اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته،
في البداية اتوجه الى والد الشهداء الثلاثة الحاج سامي مسلماني، أشكره على هذا الموقف، وأنتم عوائل الشهداء كما نقول دائماً، أنتم تاج الرؤوس، وأهل الوفاء، وأهل الصدق، وأهل البيعة، بكم انتصرنا، وبكم نستمر، وبكم ننتصر إن شاء الله.
بارك الله بك وفي عائلتك وأحبائك وكل عوائل الشهداء.
أرحب بكم جميعاً في هذا المهرجان وهذا اللقاء، وفي البداية أبارك لكم جميعاً حلول شهر شعبان الذي قال عنه رسول الله (ص) انه شهره والذي يتيح لنا في ظرفه الزماني وبركاته الروحية أن نتأهل لنكون ضيوف الرحمان في شهر الله، أي شهر رمضان، أن نكون ضيوف لائقين بهذا الرب العظيم الرحيم .
كما أبارك لكم هذه المناسبات العظيمة، ذكرى ولادة أبي عبد الله، سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وذكرى ولادة نجله الامام السجّاد علي بن الحسين عليه السلام، وذكرى ولادة بطل كربلاء وحامل الراية والمصر على مواصلة الطريق حتى الشهادة، والذي لم توقفه الجراح عن القتال، أبي الفضل العبّاس عليه السلام، وأيضاً أخص في التبريك كل الجرحى الذين عادةً يعتمد يوم ولادة أبي الفضل العبّاس عليه السلام يوماً للجريح المقاوم.
أيها الأخوة والأخوات هذا الاحتفال له هدفٌ واضح، هو التعبير عن التأييد والدعم الشعبي والسياسي للائحة الأمل والوفاء في قضائي صور والزهراني.
في برنامجي يوجد ثلاثة مقاطع: كلمة في المقاومة، كلمة في هموم البلد، وخيراً كلمة حول اللائحة والتصويت وعن الاخ الأكبر دولة الرئيس نبيه بري.
نلتقي هنا في مدينة صور، مدينة السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره) وساحة جهاده وخاتمة حياته الشريفة، ومدينة الإمام القائد المغيّب السيد موسى الصدر أعاده الله بخير وأخويه، والتي كانت ميدان انطلاقته الكبرى من صور إلى كل لبنان وإلى كل العالم.
المدينة التي احتضنت أستاذنا وقائدنا وأميننا السيد عباس الموسوي في بداية شبابه، طالباً في معهد الدراسات الاسلامية في صور، في الحوزة الدينية التي كان قد أسسها الامام الصدر. وصور التي عاد إليها السيد عباس عاشقاً وقضى فيها أغلى وأجمل سنين حياته في المقاومة قبل تسلمه الأمانة العامة وصولاً الى الشهادة.
عندما نلتقي في صور، يعني في مدينة التعايش الإسلامي – المسيحي. في مدينة العيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين وبين الشعية والسنة والتي كانت دائماً عصية على الفتنة بالرغم من أن الفتنة ضربت كل أرجاء البلد.
المدينة التي واكبت الصراع العربي الإسرائيلي منذ أيامه الأولى مع الإمام شرف الدين ومواقفه التاريخية والتي احتضنت وفتحت بيوتها وأبوابها للنازحين الفلسطينيين المهجرين من أرضهم عام 48، وخصوصاً من شمال فلسطين المحتلة الذين مازالوا يعيشون فيها وحولها في مخيمات اللجوء الفلسطيني، في إخوّة وتلاحم وإنسجام.
المدينة التي قاومت الاحتلال عام82، وكانت على أرضها فاتحة العمليات الاستشهادية، وكان ميدانها ساحة للاستشهاديين من أبناء الامام الصدر والامام شرف الدين من رجال وشباب حركة امل وحزب الله ،من فاتح عصر الاستشهاديين الاستشهادي احمد قصير الذي دمّر مقر الحاكم العسكري الاسرئيلي في صور وأذل اسرائيل، وكسر هيبة جيشها، وفرض عليها أن تعلن الحداد العام، وأسس لكل الانتصار الذي جاء فيما بعد إلى عملية الاستشهادي حسن قصير البطولية والنوعية، إلى العملية الاستشهادية في مدرسة الشجرة. وقاومت صور ومنطقتها كما كل الجنوب وفرضت على قوات الاحتلال أن تخرج وتنسحب مهزومة ذليلة بلا قيد وبلا شرط عام 85 إلى الشريط الحدودي المحتل.
نلتقي هنا مع المقاومين والمجاهدين وعوائل الشهداء والجرحى والأسرى المحررين والصامدين في أرضهم والكادحين والكادين على عيالهم، مع المزارعين والصيادين والعاملين الذين يصنعون حياتهم العزيزة بدم العروق وعرق الجبين، شاكرين الله تعالى على جميع نعمه. نجتمع هنا لنتحدث قليلاً عن هموم المقاومة والوطن.
في النقطة الاولى بموضوع المقاومة: نلتقي في هذه الأيام وأمامنا ذكرى عدوان نيسان سنة 1996 الذي سمّاه العدو الاسرائيلي بعناقيد العضب ، هذا العدوان بدأ في 11 نيسان من أجل التذكير بتلك الأيام العظيمة.
في 11 نيسان 96 إستمر العدوان 16 يوماً، وكانت نهايته في 27 نيسان.
في بداية العدوان، من أجل أن نذكر بالخير، بدأ العدوان بقصف مقر القيادة العسكرية لحزب الله في حارة حريك والذي كان يقيم فيه آنذاك القائد العسكري للمقاومة في ذلك الوقت القائد الشهيد السيد مصطفى بدر الدين، وأخطأه الصاروخ ، يعني قدّر العدو الذي شن عدوانه عن سابق تصور وتصميم، قدّر أن يبدأ عدوانه بقتل القائد العسكري للمقاومة منذ الساعة الاولى، ولكن شاء الله سبحانه وتعالى له النجاة، واستطاع أن يقود تلك المعركة بجدارة وكفاءة ولياقة مع إخوانه من القياديين في غرفة عمليات المقاومة ومع كل المجاهدين الذين شاركوا في مواجهة العدوان في ذلك الوقت، في حزب الله، في حركة أمل، في العديد من القوى الوطنية والاسلامية، كان ما زال لديهم تواجد وسلاح ومقاتلين وبعض هذه القوى شاركت في ذلك الحين .
لجأ العدو نتيجة عجز الميدان كما في العادة الى قصف المدنيين، لكن التطور في مواجهة عدوان نيسان من خلال الاستهداف الواسع لمستعمرات ومستوطنات المحتلين الصهاينة في شمال فلسطين المحتلة أًجبر العدو على وقف العدوان بعد تدخل دولي ومفاوضات دولية وصار يومها بما يسمى "تفاهم نيسان"، وكان هذا انجازاً كبيراً جداً للمقاومة، لماذا؟ لأن تفاهم نيسان إستطاع أن يكرّس معادلة تحيّيد المدنيين والمنشآت المدنية. عندما كانت المقاومة تقوم بالعمليات بالجنوب أو بالبقاع الغربي، كان الاسرائيلي يسارع إلى قصف القرى والبلدات والمدارس والحقول والمدنيين والناس للضغط على المقاومة. أهم إنجاز صار في تفاهم نيسان هو تحييد المدنيين اللبنانيين مقابل تحييد المستوطنات مما أعطى هامشاً واسعاً للعمليات العسكرية. في ذلك الوقت قال رئيس أركان جيش العدو لقد حوّلنا تفاهم نيسان إلى كيس ملاكمة بين قبضات المقاتلين في جنوب لبنان.
لأنه لم يكن لديه شيء إلا الرد على المدنيين. تفاهم نيسان حيّد المدنيين، لأنه لو قصف المدنيين كانت المقاومة ستقصف المستعمرات الاسرائيلية. تفاهم نيسان فتح مجالاً واسعاً أمام المقاومة بقوة وأسّس للإنتصار الكبير عام 2000 .
نتكلم عن هذه المقاومة، هذه المقاومة كانت حلم الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين، وكانت مشروع الإمام موسى الصدر والذي حقّقه وأسّس له، وبعدها جاء أبناؤه في حركة أمل وفي حزب الله وطوّروا هذا المشروع وحوّلوه إلى قوة حقيقية.
عندما نعود قليلاً إلى التاريخ ليس فقط لنحكي تاريخ، تاريخ الماضي القريب لنأخذ العبرة في الحاضر ونعرف إلى أين نسير وعلى أي أساس نسير. ودائما أنا أتمنى على كل النخب والعلماء والسياسيين والمثقفين والناس ليحكوا لأولادهم وأحفادهم عن تلك المرحلة، خصوصاً هذا الجيل الذي ما كان في تلك المرحلة مع صعوباتها وآلامها وقهرها وأحزانها وتضحياتها، تهجيرها ودمائها وشهدائها، هذا التذكير دائما مهم .
في عام 1949، يعني بعد إقامة الكيان الغاصب في فلسطين بعام واحد، اعتدت العصابات الصهيونية على الجنوب. في أناس عندهم شبهة يظنون أن الاعتداءات الاسرائيلية هي فقط عندما جاءت الفصائل الفلسطينية الى لبنان، والتاريخ موجود من ال 49 حيث لم يكن هناك لا فصائل فلسطينية ولا مقاتلين فلسطينيين في لبنان. كان يوجد مهجرون فلسطينيون يفكرون أين يسكنون، والهجوم كان على البلدات اللبنانية سواءً كانت مسلمة أم مسيحية.
حصل عدوان على الجنوب، على عدد من قرى الجنوب، وإرتكبت مجزرة مهولة في بلدة حولا (مجزرة تاريخية معروفة) ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، سكان المنطقة الحدودية لم يكن لديهم أي إمكانية للدفاع، امكانيات متواضعة، اذا كان يوجد بندقية من أيام زمان أو سيف .. أما دفاع حقيقي أو مقاومة حقيقية فلا توجد أي إمكانات. الدولة غائبة، اسمعوني جيداً من هنا أريد أن أبدأ)، الإمام شرف الدين يرسل رسالة إلى رئيس الجمهورية، وقتها كان رئيس الجمهورية بشارة الخوري، الإمام شرف الدين بعث له برسالة طويلة تكلم فيها عن موضوع الأمن والحرمان وتعاطي الوزارات وحقوق الجنوب وما شاكل.. لكن سأخذ المقطع الذي فيه الامن والحماية. ببلاغته المشهودة والمعروفة بالرسالة يقول له الامام شرف الدين للرئيس، وحسبنا الآن نكبة جبل عام في حدوده المتاحة، ودمائه المباحة، وقراها وقد طيح فيها نهباً، وأطفاله وقد تأوّدت رعباً. يعني الأطفال تعتاش على الرعب والخوف في القرى الحدودية وفي الجنوب، وقد استشرى به الفتك الى ما هنالك من هلاك الحرث والزرع . هذا الجبل المرابط، جبل عامل يدفع جزية الدم لشذاذ الآفاق، يعني الصهاينة الذين جيء بهم من كل أنحاء العالم إلى فلسطين، ممن لفظته الارجاء ونبذته الأرض والسماء، هذا الجبل العريق تضرب عليه الذلة والمسكنة ممن ضربت عليهم الذلة والمسكنة في سحق التاريخ. هذا توصيف السيّد شرف الديّن في حال الجنوب وأهل الجنوب وأناس الجنوب والقرى الحدودية؟
ماذا يطلب السيد؟ تفضلي يا دولة، تفضلي يا دولة، دائما ً كان مشروع أهل الجنوب أن "تفضلي يا دولة"، تفضل يا جيش لبناني، تفضلي يا قوى أمنية، نحن لا نريد أن نكون بديلاً، (عندما قيل) هذا الكلام كنت لم أولد بعد، وأغلب الحاضرين في هذا المكان لم يكونوا قد خلقوا بعد، عندما كتب السيد عبد الحسين شرف الدين هذه الرسالة الى رئيس الجمهورية اللبنانية أنذاك، تفضلي يا دولة إحمينا، إبعثوا لنا الجيش على الحدود، دعوا الجيش اللبناني هو الذي يحمي بنت جبيل ويحمي مرجعيون ويحمي رميش ويحمي حاصبيا ويحمي الخيام، تفضلوا ونحن نطالبكم بذلك.
لكن لا حياة لمن تنادي، لا في الحماية ولا في ـ المصطلح الثاني الذي إستخدمه السيد شرف الدين ـ الرعاية، إهمال، حرمان. في حال كانوا يريدون أن يبنوا مدرسة كانوا ينتظرون عشر سنوات ليحصلوا ترخيص بناء مدرسة، لم يكن الجنوب يعني الدولة شيئاً أصلاً كما هو حال البقاع، كما هو حال الشمال، يعني هذه الأطراف التي كانت محرومة وألحقت بلبنان الكبير عام 1920.
فيما بعد جاء وشرّفنا في بلادنا الإمام السيد موسى الصدر، واصل نفس الطريق، طريق الإمام شرف الدين، وفعّله أكثر، وجعل فيه إبداع، وطرح فيه أهداف وإستراتيجيات ووضوح وحركة شعبية في كل المناطق من صور إلى كل الجنوب إلى كل لبنان.
الإمام الصدر منذ الستينات من أول ما جاء في بداية الستينات إلى عام 1975، في هؤلاء الخمسة عشر عاماً دائماً كان يوجد إعتداءات إسرائيلية ومجازر اسرائيلية وقصف إسرائيلي وتهجير للناس من قراها الأمامية وإعتداءات وكان السيد الإمام الصدر دائماً يقول للدولة تفضلوا يا جماعة أرسلوا الجيش اللبناني، دعوه هو يحمي، دعوه هو يدافع. لطالما طالبهم، وهذه موجودة في خطبه تستطيعون أن تراجعوها جميعاً من الستينات إلى عام 1975، لماذا أقول عام 1975، سأقول لماذا؟ كان يقول لهم يا أخي تعالوا دعوا الجيش اللبناني يأتي ويدرّب الشّباب بالجنوب من كل الطوائف ليقاتلوا دفاعاً عن قراهم وبلداتهم ونسائهم وأعراضهم وأطفالهم، لكن لا حياة لمن تنادي.
وكان يطالب أن تأتي الدولة وتسلّح الناس خصوصاً في القرى الأمامية، تدرّبهم، تشكّلهم، تنظّمهم، تديرهم، تقاتل فيهم، وكان يقول لهم أنا بشيبتي وبسني وبعمري، أنا جاهز أن أكون أول واحد يلتحق بمعسكرات التدريب، وأول واحد يحمل السلاح، وأول واحد يقاتل دفاعاً عن الجنوب، لكن لا حياة لمن تنادي.
كم طالبهم تعالوا وأنشئوا لنا ملاجئ، في شمال فلسطين المحتلة كلها ملاجئ وغرف آمنة، غرفة آمنة لم يُبنى في الجنوب، أنشئوا لنا ملاجئ انشئوا لنا غرفاً آمنة، أعطونا مقومات الصمود، فقط لنبقى في أرضنا، لا حياة لمن تنادي. صحيح أو لا؟ هذا تاريخ موجود موثق ولكل من يناقش اليوم بمشروع المقاومة وخلفيات مشروع المقاومة أقول لهم أن الجنوب وأهل الجنوب بالتحديد ـ لانهم كانو أكثر الناس عرضة للعدوان ـ إنتظروا الدولة منذ عام 1948 ولم تأت إليهم. وانتظروا الجيش ليدافع عن كل الجنوب، أُرسلت قوات متواضعة وأثبتت بسالة وبطولة وقدمت شهداء، لكن مجموعات متواضعة. عام 1975 إضطر الإمام الصدر الذهاب إلى البديل، البديل ما هو؟ المقاومة الشعبية المسلحة التي تعتمد على شبابها وإمكانياتها وسلاحها ولا تعتمد على الدولة، لأن الدولة لا تريد أن ترسل الجيش، ولا تريد أن تدرّب، ولا تريد أن تسلّح، ولا تريد ان تتحمّل المسؤولية.
وأسّس الإمام الصدر يومها أفواج المقاومة اللبنانية التي أختصر إسمها فيما بعد وبات "أمل". وأنا أتذكر في ذلك الوقت كان عمري 15 سنة أو 16 سنة أن كل جيلنا من هذا الشباب التحق وذهبنا إلى معسكرات التدريب وبالخفاء. وبدأ يجمع المال من هنا ومن هناك ليسلّح المقاومة، لتقاتل العدوان، وليس لتكون جزءاً من أي قتال داخلي.
أريد أن أضرب لكم مثلاً صغيراً لتعرفوا اليوم يا أهلنا في الجنوب ويا أهلنا في لبنان، نحن الآن في أي نعمة وفي أي قوة وفي أي موقع كان يحلم به الامام السيد موسى الصدر، في إعتبار أننا نتحدث في قضاء صور الزهراني نتكلم عن قريتنا، يومها في عام 1975 او 1976 كنت بالضيعة، ضيعتنا البازورية، الشباب الذين التحقوا وقتها بحركة أمل وصل عددنا إلى 80 شاباً، لكن كنا نريد السلاح، في حال أردنا أن نخرج إلى الخطوط الأمامية، في حال حصل عدوان.
كم إمكانات السلاح في ذلك الوقت عام 1976؟ بلد طويل عريض يوجد فيها 80 عضواً معهم "كلشن واثنين سيمينوف" ـ يلي بيتذكر السيمينوف ـ "كلشن واحد واثنين سيمينوف" وذخيرة تكفي لساعة ونصف، وساعة نصف هذه مبالغة، يعني لم يكن هناك ذخيرة، لا يوجد صندوق ذخيرة في هذه المخازن. ويتذكر الشباب في ذلك الوقت عندما كان يتم طلب السلاح من الإمام الصدر كان يقول أنه ليس لديه الفلوس وليس لديه السلاح، نحاول ان نشتري، نحاول أن نجلب من سوريا، لكن في حال تتذكروا "الكلشنات تبع القبضتين"، كان يأتي الشاب ليدفع من جيبته. عندما نتحدث عن الشاب، يعني عن من نتحدث؟ يعني ليس أولاد الأغنياء، نتحدث عن الفقراء وعن المحرومين وعن المعدمين، المطلوب يدفع من جيبته ويصمد نصف ثمن البندقية وتتحمل الحركة النصف الثاني.
هذه كانت الإمكانات في 1975 و 1976 ثم إنطلقت هذه المقاومة، وحصل إجتياح 1982، وتطورت هذه المقاومة وصار إنتصار عام 2000 والدولة غائبة، لا يوجد دولة مع من تتحدث؟ من تُخاطب؟ هل ترون في عام 2006 المقاومة هي التي جاءت بالجيش اللبناني الى الحدود، فالدولة لم تكن جاهزة لترسل الجيش الى الحدود. دائما كان يوجد نقاش، يوجد التباس عن وضع الجيش وغيره، دائما كان يوجد نقاش انه كيف نتعاطى مع هذا الموضوع، بعد حرب 2006 أصبح وصول الجيش الى الحدود مطلباً دولياً.
في اتفاقية 17 أيار والحكومة اللبنانية في ذلك العهد وافقت على إتفاقية 17 أيار، وافقوا على محدودية وصول الجيش الى الجنوب، عدد الضباط والجنود، عدد الكتائب، نوعية السلاح، نوعية المدافع، ولكن بعد حرب تموز المجتمع الدولي أصبح يريد 15 الف ضابط وجندي، وأجلبوا دباباتكم وسلاحكم والذي تستطيعون جلبه، المقاومة هي التي جاءت بالجيش الى الجنوب.
من هنا الى أين أريد أن أصل؟ أريد أن أقول ما يلي، منذ البداية أولاً، قادتنا من الإمام شرف الدين إلى الإمام الصدر الى كل الذين تحملوا المسؤولية بعد ذلك، علماؤنا، أهلنا، دائما كان مشروعهم في جنوب لبنان أن تأتي الدولة لتتحمل مسؤولية الحماية والدفاع عن الأرض والعرض والناس والأهل والخيرات، ولكن الدولة هي التي تلكأت، وهي التي أدارت ظهرها، وهي التي لم تتحمّل المسؤولية، والذي يجب أن يلام هي الدولة ومن تحمّل المسؤوليات في الدولة، وليس من إشترى سلاحه من مال فقره وعوزه ليدافع به عن أرضه وعن عرضه وعن أطفاله وعن نسائه.
ويطلع أن المقاومة في لبنان جريمة، نحن طلعنا يا ناسنا وأهلنا وأحبائنا عند بعض اللبنانيين وعند بعض الدول العربية وعند بعض ما يسمى بالمجتمع الدولي، طلعنا مجرمين مرتكبي جريمة، والله أعلم ماذا سيحكي التاريخ عنا. هذه هي مشكلة التاريخ في منطقتنا، في حال سألت الحاضرين وسألت نفسي يا أخي مثلاً أدهم خنجر كان مقاوماً أو كان لصاً؟ صادق حمزة كان مقاوماً أو كان لصاً؟ ستسمع رأيين ونتكلم عن إناس قبل خمسين سنة أو ستين سنة.
طلعت جريمتنا اننا حملنا السلاح لندافع عن وطننا، وأرضنا، وبلدنا، وشعبنا، وسيادة بلدنا، عندما تخلت الدولة عن أرضها وعن سيادتها وعن خيراتها وعن شعبها. لم يكن هناك خيار آخر، البديل عن لجوء أهلنا الى المقاومة كان يعني الموت، كان يعني التهجير، كان يعني تسليم الأرض للصهاينة، كان يعني إقامة المستعمرات الإسرائيلية على أرض الجنوب والبقاع الغربي وراشيا، كان يعني الإحتلال الدائم والمستمر.
هذه المقاومة التي كانت حلم الإمام شرف الدين وبداية الإمام الصدر أصبحت اليوم قوة حقيقية، يحسب لها هذا العدو ألف حساب، دعوكم من التهديد ومن التهويل ومن الوعيد، هو يعرف بالظبط على ضوء التجربة في عناقيد الغضب وفي عدوان 1996 وفي عدوان 1993 وفي حرب تموز وعلى طول مسار المقاومة هو يعرف.
انا اليوم أقول للإمام شرف الدين في مدينة صور، يا إمامنا وسيدنا لم تعد الذلة والمسكنة تضرب جبل عامل أبداً، ولن يأتي يوم من جديد تضرب فيه الذلة والمسكنة جبل عامل لأن الدماء والسواعد والأيادي والبنادق كلها تهتف هيهات منا الذلة.
وأقول للإمام السيد موسى الصدر أن المقاومة التي أسستها والتي أطلقتها والتي كنت تشتري من جيبك ومن جيوب فقرائها قطعة سلاح فردية لتقاتل الجيش الذي لا يقهر أصبحت يا سيدي وإمامي أصبحت هذه المقاومة تملك القدرة، والقوة، والرجال، والعقل، والتكنولوجيا، والخبرة، وأيضاً تملك الصواريخ التي تستطيع أن تضرب أي هدف في كيان العدو.
أيها الإخوة والأخوات هذه الإنتصارات وهذه المقاومة هي فعل تضحياتكم أنتم، تضحيات شهدائكم، جرحاكم، أسراكم، ثباتكم في أرضكم، تحملكم للقصف والعدوان والمجازر والصعوبات والمآسي، وصدقكم وإخلاصكم، وهي الضمانة، ليفهم العالم كله اللبنانيين وغير اللبنانيين، هذه الإنجازات وهذه الضمانة وهذه المقاومة لم تأت بالمجان ولم تأت "بشم الهواء" ولم تأت بالخطابات، جاءت بعظيم من التضحيات الجسام ولا يمكن أن نتخلى عنها، ولا يمكن أن يتخلى شعبها عنها، ولا يمكن أن يُخلي شعبها ظهرها لحظة واحدة على الإطلاق، ليعرف العالم كله هذا الشيء.
من يناقشنا ومن يساومنا، مقاومتنا ليست للبيع، مقاومتنا ليست للتبادل، مقاومتنا تعني حياتنا، تعني بقائنا، تعني وجودنا، تعني عزتنا، تعني كرامتنا وهي مسؤوليتكم في حمايتها وهذا ما فعلتموه في الماضي وهذا ان شاء الله ما ستفعلوه في السادس من أيار، عندما يأتي أهل الجنوب في كل القرى والبلدات والأحياء ومن كل الطوائف إلى صناديق الاقتراع، ليقترعوا لمن؟ للأمل والوفاء، للأمل والوفاء، للأمل بالمستقبل للأمل بالحرية والحفاظ على الكرامة، وللوفاء للشهداء، للجرحى، وللتضحيات للسيد عبد الحسين وللامام الصدر ولكل الذين مرّوا وسبقونا وقدموا لنا هذه النتيجة العظيمة، ونحن ننتظركم يوم السادس من أيار، يوم السادس من أيار، تصويتكم وكلمتكم في صناديق الاقتراع هي رسالة للبنانيين ولكل العالم أننا في قضائي صور والزهراني وأننا في كل الجنوب لن نترك المقاومة، ولن نتخلى عنها، ولن نحني ظهرها.
الكلمة الثانية، في هموم الوطن، النقطة الاولى، خلال العقدين، يعني من التسعينات وقدوما، يعني من 1992 كان أًصبح يوجد نوع من التسالم بالبلد، ان هناك قوى خليها تهتم بملف التحرير والمقاومة والدفاع عن لبنان، يعني أن تذهب لتقاتل وتستشهد، ويوجد قوى، وفي مقدمها تيار المستقبل، معنية بالملف الاقتصادي والمالي، وأنتم تفهمون بالقتال، اذهبوا وقاتلوا، وقال إنهم يفهمون بالاقتصاد والمال فهم سيحملون مسؤولية البلد، ويحصّنونه مالياً ويطوره الخ.. وأعيد وأقول أن هذا لم يكن اتفاق، بالحد الادنى نحن لم نكن طرفا في هذا الاتفاق، لكن عمليا صار هذا النوع من التسالم، والامر سارت على هذا النحو، لان هناك أناس كانت أولويتهم المقاومة فذهبوا الى المقاومة.
حسنا، القوى التي ذهبت الى المقاومة تستطيع اليوم بال 2018 أن تقول هذا إنجازي، فأروني إنجازكم. قوى المقاومة تستطيع أن تقول هذا إنجازي، نحن حررنا أرضنا، استعدنا البقاع الغربي وجزين وراشيا، وكل الجنوب، بقي لدينا تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، واستعدنا أسرانا وأيضا حمينا بلدنا، وأيضا ثبّتنا معادلة ردع مع العدو. انجاز التحرير واضح أمام كل ذي عين، كل ذي عينين، وأيضا الأمن والأمان في كل لبنان ولأهل الجنوب.
هذا الجنوب من 2000 الى 2006 لدينا مقطع الحرب، لكن منذ انتهاء الحرب 2006 الى اليوم 12 سنة، أمن وأمان وسلام وحياة، عيش واحد وعيش مشترك، والناس تخرج مع بعضها وتخرج ليلا، وتتنقل بين القرى الحدودية، وتعمّر وتزرع وتفلح وتقوم بما تريده، لم يمر في تاريخ جبل عامل، الذي أصبح إسمه بعد عام 1920 جنوب لبنان لم يمر في تاريخه مرحلة مثل هذه ال 12 سنة أمن وأمان وسلام وإطمئنان وسكينة وسلام داخلي مع عزة وكرامة وقوة ومعنويات بل فائض قوة. حسنا هذا انجاز المقاومة، وهذا الانجاز أقيم مع كل الذي كان يحصل خلف الظهر، والذي تكلمت عنه في النبطية وليس هناك داع لأعيد.
حسنا، الملف الذي كان على عاتقكم الملف الاقتصادي، أين إنجازكم يا تيار المستقبل؟! على اعتبار السجال في البلد، هم يهجمون علينا، ولا يكلموننا في السياسة، يتكلمون في لغة ثانية، انا أريد أن أتكلم لغة موضوعية علمية، وأسال، أين هو الملف الاقتصادي؟ دعونا نرى الانجاز؟ اليوم لبنان على المستوى الاقتصادي الجميع يسلم أنه لدينا مشاكل عظيمة جداً، على المستوى المالي علينا ديون 80 مليار دولار، والقطاع الزراعي في أسوأ حال، والقطاع الصناعي في أسوأ حال. يكاد القطاعان الزراعي والصناعي أن يتآكلا.
حسنا، مشاكل لها أول وليس لها آخر في القضايا الحياتية والمعيشية والمالية، رغم أنه أنفق على البنى التحتية مليارات الدولارات، يظهر أن وضعها صعب، حسنا، أين الانجاز؟ دلونا عليه؟ نحن جاهزون أن نعترف بالانجاز اذا لمسناه.
أنا عندما اتكلم عن انجاز المقاومة لا اتكلم شعارات، انا اقول هذا انجاز المقاومة، هذا هو في صور العالم جالسة وآمنة ومطمئنة لا تخاف من طيران ولا قصف ولا أي شيء، هذا لم يكن ليصير فيما مضى. هذا إنجاز المقاومة. اذهبوا الى الحدود ترون الناس كيف تعيش، كيف تعمر البيوت على الشريط الشائك لانها لا تخاف. حسنا، اتو لنا بالانجاز الذي حققتموه في الملف الاقتصادي، انا لا اتكلم في هذه النقطة للسجال، اتكلم في ذلك لتحمل المسؤوليات. يوجد اناس قالوا عندما اعلنت انا البرنامج الانتخابي، قالوا ان المقاومة او حزب الله بالتحديد يحتكر قرار الحرب والسلم والان يريد ان يتدخل بالقرار الاقتصادي، لا اريد ان اتدخل بالقرار الاقتصادي، ولكن اريد ان اقول ما يلي، اثبتت التجربة ان الفريق الذي تولى الملف الاقتصادي المالي خلال عقود لم ينجز ولم ينجح وفشل، والدليل هذا الواقع الحقيقي والخارجي، لذا ما ندعو اليه امام الوضع الصعب الذي يوجد فيه البلد، ما ندعو اليه الحكومة المقبلة، ان تقارب الملف الاقتصادي والمالي بطريقة مختلفة، انه ضعوا رؤية اقتصادية كاملة، لا تعملوا على الحبة، ولا تعملوا بالمفرق ولا تعملوا بالمشروع، وليس امشي معي لنصل الى هذه الزاوية وبعد ذلك نفكر الى اين نذهب وكيف سنكمل، لذلك طالبنا بوزارة تخطيط.
يا اهلنا في كل لبنان اذا لم تقم الحكومة بوضع رؤية اقتصادية، انه كل يوم ماذا تسمع في البلد، نريد ان نناقشكم بسلاح المقاومة، نريد ان نناقش بالاستراتيجية الدفاعية. أول من دعا الى نقاش الاستراتيجية الدفاعية هو دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري، يعني أهل المقاومة، هم دعوا الى نقاش الاستراتجية الدفاعية، ولم نهرب في أي يوم من نقاش الاستراتيجية الدفاعية. والآن أنا أقول لكم، وبعد الانتخابات، نحن جاهزون لنقاش الاستراتيجية الدفاعية، لكن لماذا أنتم لا تقبلون أن تناقشوا استراتجية اقتصادية، لماذا لا تقبلون أن يتم وضع رؤية واضحة؟ خطة كاملة لاخراج لبنان من المأزق الاقتصادي والمالي، واذا لم يُفعل هذا، البلد ذاهب الى الهاوية.هذه أول نقطة.
النقطة الثانية أيضاً بالهم الوطني هو موضوع الفساد، فساد ضارب مؤسسات الدولة فوق وتحت. عندما أتكلم عن الاقتصاد او الفساد او النقطة التي تليها، يوجد اناس يهربون من المشاكل الحقيقية في البلد، يعمل لك عنوان المعركة الانتخابية مواجهة المشروع الفارسي، أين هو المشروع الفارسي؟ الحفاظ على الهوية العربية لبيروت، الهوية العربية للبنان، يا عمي اي هوية عربية! عن ماذا تتكلم! في اي بلد تعيش! منذ بضعة أيام اجتمعت جامعة الدول العربية، لم يشعر بهم أحد، لا عرب ولا عالم ولا دول، حستيوا فيهم شي؟! لماذا نريد ان نهرب الى شعارات، تعالوا نواجه الحقائق، نتكلم عن الدولة القوية القادرة على تحمل المسؤولية، دولة مع فساد لا تستمر، دولة مع فساد سرعان ما تنهار. مواجهة الفساد ليس بحاجة الى خطط، خطته واضحة، عناوينه واضحة، كل النقاشات التي حصلت في الحكومة في لجنة المال والموازنة، وخطابات النواب في السنوات الماضية، قدمت أفكار واقتراحات عملية، لكن تحتاج إلى حزم وقرار وصدق، بحاجة الى توقف عن الجشع، وعن الطمع وعن نهب المال العام، فقط، لذلك نحن ندعو أيضاً مع الحكومة الجديدة القوى السياسية كلها التي تقول بأنها تريد أن تحارب الفساد، ان تأحذ قرارا حازما في محاربة الفساد. الخطوات واضحة، وقف هدر المال العام، واضحة خطواته، تفضلوا إلى التنفيذ، والله لسنا بحاجة الى أن نقيم طاولة حوار لمحاربة الفساد، الوسائل واضحة وسهلة وبيّنة، وانما تحتاج الى رجال، الى عزائم، الى قرار. ولا يجوز للشعب اللبناني ان يسكت بعد اليوم ، لأن البلد اذا أكمل على هذا المنوال فهو ذاهب الى الانهيار.
النقطة الثالثة بالهم الوطني، النقطة الثالثة والاخيرة، وأنقل بعد ذلك الى اللائحة، هو الموضوع الطائفي، انظروا بالنهاية في لبنان، نظامنا نظام طائفي، ولا نريد ان ندخل الان في لعبة الغاء الطائفية الساسية، فيقال في المقابل العلمنة الكاملة، يعني هذا الموضوع اصبح واضحا، يعني لندع هذا الموضوع على جنب وان كان طموحاً لبنانياً مشروعاً، ولكن يوجد مشكلة يواجهها اللبنانيون اليوم وتتكرّس وتترسّخ وصارت خطيرة جدا، وانا ادعوا ليس فقط للسجال وانما ايضا للنقاش والحوار فيما بين القوى السياسية اللبنانية لنجد حلا لهذا الموضوع، موضوع ماذا؟ كل شيء في البلد يتطيّف، يعني أصبح يحسب طائفيا. في الماضي كانت الرئاسات والحكومة والمجلس النيابي والوظائف، جاء اتفاق الطائف قال وظائف الفئة الاولى وبقيّة الوظائف لا تصبح خاضعة للتوزيع الطائفي، لكن الان الموضوع ليس فقط موضوع وظائف، يا أهلنا يا شعبنا من كل الطوائف، نحن الان الى اين وصلنا؟ الى اي حالة؟ بحالة المياه اصبحت طائفية، هذا النهر للشيعة، وهذا النهر للسنة وهذا النهر للمسيحيين وهذا النبع للدروز، وهذا نبع المياه للموارنة، وهذا للارثودكس، وهكذا، المياه صارت طائفية، وبالتالي عندما تأتي لتقول يا أخي هناك نهر وطني اسمه نهر الليطاني ينبع من البقاع ويصب في البحر الابيض المتوسط ويستفيد منه ما شاء الله كل اللبنانيين بمختلف طوائفهم، يقال لك لا، هذا النهر أصبح للشيعة، نتعاطى معه على أنه نهر للشعية. غدا بلوكات النفط، التي كل الشعب اللبناني ينتظر اليوم الذي يتم استخراج النفط والغاز لانها هي الامل الوحيد لسد ديون البلد وتحسين اوضاعه الاقتصادية والمعيشية، غدا ايضا سيصبح عندنا هذا البلوك شيعي وهذا البلوك مسيحي وهذا البلوك سني، هكذا او لا؟ يوجد سؤال كبير طرح في مرحلة من المراحل، انا لا أتبنى هذا التشكيك لانه ليس واضحا عندي لكن يقال انه حتى بالنسبة للنفط والبحث عن النفط في الارض ليس في البحر، في بعض المناطق تم غض النظر عنه لأسباب طائفية لان بئر النفط هذا سيخرج عند الطائفة الفلانية وليس عند الطائفة الفلانية.
بربكم هل يُبنى بلد هكذا؟! أنتم الآن لا ترون مشكلة في البلد إلا سلاح المقاومة؟! ضعوه جانباً، أنتم تقولون أننا نريد أن نحل الأوضاع والمشكل الموجود في البلد، هذه ليست مشكلة حقيقية اليوم؟! المياه أصبحت طائفية والنفط أصبح طائفي، والأسوأ من ذلك، النفايات، قبل سنة وسنتين عندما حصلت نقاشات في مجلس الوزراء، في اللجنة الوزارية المنبثقة وفي أماكن أخرى تعرفون أين وصلت اللغة؟! حتى في بعض وسائل الإعلام، أن هذه نفايات الطائفة الفلانية وهذه نفايات الطائفة الفلانية فلتذهب هي وتحل مشكلتها. لم يعد هناك رابط وطني.
إذا نريد أن نقارب موضوع النفايات يجب أن نقاربه بخلفية طائفية، المكبات يجب أن توزع طائفياً، والمياه طائفية والنفط طائفي، والقطاعات الإنتاجية أيضاً. عندما نأتي مثلاً إلى قطاع الزراعة، هذا القطاع شيعي، سني، مسلم، مسيحي، من هم أغلبية المزارعين الذين يستفيدوا إذا دعمنا هذا القطاع. حسناً، القطاع الصناعي ماذا؟ أغلبية الصناعيين أو أصحاب الشركات أو المصانع، مسيحيين، مسلمين، من أي طائفة؟ من أي مذهب؟ هل هناك بلد يُبنى بهذه الطريقة؟! هل هناك اقتصاد يُعالج بهذه الطريقة؟! الزراعة أصبحت طائفية والصناعة طائفية أيضاً وكل شيء يصبح طائفي. حسناً، من يأخذ البلد إلى هذه النقطة؟ أن هذا مفروض علينا من أميركا!؟ لا، هذا مفروض علينا من دول عربية!؟ لا، يعني لا نحمل كل شيء لغيرنا، هذا مفروض علينا من إسرائيل!؟ لا، هذا تصنعه زعاماتنا، تصنعه أحزابنا، تصنعه القيادات التي لا يكون عندها مشروع وطني والتي تقتل نفسها من أجل الزعامة ولا يمكن أن تُبني زعامتها إلا على أساس مذهبي وطائفي وإلا على أساس عصبية وطائفية.
عندما نجد وزير بوزارته، من يخدم؟ أولاد طائفته فقط، والمناطق التي يسكن فيها أبناء طائفته، هل هذا وزير للبلد؟ ويعلن ذلك ويجاهر بذلك ولا يوجد مشكلة ولا أحد يسأله، لا رئيس ولا وزير ولا نواب ولا قضاء ولا أحد وعادية وشطارة أيضاً.
هذا مشكل كبير اليوم أيضاً نحن ذاهبون إليه.
سأضرب مثلاً وأكتفي به وأقول أن هذا يحتاج لنقاش، يحتاج لحل، يحتاج لمعالجة، يحتاج جلسة هادئة، لأنه نحن سنقول لا نريد طائفية بهذه المشاريع وسيتبين أنه لدينا موضوع الإنماء المتوازن، طبعاً يجب أن نأخذه بعين الإعتبار، عندنا موضوع الوفاق الوطني والمخاوف الوطنية أيضاً يجب أن نأخذها بعين الإعتبار، لكن المسار الذي يسير فيه البلد غير صحيح، خطير، ليس أنه لا يؤدي إلى نتيجة بل يؤدي إلى كارثة.
سأضرب مثلاً أخير، الجامعة اللبنانية، الجامعة الرسمية، جامعة الفقراء - كما نسميها - وهي نقطة إجماع عندما تشاهدون برامج القوى السياسية كلها مجمعة على تقوية الجامعة اللبنانية الرسمية ودعمها ومساندتها وإلى آخره. حسناً، الجامعة بحاجة لأساتذة، الأساتذة لهم معايير توظيف، أي أستاذ خارج المعايير هو ضرب للجامعة ولمستواها العلمي والأكاديمي - هنا لا نتكلم فقط عن الجامعة في بيروت بل عن فروع الجامعة في كل لبنان، هذا الشأن يعني كل الشباب اللبناني - حسناً، عندما تجري امتحانات أو تذهب للمواصفات حكماً سيكون هناك عدد أساتذة من طائفة أكثر من طائفة أخرى، ماذا يكون الحل، إاتوا بأساتذة من أجل أن يكون هناك توازن طائفي وتساهلوا بالمعايير ووو.. حتى يكون هناك توازن طائفي، أين ستصبح هنا الجامعة!؟؟ سيصبح مستواها متدني، لا تعطي نتجية، طلابها فاشلون، أساتذتها ليس عندهم الكفاءة المطلوبة فقط بسبب الإشكال الطائفي. أنا لا أقول يجب حله كيف ما كان، أنا أقول موضوع يمكن أن يهدد الجامعة اللبنانية لا يحل بإدارة الظهر وإطلاق شعارات، يُحل بأن تجلس العالم وتتحدث مع بعضها.
حسناً، هناك بعض المؤسسات في البلد، من أجل أن يدخل الشخص وينجح يجب أن يأخذ 18 على 20 وهناك شخص من أجل أن ينجح يكفيه 7 على 20، هكذا تبني مؤسسة!؟؟ صحيح، نحل مشكلة أخرى، لكن ماذا نفعل في المؤسسات!؟ خصوصاً إذا المؤسسات الأكاديمية، إذا مؤسسات تحتاج لكفاءة، إذا مؤسسات تحتاج لمؤهلات. أنا الآن لا أقول صيغة معينة، أنا أقول أن هذه مشكلة حقيقية موجودة في البلد تحتاج لحل، وإلا غداً أيضاً حتى الغابات والأحراش والحقول ستصبح طائفية أيضاً.
هذا أيضاً من هموم البلد الأساسية التي لا نستطيع أن ندير ظهرنا لها، يمكن أن نجد حلولاً؟ نعم، يمكن أن نجد صيغاً؟ نعم، لبنان أكثر بلد يعرف أن يدير الزوايا، يعرف أن يعمل تسويات داخلية. القوى السياسية والزعماء الموجودين فيه إذا أخذوا قرار أن يعالجوا هذا النوع من المسائل يستطيع أن يصلوا فيه لنتيجة، ولكن إذا استمرينا هكذا لا يوجد دولة ولا يوجد مؤسسات ولا يوجد مؤسسات كفوءة ولا يوجد مؤسسات قادرة على خدمة الناس وعلى حماية الناس وعلى حماية البلد.
إذاً بالهموم الوطنية نحن ندعو إلى المزيد من الحوار والتواصل، وعندي توصية أخيرة لبعض "الرافعين خطاباتهم كثيراً زائداً عن اللزوم، فقط ينتبهوا أن هناك 7 أيار، في 7 أيار عندما تنتهي الانتخابات كل القوى السياسية بمعزل عن النتائج الانتخابية سوف تجد نفسها أمام الواقع اللبناني الذي يقول أن لبنان بحاجة إلى الجميع، لبنان بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية، لا يمكن شطب أحد، لا يمكن إلغاء أحد، لا يمكن التجاوز عن أحد، والجميع بحاجة إلى حوار منطقي موضوعي عاقل، لذلك دعونا جميعاً في خطاباتنا السياسية ندع مكان للنفسي والمعنوي، لنرمم أنفسنا، لنجلس مع بعضنا بعد 6 أيار.
أما في موضوع اللائحة، لائحة الأمل والوفاء، أريد أن أقول بداية كلام قلته في البقاع الغربي، أتوجه فيه - كلام خاص - أتوجه فيه إلى الأخوة والأخوات في حزب الله في قضاء الزهراني، مثل ما قلت في البقاع الغربي عادة أي حزب أي حركة أي جماعة يفضلون أن يكون هناك مرشح منهم، من حزبهم، من تنظيمهم. حسناً، نحن وهذا أمر مشروع وطبيعي وهذه مشاعر طبيعية، يعني هذه ليست مستنكرة، أنه والله إذا جاءوا الشباب أو الأخوات أو الصباية يا أخي فليكن عندنا مرشح، هذا أمر طبيعي جداً، لكن نحن في موضوع الترشيحات، في كل لبنان، خضنا تجربة ونخوض تجربة مثالية نموذجية، هي تجربة التفاهم والتحالف بين حركة أمل وحزب الله ونجلس ونتفاهم على كل شيء أساسي، يمكن بعض التفاصيل نختلف عليها، بالنهاية نحن لسنا حزباً واحداً ولكن خط واحد، روح واحدة، لكن الجسد ممكن اليد تريد أن تفعل شيئاً، العين تريد أن تفعل شيئاً، الأذن تريد أن تفعل شيئاً، يمكن كل جزء من الجسد يشد على مكان معين. نتفاهم على القضايا الأساسية، بالترشيحات نجلس ونتفاهم، وبالتالي بطبيعة الحال هناك بعض الأماكن يكون المرشح فيها من حزب الله وهناك بعض الأماكن يكون المرشح فيها من حركة أمل، وهكذا وزعنا وتبانينا أن كل مرشح في دائرة إذا ليس هناك مرشح آخر من الفريق الثاني، من الأخ الثاني فيكون هذا المرشح لكلا الأخوين، لذلك مرشح البقاع الغربي من أمل هو مرشح حزب الله، مرشح حزب الله في زحلة هو مرشح حركة أمل، مرشح حزب الله في جبيل هو مرشح حركة أمل، وفي دائرة الزهراني أيضاً مرشحو حركة أمل هم مرشحو حزب الله بالتحديد، فكيف إذا كان مرشح حركة أمل في قضاء الزهراني هو دولة الرئيس الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري، ماذا يكون التوصيف، هو مرشح حزب الله، مرشح حركة أمل، مرشح المقاومة وهو يمثلنا جميعاً ليس فقط في قضاء الزهراني، يمثلنا في المقاومة، يمثلنا على المستوى الوطني، يمثلنا في التحديات الكبرى، يمثلنا في الاستحقاقات الكبرى، اليوم كما كنا نأتمنه في معركة المقاومة في 2006 الكل يعرف نحن أبلغنا كل الذين راجعونا في البلد، اليوم نحن نأتمنه على الحدود البحرية وعلى الحدود البرية، ونأتمنه في هذه المعركة بلا أي تردد. لذلك نعم نحن ممثلون.
الأخوة والأخوات في حزب الله في قضاء الزهراني ماكينتهم الإنتخابية التي تعمل بهمة عالية أنا أشكرهم على تعاونهم، على إخلاصهم، على تفانيهم وأرجو أن يواصلوا العمل بهذا الطريق وهم تحركوا سابقاً واليوم أيضاً بهذه الخلفية.
يجب أن أضيف أمراً آخر يتعلق بهذه الدائرة بالتحديد، دائرة قضاء الزهراني، قضاء صور، وهي، أن من هذه اللائحة ورئيس هذه اللائحة هو الذي سيكون إن شاء الله رئيس المجلس النيابي المقبل، هذا بالنسبة لنا هو ليس موضع نقاش، هو محسوم منذ زمن، بالنبطية أنا تحدثت عن دولة الرئيس نبيه بري كضمانة للمقاومة عندما يكشف البعض ظهرها، واليوم في صور أريد أن أقول أن الرئيس نبيه بري هو ضمانة وطنية على المستوى الداخلي وعلى المستوى الوطني، وكلنا يعرف دور هذا الإنسان القائد في 2005 و 2006 وقدرته الفائقة على جمع اللبنانيين المتناقضين المتصارعين الذين يتهم بعضهم بعضاً على طاولة الحوار 2006 والتي أنقذت البلد من حرب أهلية ومن فتنة هائلة، ولذلك بالنسبة إلينا هذا أمر محسوم.
إذاً أنتم في قضائي صور والزهراني لا تنتخبون فقط لائحة الأمل والوفاء، أنتم تنتخبون أيضاً رئيس مجلس النواب المقبل الذي سيكون كما كان دائماً ضمانة للمقاومة وضمانة للوطنية وضمانة للحوار وضمانة للوحدة الوطنية وضمانة للتواصل وأياً تكن المشاكل والذكذكات والأشياء الموجودة في البلد، دولة الرئيس دائماً أثبت أنه يملك الإبداع والقدرة على تجاوز هذه الأمور ولّمّ المصالح الوطنية بالطريقة السلمية والحكيمة والمناسبة.
أيها الأخوة والأخوات في مهرجان الوفاء لأهل الوفاء أنتم أهل الوفاء وأنتم الذين يتوقع منكم الوفاء وأنتم الذين ستثبتون وفاءكم إن شاء الله يوم السادس من أيار. لا تقولوا في هذه الدائرة المعركة محسومة، لا تقولوا ذلك بمعزل عن طبيعة المواجهة أو المنافسة الانتخابية في هذه الدائرة، لائحة الأمل والوفاء في هذه الدائرة بحاجة إلى أعلى أصواتكم، إلى كل أصواتكم، إلى أعظم حضور يمكن أن تؤمنوه يوم السادس من أيار لتقدموا المشهد ولتبعثوا الرسالة، رسالة الطمأنينة للصديق، رسالة التأكيد على العيش الواحد، على التعايش الإسلامي المسيحي على الوحدة الإسلامية، على طريق المقاومة، على الخيارات الوطنية، على الموقف مع الشعب الفلسطيني، على مواجهة العدو، ورسالة للعدو أننا هنا في أرضنا أوفياء باقون أقوياء أعزاء وقادرون على مواجهة تهديداتك وعدوانك ولن نسمح لك أن تمس بكرامتنا لا بحبة من ترابنا ولا بكوب من ماء من بحرنا ولا بشيء من سيادتنا، نحن أهل الأرض، أهل المقاومة ورسالتنا في السادس من أيار أننا سنبقى أهل الأرض وسنبقى أهل المقاومة لأننا أهل الوفاء.
موفقون ومباركون ومشكورون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.