عن مركز الحرب الناعمة، صدر حديثاً كتاب "الحرب الأمريكية الناعمة على حزب الله"، ويعرض الكتاب للاستراتيجيات الامريكية في حربها الناعمة على حزب الله وللأدوات التي تستخدمها لتحقيق أهدافها.
يطلب الكتاب من جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
وهنا نقتبس من مقالات الكتاب، مقالة بعنوان:
من هم شيعة السفارة(*)؟
يكثر الحديث عن جهود تبذلها السفارة الأمريكية في بيروت لاستقطاب وتمويل نخب سياسية وإعلامية واجتماعية شيعية، بغية استعمالها في هجمات ناعمة ضد حزب الله ومجتمع المقاومة. وأن بوادر هذه الجهود بدأت تظهر من خلال شخصيات شيعية ـ معروفة الأسماءـ تقوم بالدعاية الصفراء وتثبيط العزائم والدفاع عن الأفكار الأمريكية وبث الإشاعات حول حزب الله، عن طريق نشر المقالات وإبداء الآراء التحريضية على مواقع الإنترنت، ومن على بعض المنابر الثقافية والبرامج التلفزيونية. وقد نشرت جريدة "الأخبار" نقلًا عن موقع "ويكيليكس"، قائمة بالأسماء الشيعية التي يعمل على دعمها وتمويلها من قبل سفارات لدول تجاهر بعدائها لحزب الله.
" لقمان سليم" يعدّ نموذجًا معبرًا عن هذه الشخصيات، فهو من سكان الضاحية الجنوبية لبيروت(معقل حزب الله) ويلحظ نشاطه البارز في المجتمع المدني، حيث يرأس جمعية «هيّا بنا» غير الحكومية، المموّلة من الحكومة الأمريكية. ويُعَدّ من صقور المناوئين لحزب الله، إذ لا يؤمن بإمكانية دمجه في لبنان، بل هو أداة تحكمها سوريا وإيران، ويهدف للسيطرة على البلد. لذلك يضع دبلوماسيو السفارة الأمريكية " لقمان سليم" على لائحة المشاريع الشيعية البديلة من حزب الله وحركة أمل.
يحلو للسفراء الأمريكيين أن يعرّفوا " لقمان سليم" في برقياتهم التي نشرتها "ويكيليكس"، بأنه مصدرنا الدائم للمعلومات، حيث يتركز نشاطه، بين الإخبار، وتقديم النصح، وتجميع المعارضين لـحزب الله وحركة أمل وربطهم بالسفارة الأمريكية. وهو من اقترح عدّة هيكليات لتنفيذ المشروع الشيعي البديل الذي أرادته واشنطن، منها، «اللقاء العلمائي المستقلّ» الذي احتفلت السفيرة الأمريكية السابقة "سيسون" مع " لقمان سليم" بولادة هذا اللقاء، وأجمعا على أنه الخطوة الأولى لمواجهة حزب الله في قلب المجتمع الديني العلمائي.
كما اقترح "سليم" على الأمريكيين، تأسيس «التجمّع الشيعي الأعلى»، بهدف مواجهة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وقدّم "سليم" للسفارة لائحة بأسماء رجال دين شيعة رفعوا أصواتهم ضد حزب الله، واقترح ضرورة إشراكهم في ندوات محلية ودولية يحضرها أيضًا رجال دين شيعة معتدلون من السعودية والبحرين والعراق.
وليس بعيدًا عن ذلك، فقد نظّم العضو السابق في الكنيست الإسرائيلي "عزمي بشارة، خلال شهر شباط من العام 2016، مؤتمرًا علميًا تحت عنوان: الشيعة العرب، المواطنة والهوية، حضره عدد من الباحثين الشيعة العرب. وفي استعراضٍ سريع للمحاور والقضايا، بدى التركيز بشكل أساسي على كيفية خلق التمايز بين التشيّع بأصوله العربية، وبين إيران الفارسيّة بوصفها مصدر التشيع السياسي.
ويدير"عزمي بشارة"، المقرب من الأمير القطري "تميم بن حمد"، قناة العربي الفضائية وصحيفة العربي الجديد، من داخل لندن، إضافة إلى موقع "المدن اللبناني" من داخل بيروت، حيث يلاحظ التركيز على حزب الله وعموم المحور المقاوم. كما ويعمل "عزمي بشارة" على استقطاب كفاءات قريبة من بيئة الحزب للعمل في هذه المؤسسات الإعلامية إلى جانب باحثين شيعة، لإعداد وإنتاج أبحاث سياسية وفكرية حول حزب الله.
وقبل أيّام من انطلاق الانتخابات النيابيّة في لبنان، عقد في دولة الإمارات العربية المتحدة، حلقة بحثيّة، بعنوان " فك شيفرة حزب الله " حاضر فيها عدد من الشيعة اللبنانيين الذين وردت أسماؤهم في وثائق السفارة الإماراتية كأشخاص مناوئين لحزب الله ويجدر دعمهم، ويمكن لأي مهتم، الاطلاع على مضمون النصائح التي أوصى بها هؤلاء الأشخاص إلى مراكز القرار المعادي لمحور المقاومة.
(*) نص مقتبس من كتاب الحرب الأمريكية الناعمة على حزب الله.