف الاسلامية، مساء الجمعة، حفلها السنوي التكريمي، بمناسبة ذكرى رحيل الامام الخميني، وحضر الحفل شخصيات سياسية ودينية وعلمائية عديدة، من بينها ممثلو عدد من مراجع الدين، وشخصيات قيادية من مختلف فصائل الحشد الشعبي، وجمع من اساتذة وطلبة الحوزة العلمية، الى جانب ممثل قائد الثورة الاسلامية في العراق السيد مجتبى حسيني، وسفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق ايرج مسجدي.
وألقيت في الحفل التأبيني كلمات عديدة، من بينها كلمة للمرجع الديني اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي، القيت نيابة عنه، وكلمة لممثل قائد الثورة الاسلامية، وكلمة للسفير الايراني، وكلمة للامين العام لمؤسسة الغري للمعارف الاسلامية الشيخ قاسم الهاشمي.
وتناول المتحدثون جوانب من مختلف السيرة الجهادية والسياسية الطويلة والحافلة للامام الخميني (قدس سره الشريف)، والتضحيات الكبرى التي قدمها، والانجازات التأريخية التي حققها، والمتمثلة اساسا بإسقاط نظام الشاهنشاه الاستبدادي الديكتاتوري، واقامة نظام اسلامي جمهوري يرتكز على اسس ومبادئ الاسلام المحمدي الاصيل.
واستحضر المتحدثون ابرز المحطات في حياة الامام الخميني، لا سيما تلك التي كان لها الاثر الكبير في تغيير وتوجيه مسار الوقائع والاحداث.
في ذات الوقت اشاد المتحدثون في كلماتهم بقيادة الامام السيد الخامنئي، معتبرينها امتدادا لقيادة الامام الخميني، وتكريسا وترسيخا للنهج الذي ارساه بعد انتصار الثورة الاسلامية قبل اربعين عاما.
وفي كربلاء المقدسة، رعت مؤسسة الشهيد آية الله محمد باقر الصدر الثقافية، حفلا تأبينيا لاستذكار الامام الراحل، كان من بين ابرز المتحدثين فيه حجة الاسلام والمسلمين السيد هاشم الحيدري، الذي تناول شخصية الامام الراحل ورؤاه ومواقفه تجاه مختلف القضايا بما فيها فلسطين، واصفا اياه بأنه كان قائدا كبيرا وفريدا، وقف بوجه السياسات الاستعمارية والاستكبارية، واسس حكومة اسلامية تستند الى القرآن والاحكام الالهية.
وكذلك القى القنصل الايراني في كربلاء، مير مسعود حسينيان، كلمة اشار فيها الى سياسات الامام الخميني تجاه القوى الاستكبارية وحلفائها في المنطقة، مؤكدا ان الاحداث التي وقعت خلال السنوات الاخيرة هي افضل دليل يثبت صحة مواقفه، ونوه الى تأكيد الامام الخميني (رض) على اهمية يوم القدس العالمي كرمز لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم، ودعا اهالي كربلاء المقدسه الى المشاركة الواسعة في تظاهرات هذا اليوم، الذي يصادف في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك.
اما في العاصمة بغداد فقد نظمت حركة الجهاد والبناء مساء السبت الماضي احتفالية بالمناسبة تحت شعار (ان غبت عنا جسدا لم تغب عنا روحا وفكرا)، وقد حضرها جمع من الشخصيات الدينية والسياسية والدبلوماسية والاكاديمية العراقية وغير العراقية، وحشد جماهيري واسع، الى جانب حضور اعلامي مكثف لعدد كبير من القنوات الفضائية ووكالات الانباء.
وكان في مقدمة الحضور، سفير الجمهورية الاسلامية في العراق ايرج مسجدي، ومعاون قائد فيلق القدس اللواء احمد فروزندة، والامين العام لحركة الجهاد والبناء حسن الساري، والامين العام لاتحاد التلفزيونات والاذاعات الاسلامية السيد حميد الحسيني، والمتحدث الرسمي باسم تحالف الفتح احمد الاسدي، وعضو ديوان الوقف السني الشيخ عامر المعيني، والقياديان في حزب الدعوة الاسلامية علي العلاق ووليد الحلي، وعضوا مجلس النواب العراقي عبد الجبار رهيف وعبد الكريم النقيب، وعدد من المسؤولين التنفيذيين في الحكومة العراقية، وشيوخ ووجهاء العشائر.
وتضمنت الاحتفالية عرض فلم وثائقي، تناول مراحل ومحطات مختلفة من حياة الإمام الخميني حتى وفاته.
وفي كلمته الافتتاحية في الاحتفالية، تناول الامين العام لحركة الجهاد والبناء حسن الساري، ابعاد ودلالات الانتصار الكبير الذي تحقق بقيادة الامام الخميني على القوى الاستكبارية، من خلال شعب شجاع عاشق للشهادة، وتأسيس دولة اسلامية يقودها الولي الفقيه، وجعل القضية الفلسطينية قضية المسلمين المركزيه، واعتبار آخر جمعه من شهر رمضان يوما القدس العالمي.
في حين اشاد المتحدث الرسمي باسم تحالف الفتح احمد الاسدي بالجمهورية الاسلامية وقائدها الإمام الراحل، معاهدا الإمام بالسير على نهجه ونهج العلماء الذين اتخذوا منه نبراسا يقتدى به، في ذات الوقت الذي شدد فيه على اهمية يوم القدس العالمي الذي يأتي هذا العام في ظل ظرف حساس بعد نقل سفارة الكيان المغتصب الى مدينة القدس الشريف.
اما ممثل ديوان الوقف السني الشيخ عامر المعيني، فقد ثمن الدور التأريخي للامام الخميني في الدفاع عن قضايا الامة الاسلامية والشعوب المستضعفة، واستنكر الذين ينتقدون الدور الايجابي للجمهورية الاسلاميه في العراق، قائلا ان امة الاسلام واحدة لاتفرقها الحدود المصطنعه التي تحاول اضعاف المسلمين وإحداث الفرقة في صفوفهم.
من جانبه تطرق الامين العام لاتحاد التلفزيونات والاذاعات الاسلامية السيد حميد الحسيني، الى المواقف المبدئية والصلبه للامام الخميني في مواجهة المستكبرين، مؤكدا ان انتصار الثورة الاسلاميه اعاد الثقة للشعوب المستضعفه، وخصوصا الشعب الفلسطيني، الذي يعيش هذه الايام ظروفا حرجه، تمثلت بنقل السفارة الاميركية الى القدس، والقتل الجماعي للمستضعفين في فلسطين، داعيا الشعوب المسلمه الى المزيد من التوحد والتلاحم من اجل رفع الظلم والاضطهاد عن المظلومين.
وفي بيان له بالمناسبة، اعتبر رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم، الراحل الامام الخميني، قائدا استثنائيا حمل هموم الامة الاسلامية وباقي الشعوب ووضع القضية الفلسطينية نصب عينيه، ومؤكدا انه كانت للامام الراحل بصمةُ تأريخيةُ كبرى في استثمارِ روح الشباب المسلم في أقصى المعمورةِ وتوجيه بوصلتها صوبَ الثورة بوجه الظلم والاستبداد.
وتتزامن الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لرحيل الامام الخميني مع اجواء احياء يوم القدس العالمي، الذي اعلنه الامام الراحل بعد شهور قلائل من انتصار الثورة مباشرة، كإحدى وسائل الدعم والاسناد للقضية الفلسطينية، ومن اجل ابقائها حاضرة في نفوس وضمائر المسلمين وعموم العالم، حيث تشهد الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك في كل عام تظاهرات ومسيرات جماهيرية حاشدة في مختلف الدول الاسلامية وغير الاسلامية للتعبير عن دعم ومساندة القضية الفلسطينية، والتعاطف مع ابناء الشعب الفلسطيني، وادانة الكيان الصهيوني الغاصب.
وفي كل عام تشهد المدن العراقية المختلفة مسيرات وتظاهرات جماهيرة حاشدة، فضلا عن الفعاليات الاخرى، لاحياء يوم القدس العالمي، وتجديد العهد والبيعة لمواصلة الدفاع عن القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني، والوقوف بوجه الكيان الصهيوني الغاصب وكل من يدعمه ويسانده ويتعاطف معه ويصمت على جرائمه.