رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان هناك في بيروت فئات كثيرة تريد أن تتمثل في المجلس النيابي وأن يصل نوابها الذين يعبرون عن تطلعاتها، معتبراً ان القانون النسبي يسمح لشرائح شعبية واسعة أن تتمثل في المجلس النيابي وهذا ما يجب أن تعترف به القوى السياسية.
وخلال المهرجان الانتخابي الذي يقام في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت اكد السيد نصر الله ان لائحة وحدة بيروت لا تسعى لمصادرة قرار بيروت كما يدعي المستقبل ورأى ان الهدف هو أن هناك شرائح من حقها أن يكون لها من يمثلها، واوضح ان بيروت هي عاصمة لبنان ويعني أنها تمثل كل اللبنانيين والتكوين اللبناني وهذه الميزة لا يجوز لأي تيار او حزب أو زعامة أن تختصر بيروت بلونها الخاص.
واعتبر الأمين العام لحزب الله انه من العناوين المطروحة بقوة هو الحفاظ على هوية بيروت، مؤكداً ان تيار المستقبل تجاوز مرحلة ماذا قدم لبيروت ليذهب إلى عناوين الهوية العربية والعروبة في مواجهة المشروع الفارسي لشد العصب.
هذا، واشار السيد نصرالله الى انه إذا كانت الهوية العربية تكون باللغة فنحن نقترح أن يحصل إمتحان في اللغة بين اللوائح، وتابع إذا كانت الهوية العربية بالأنساب فنحن جاهزون أيضاً لكي نبحث في ذلك، واضاف انه إذا كانت الهوية العربية بالكرامة بالشرف بالشهامة وعدم الخضوع والقبول بالذل والمهانة فإذاً عن أي عروبة يدعون إليها هل تلك العروبة الأميركية التي تخوض ضدنا حروباً بالوكالة، سائلاً هل العروبة هي الموافقة على صفقة القرن التي تصفي القضية الفلسطينية؟ وهل العروبة هي بالسكوت عن تحويل أميركا للقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وهل العروبة في تقديم مئات المليارات إلى أميركا وغيرها من أجل انعاش اقتصادها وتأمين فرص العمل لها وفي العالم العربي هناك بطالة وفقر وهجرة ونزوح وجوع وأمية، وهل العروبة في توظيف الدين الاسلامي وايجاد نسخة مظلمة عن الاسلام وهل العروبة في شن حرب على اليمن وتدمير العراق وسوريا ولبنان.
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله الطيبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.
السادة العلماء، السادة الوزراء، السادة النواب، أيها الحضور الكريم، الاخوة والاخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
ارحب بكم في هذا الحضور الكبير والمبارك، وأشكركم على عناء الحضور والمشاركة في احتفالنا هذا.
برنامجي للكلام، كلمة عن بيروت والدائرة الثانية فيها خصوصا، كلمة عن دائرة بعبدا والضاحية خصوصا، كلمة في التطورات، يعني اخرشيء لا يمكننا ان نبقى نتكلم في الانتخابات ولبنان.
من الواضح ان المنطقة في هذه الايام تعيش مرحلة حساسة جدا ومهمة جدا، امام الاحداث والتطورات التي تستهدف سورية وحصلت في سورية ويمكن ان يكون لها انعكاسها على كل المنطقة، هذا الموضوع ايضا سيكون جزء من الكلمة وساتركه للفصل الاخير لنعطيه بعضا من حقه ان شاء الله.
اولا في هدف هذا الاحتفال كما احتفال الاحد الماضي في النبطية، هو اعلان التأييد لحزب الله، لان هذا المهرجان دعا له حزب الله، والتأييد الشعبي والسياسي والجماهيري للائحتي، لكل من لائحة وحدة بيروت، في الدائرة الثانية من محافظة بيروت والمتشكلة من تحالف حركة امل وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية والتيار الوطني الحر وحزب الله وشخصيات سياسية محترمة ومرموقة من اهل بيروت، وايضا التأييد والدعم للائحة الوفاق الوطني في دائرة بعبدا والمتشكلة من تحالف حركة امل والتيار الوطني الحر والحزب الديموقراطي اللبناني وحزب الله.
ابدأ من بيروت الكلمة وان كان بعض مضمون بيروت له علاقة بكل البلد، وبعض بضمون بعبدا له علاقة بكل البلد. من بيروت بطبيعة الحال هناك فئات شعبية واسعة وكبيرة، تشعر انها من حقها الطبيعي ان تتمثل في المجلس النيابي، ان يكون لها نواب في المجلس النيابي تنتخبهم ليعبروا عن ارادتها، عن حقوقها، عن صوتها، عن مصالحها، وعن حقوق ومصالح وصوت كل مدينة بيروت، وأهل بيروت. في القانون الاكثري هذه الفرصة كانت ضعيفة، لكن من مميزات القانون النسبي انه فتح المجال في كل المناطق وفي كل الدوائر وهذا ما يجب ان تعترف به القوى السياسية الكبيرة، ان تسلم بهذه الحقيقة.
الان عندما يتكلم الكثير عن بعبلبك الهرمل، "ما نحن مسلمين" لما قلنا قانون نسبي، ان هناك فئات شعبية سيكون لها حاصل انتخابي ويكون لها نواب في المجلس النيابي من خارج لائحتنا. النقاش هو في العدد، كذلك في بيروت وفي غير بيروت، هدف هذه اللائحة اذاً هو ان تحقق لهذه الفئات الشعبية، هذا التمثيل المرتجى وليس الهدف اي شيء اخر، لذلك لا تخوض هذه اللائحة " لائحة وحدة بيروت" لا تخوض الانتخابات النيابية، من اجل مصادرة قرار بيروت كما تدعي لائحة المستقبل، وهي تتهم هذه اللائحة بالتحديد، لان تقييمهم هو ان هذه اللائحة تشكل قوة انتخابية معينة.
انا لا اريد ان اعود الى ادبياتهم الغير مناسبة، على كل هم يعتبرون ان كل اللوائح الاخرى هي لمصادرة قرار بيروت، بشكل مباشر او غير مباشر، هذا غير صحيح، الهدف ليس مصادرة قرار بيروت انما الهدف هو أن هناك أناس من أهل بيروت أب عن جد، أناس ينتخبون في بيروت، هم على لوائح النفوس في بيروت، حقهم الطبيعي ان يكون لهم نواب يمثلونهم في المجلس النيابي، ونقطة على اول السطر. هذا هو حجم الموضوع، اضافة الى ان هؤلاء الذين ينتخبون لائحة وحدة بيروت او ينتخبون غيرها من اللوائح هم أهل بيروت، هم ليسوا كأنهم يقيمون احتفالا في بيروت ويأتون بالناس من باقي المحافظات. الذين سينتخبون مسجلون على لوائح الشطب.
ثانيا، يجب التنبيه في دائرة بيروت وفي كل الحملات الانتخابية ان بيروت تختلف عن كل الدوائر الاخرى، في دائرتيها، انها عاصمة لبنان، عاصمة لبنان يجب ان لا تفقد هذه الميزة، وبيروت التي هي عاصمة لبنان يعني هي تحتضن كل اللبنانيين وتختصر بتركيبتها الشعبية والديموغرافية كل اللبنانيين، فيها المسلمون من كل المذاهب الاسلامية وفيها المسيحيون من كل المذاهب المسيحية، ويجب ان تكون مدينة بيروت خلاصة لبنان، وعنوان لبنان ورمز لبنان والتعبير الصادق والصحيح والكامل عن التتكوين اللبناني وعن التركيب اللبناني.
هذه الخصوصية وهذه الميزة لبيروت تعني انه لا يجوز لاي تيار او حزب او حركة او جماعة او جمعية او زعامة ان تختصر بيروت بلونها الخاص, يجب ان يبقى لون بيروت لون لبنان ولون الشعب اللبناني، ومن المنطقي ان يشعر الجميع في بيروت من كل المذاهب ومن كل الطوائف ومن كل التيارات والخطوط السياسية انهم امام فرصة حقيقية ليتمثلوا، وهذا من ايجابيات القانون النسبي.
ثالثا، من العناوين المطروحة بقوة ونحن نوافق على طرح هذا العنوان ونريد ان نناقشه باختصار، ممكن ان يخرج من يقول ان السيد "رايقة معه زيادة عن اللزوم"، الان سنتكلم، هوية بيروت، الحفاظ على هوية بيروت، نعم، هناك معركة حول هوية بيروت. البعض تجاوز مرحلة ماذا قدم لبيروت خلال سنوات طويلة من تمثيلها، يعني تيار المستقبل بالتحديد، تمثيلها النيابي ووجوده في الحكومة وفي رئاسة الحكومة، تجربة طويلة لبيروت مع هذا الفريق السياسي، تجاوز كل ذلك ليذهب الى عنوان مختلف الى عنوان لشد العصب،ماذا اصبح عنوان المعركة في بيروت؟ اصبح الهوية العربية، الانتماء العربي، العروبة، المشروع العربي، في مواجهة من؟ المشروع الفارسي. الان كل الموجودين في لائحة بيروت ومن يؤيدها من اهل بيروت اصبحوا من اهل واتباع المشروع الفارسي، وهذه التهمة تلحق ايضا بقية اللوائح غير لائحة المستقبل.
حسنا دعونا نأتي قليلا الى هذا الموضوع، ما هو المقصود بالهوية العربية؟ لا بأس "قالها مع قهقهة وابتسامة" ممكن ان يقول احد "السيد رايقة معه"؟ ما هو المقصود بالهوية العربية، قد يكون المقصود كما يقول بعض المفكرين انه موضوع الهوية العربية هي اللغة العربية وان العرب والعربية ليست عرقا، ليست قومية شبيهة بالقوميات الاخرى، انه والله يوجد العرق العربي، مثلا الاكراد عرق، الفرس، الترك، مثلا، يقول هؤلاء ان العربية او العرب هم من يتكلم باللغة العربية، وانا سمعت قبل أيام في محاضرة لاحد العلماء في منطقة الخليج، تعرفون انه الان القيامة قائمة على موضوع العرب والعروبة، يقول وينسب حديثا الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وطبعا انا لم يتح لي فرصة التفتيش في المجاميع الحديثة ان كان هذا الحديث موجوداً او ليس موجوداً، لكن سمعته يقول، ينقل هذا الحديث ويقول: "العربية اللسان"، يعني هي ليست الدم وليست العرق، العربية اللسان، فمن تكلم بها فهو عربي، واذا كان هذا الرأي صحيح وهو المعتمد مثلا فهذا يعني ان العربية والعروبة عنوان واسع، عنوان انساني عنوان حضاري لا يمكن ان تحصره في عرق او دم او نسب. الان لا نريد ان نطيل في هذا البحث، لان الاميركيين قادمون الينا، نريد ان نتكلم قليلا فيهم. اذا افترضنا ان العربية والهوية العربية هي اللغة العربية، فانا اقترح على هيئة الاشراف على الانتخابات، نحن نمزح الان، نناكد، ان تشكل لجنة متخصصة في اللغة العربية وان تقيم الامتحانات وتأتي باللوائح، لائحة المستقبل ولائحة وحدة بيروت وبقية اللوائح، وان تقيم لهم امتحاناً لنرى من هو عربي اكثر من الآخر. وان كانوا يريدون ان يأتوا بقيادات الاحزاب والتيارات، ايضا نحن جاهزون لاي امتحان باللغة العربية، لنرى من هو عربي ومن هو غير عربي، هذا اذا كانت العربية والهوية العربية هي اللغة؟
ثانياً، اذا كانت العربية والهوية العربية والانتماء العربي، أنساب، فأيضاً على سبيل المزاح، انا اقترح على هيئات الاشراف ان تشكل لجنة وتأتي قيادة هذه الاحزاب والقوى السياسية او اللوائح، ان نأتي بأنسابنا، لنرى من هو عربي "اوح" ومن هو عربي أصيل ومن هو عربي أكثر بحسب موازينهم.
لكن وهو الاهم، الآن الجد وليس المزاح، اذا كانت الهوية العربية والانتماء العربي والعروبة، فلنختصرها بكلمة اذا كانت العروبة تعني ان هناك اناس لديهم هذه الهوية وهذا الانتماء، فمن هم ؟ هم من يحملون القضايا العربية، قضايا الامة العربية، قضايا الشعوب العربية، هموم الشعوب العربية، امال وطموحات الشعوب العربية، في الحرية، في الاستقلال، في عدم التبعية للمستكبرين، في عدم الخضوع للمحتلين، في الكرامة، في العزة، في الشرف، في الشهامة، وكل هذه القيم تعني للعربي الكثير الكثير من موقعه وانتمائه الانساني: عدم الخضوع، عدم القبول بالذل، عدم القبول بالمهانة، "ياما خاض العرب حروب بين بعضهم بسبب اهانة كرامة شخصية".
للاسف اليوم دول تدمر ومقدسات تستباح ولا يتحرك ساكن في الكثير من العالم العربي. اذا كانت العروبة بهذا المعنى، انا لا أريد أن أحول الى هيئة الاشراف، أريد أن اسأل الناس والطرف الاخر وكل من يتناول هذا الموضوع: عن اي عروبة تريدون ان تدعونا اليها وان تكون هي هوية بيروت؟ هل العروبة هي في الخضوع الى الارادة الاستكبارية الاميركية والتبعية لها وتحقيق مشاريعها واطماعها وطموحاتها في العالمين العربي والاسلامي؟ وخوص معاركها بالوكالة والنيابة؟ هل العروبة هي التخلي عن الشعب الفلسطيني وعن فلسطين وعن المقدسات وعن هذا الشعب الذي يعاني منذ عشرات السنين قتلا واعتقالات وحصارا وتجويعا وفقرا وتهجيرا وتشتيتا وظلما وقهرا، واستلابا لخيراته وارضه وممتلكانه ومستقبله ومقدساته التي هي مقدسات الامة؟ هل العروبة ان يسكت هذا العالم العربي وهذه الدول العربية وهذه القوى العربية التي تتدعي انها عربية عما يجري في كل يوم جمعة الان في غزة، عشرات الشهداء، الاف الجرحى، شعب يواجه بصدره الاعزل، بيده العزلاء وبصدره العاري؟ هذه هي العروبة؟! هل العروبة هي الموافقة على صفقة القرن التي تصفي القضية الفلسطينية والتسويق لصفقة القرن؟ هل العروبة في السكوت عن اعتراف الادارة الاميركية بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل؟ هل العروبة في الاعتراف، الان كنا على طول في السنوات الماضية نسمع بعض القادة العرب يقولون كلا، فلسطين حق للشعب الفلسطيني، لكن يا اخي ماذا نقدر ان نفعل؟ هذه اسرائيل امر واقع ودولة قوية ومدعومة من دول العالم ولا نستطيع ان نفعل شيئا، فالواقعية والبراغماتية تقتضي أن نقبل بدولة إسرائيلية، لكن تطور الموقف اليوم مع ولي العهد السعودي إلى حد الاعتراف بأن لآباء وأجداد هؤلاء الصهاينة المحتلين حق في أرض فلسطين، ولهؤلاء الغزاة لهذه العصابات الإرهابية حق في أن تقيم في أرض فلسطين دولة، هل هذه هي العروبة التي تدعوننا إليها؟ هل العروبة في تقديم الانتماء العربي والهوية العربية في تقديم مئات المليارات من الدولارات التي هي ملك العرب والمسلمين لأمريكا وفرنسا وبريطانيا والآن إسبانيا ولا اعرف من أيضاً؟ لكن دعونا بأمريكا، من أجل إنعاش اقتصادها وتأمين فرص العمل لملايين من أفرادها، بينما في العالم العربي وليس فقط في السعودية ظواهر عشرات الملايين من الشباب العاطل عن العمل، بطالة، فقر، عوز، لجوء، هجرة، نزوح، جوع، مجاعة، الأمراض التي تجتاح الملايين في أكثر من بلد عربي، النسبة المرتفعة من الأمية في العالم العربي، الحرمان والأزمات المعيشية الخانقة. هذه الأموال تنفق في أمريكا من أجل استدراج رضا السيد الأمريكي ولا تنفق على الشعوب العربية هل هذه العروبة؟
هل العروبة أسوأ من ذلك، "في تنظيف الدين الإسلامي" وإيجاد نسخة معينة وبصراحة نسخة مظلمة عن الإسلام وتوظيفها وتشغيلها وإنفاق مليارات الدولارات فيها في مواجهة الاتحاد السوفياتي، فقط لأن أمريكا والغرب طلبوا ذلك كما اعترف ولي العهد السعودي قبل أيام في أمريكا؟ هل العروبة في شن حرب مدمرة على اليمن وشعب اليمن مضى لها ثلاث سنوات ؟
إذا كانت السعودية هي الأخ الأكبر والقائد في العالم العربي وهي خادم الحرمين الشريفين حتى لو أخطأوا معه، هم لم يخطئوا، الأخ الأكبر والوالد الأكبر يبقى يحضن أولاده ويتحاور معهم ويعالج مساءلهم، يضربوا على يدهم، لا يقطع رأسهم، لا يسحقهم في كل يوم في المجازر الرهيبة. هل هذه هي العروبة؟
هل العروبة في تدمير العراق وتدمير سورية وتدمير لبنان، البعض في بيروت قبل أيام قال لأهل بيروت لا تنتخبوا من دمر العراق وسورية أنا أؤيده واقول له نعم، لا تنتخبوا يا أهل بيروت من دمر العراق وسورية.
من دمر العراق، العراق كان فيه حكومة ومجلس نيابي ووضع مستقر.. الخ.
في السنوات الأخيرة، من الذي دعم وموّل ودفع داعش لتفعل ما فعلت في العراق وقبل ذلك من 2003 من الذي أرسل ألاف الانتحاريين إلى العراق، لو أرسلهم إلى فلسطين لزالت إسرائيل من الوجود، 4000 انتحاري، هل تبقى إسرائيل؟ لا تبقى. من الذي جاء بعشرات آلاف المقاتلين من كل أنحاء العالم، جاء بهم ودعمهم مالياً وتسليحياً إلى سورية لتدميرها، هل هذه هي العروبة؟
هل العروبة في تحريض إسرائيل على شن حرب تموز 2006؟ هل العروبة في تحريض إسرائيل على مسح قطاع غزة، وهذا سمعتموه على الشاشات يا جماعة حتى في الحرب الأخيرة على غزة.
هل العروبة؟ وهل العروبة؟؟؟ اكتفي بهذا المقدار، لأقول ليست هذه عروبة بيروت. بيروت عاصمة لبنان، بيروت تاريخها، ماذا كان تاريخ أهلها بكل طوائفهم مسلمين ومسيحيين شيعة وسنة ودروز كلهم، بيروت هذه كانت تحمل القضايا العربية والهموم العربية في صحفها، في مقالاتها، في ندواتها، في مؤتمراتها، في مسارحها، في أغانيها، في أناشيدها، في أشعارها، في أدبها.
بيروت هذه لطالما كانت تتظاهر من أجل القضايا العربية، من فلسطين وغير فلسطين عندما كان يتعرض أي بلد عربي للغزو كان أهل بيروت، أهل بيروت يتظاهرون ويعبرون عن تضامنهم.
لم تكن بيروت وأهل بيروت في يوم من الأيام فيما مضى تنأى بنفسها عن القضايا العربية والهموم العربية أبدا، هذا أمر جديد من سنوات، بيروت عنوانها الحقيقي هو هذه العروبة، عنوانها الحقيقي احتضان القضية الفلسطينية منذ الأيام الأولى للصراع والمشروع الصهيوني وعنوان بيروت هو عنوان المقاومة التي قاتلت الإحتلال عام 1982 والرصاصات الأولى للمقاومة اللبنانية انطلقت في شوارع بيروت وأهل بيروت ومقاومو بيروت بالرصاص بالسلاح بالقنابل فرضوا على جنود الإحتلال أن يخرجوا من مدينة بيروت سريعا وهم مذلولين مهزومين، والشعار معروف يتذكره الناس في ذاك الوقت بمكبرات الصوت كانوا يقولون لا تطلقوا النار يا شباب أو يا أهل بيروت، الإسرائيليون كانوا يقولون لا تطلقوا علينا النار نحن ننسحب.
إسرائيل التي احتلت العاصمة العربية، عاصمة لبنان، خرجت تحت النار، لا بمفاوضات ولا بشروط مذلة ولا بمكاسب ولا باعتراف ولا بأي شيئ. هوية بيروت الحقيقية هي هذه الهوية العربية، هذه الهوية المقاومة.
نعم تعالوا لنتنافس على من يحفظ هوية بيروت، أنا لا أدعي أن لائحة وحدة بيروت فقط هي التي تحفظ هذه الهوية. في اللوائح الأخرى أيضا حتى نحترم المنافسين الآخرين ولكن بالتأكيد نوع العروبة الذي تحدثت عنه بداية هو غريب وأجنبي عن عروبة بيروت.
ثالثا، أيضا في بيروت من أولى الواجبات هو الحفاظ على النسيج الاجتماعي المتنوع لبيروت، بين أهل بيروت هناك علاقات اجتماعية واقتصادية وتجارية وجيرة وأحياء مختلطة وعشرات الألاف من الزيجات المختلطة، أيضا هذا الأمر من أوجب الواجبات الحفاظ عليه. لا يجوز لأحد من أجل مكسب سياسي أو مكسب انتخابي أن يذهب إلى خطاب مذهبي أو خطاب طائفي أو تحريض طائفي ومذهبي، من أهم المناطق التي يجب الحفاظ على نسيجها الاجتماعي هي مدينة بيروت.
رابعا فالتكن المنافسة في بيروت على خدمة العاصمة وعلى خدمة أهلها ومن يريد أن يجهد لتحقيق مطالبهم واحتياجاتهم.
المرشحون يتحدثون عن برامجهم الانتخابية ووعودهم الانتخابية وعادة أنا لا ادخل إلى تفصيل كل دائرة، هناك هموم كثيرة وقضايا في بيروت وأهل بيروت يعرفونها والمرشحون على اللوائح يعرفونها والقوى السياسية تعرفها، لكن أود أن أذكر مثل وحيد كلنا نعاني منه وأنا أعرف أن كل أهالي بيروت يعانون منه، مثلا هو مشكلة السكن قبل الحديث بالمشروع العربي والمشروع الفارسي، الآن جزء كبير من أهل بيروت يسكنون خارجها لأنه ليس لديهم إمكانية لشراء أو إستئجار شقة في بيروت نتيجة جشع التجار ونتيجة اعتبارات مالية واقتصادية وحسابات أخرى.
اليوم، يمكن أن يأتي يوم الأغلبية الساحقة من أهل بيروت لا يستطيعون، جيل الأبناء وجيل الأحفاد، قد لا يجدون فرصة للبقاء في بيروت، يبقون فقط على لوائح الشطب، هذه من أهم قضايا بيروت التي يجب أن يفكر في البحث عن حلول لها.
انتقل إلى دائرة بعبدا، دائرة بعبدا عنوانها لائحة الوفاق الوطني، بالتأكيد نحن في لبنان كنا سابقا ومازلنا وسنبقى، هذا اللبناني يحتاج إلى الوفاق الوطني، إلى حقيقة الوفاق الوطني، إلى معناه، إلى ثقافته، إلى إرادته، وهذا إنما يتحقق ليس بتقاطع المصالح فقط ، وإنما أيضا بالتواصل الدائم، التلاقي الدائم بين مختلف مكونات الشعب اللبناني، عدم القطيعة بين بعضنا البعض، الحوار الدائم، التركيز على المشتركات، التفهم لبعضنا البعض، التفاهم، احترام الآخر والأعتراف به وبوجوده وبخصوصياته الثقافية والدينية وبحقوقه الطبيعية أيضا على المستوى السياسي هذه كلها عناصر للوفاق الوطني، الوفاق الوطني ليس مجرد شعار.
هناك أناس حتى اسم الضاحية الجنوبية لا يتحملونه، لا، عليكم أن تقبلوه، بالنهاية أسماء الأماكن يصنعها أهلها وتصنعها الأحداث ويصنعها التاريخ وتغطى من خلال مفاصل تاريخية معينة. الضاحية الجنوبية طبعا نحن مع اسم ساحل المتن الجنوبي والتحية لأهل ساحل المتن الجنوبي ولاسم ساحل المتن الجنوبي لكن هذا لا يعني التغافل أو الإساءة او استنكار اسم الضاحية الجنوبية الذي أصبح اليوم ليس فقط في لبنان بل في كل العالم العربي والإسلامي بل في كل العالم أصبح اسم الضاحية الجنوبية معادلاً وموازياً لكل ما هو مقاومة وشرف وكرامة وعزة وإباء وصمود ورفض للمذلة والذل.
ولذلك هذا الاسم عليكم أن تتحملوه وتتقبلوه، وعليكم احترامه أيضا. هذه كلها أساسيات لتثبيت العيش الواحد أو العيش المشترك ليس مجرد شعارات. اليوم 13 نيسان، الذكرى المؤلمة للحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975، الحرب الأهلية اللبنانية التي انطلقت من حافلة عين الرمانة التابعة لقضاء بعبدا.
يجب دائما أن ينطلق الوفاق الوطني والإصرار على الوحدة الوطنية والإصرا ر على التلاقي، طبعا يجب الإضاءة على تلك التجربة، على الحرب الأهلية ليس من أجل نبش القبور ولا إثارة الحساسيات ولا نريد أن نحاكم أحداً ولكن للتنبيه على أن االحرب الأهلية اللبنانية أياً تكن خلفياتها وأهدافها ونتائجها كانت مدمرة، وكانت مؤلمة، وكانت محزنة، وتركت جراح وجروحا بليغة في الجسد اللبناني مازالت موجودة حتى الآن.
وهذا وحده كاف لأن يدفع اللبنانيين دائما عندما تأتي هذه الذكرى ليتمسكوا أكثر بالسلم الأهلي، بالعيش الواحد، بالعيش المشترك، ولأن يعالجوا خلافاتهم السيايسة وحساسيتهم الحزبية بعيدا عن منطق الشارع أو القتال أو الصدام او المواجهة أو ما يؤدي بلبنان إلى الحرب الأهلية.
في تلك الأيام الكل يعود ويتذكر الصديق والعدو، فقط أود التذكير بالاستراتيجية الأمريكية في ذلك الوقت التي كانت تفكر جديا وطرحت جديا إرسال البواخر والسفن إلى موانىء لبنان لنقل المسيحيين اللبنانيين إلى أوروبا واعتماد لبنان وطناً بديلاً لحل القضية الفلسطينية. هؤلاء الأمريكان الذين يعتبرهم البعض صديقا وهم من أيام زمان كانوا متواطئين ومتآمرين على المسيحيين كما على المسلمين.
اليوم نحن بحاجة إلى هذا الوفاق، نحن في عام 2006 وعلى مقربة من شارع عين الرمانة وفي كنيسة مار مخايل التقيت أنا وفخامة الرئيس العماد ميشال عون عندما كان زعيما للتيار الوطني الحر في ذلك الوقت وفي حضور قيادتي الحزب والتيار، وأبرمنا تفاهماً ووقعنا تفاهماً، وهذا التفاهم بني عليه وقدم انجازات كبيرة في حرب تموز، في طاولة الحوار، في حرب تموز وما بعد حرب تموز في مواجهة الاستحقاقات السياسية، في مؤتمر الدوحة، وفي انتخابات 2009 وصولا إلى استحقاق الانتخابات الرئاسية التي أدت إلى وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية.
لكن الأهم من كل الانجازات السياسية كان هذا التلاقي والتواصل الشعبي والاجتماعي. الأهم هو الاحتضان الذي حصل في حرب تموز وبعد حرب تموز بين الناس فيما بينها، الأهم هو ما يسميه فخامة الرئيس ميشال عون السلام الداخلي، السلام النفسي، وهذا ما يجب ان نحافظ عليه، هذه الامانة اغلى من كل الخصومات السياسية.
ايها الاخوة والاخوات ايضاً بني على هذا التحالف هو الذي كان مواداً صلبة، من المعروف ان الكيمياء الفيزياء في بعض الاماكن ليست على ما يرام، يوجد خلافات سياسية حتى في فريقنا السياسي، لذلك كانت هذه المواد تشكل قاعدة لما يسموّنه في الصحافة اللبنانية، حليف الحليف، ومع ذلك مشينا لسنوات بصيغة حليف وحليف الحليف، اليوم نحن احوج ما نكون كلبنانيين، هذه ليست حاجة حزب او تيار او حركة معينة او جماعة معينة، هذه حاجة لبنانية وطنية حقيقية، نحتاج الى هذا التلاقي، خصوصاً بين القوى السياسية التي تتفق استراتيجياً، لا يوجد خلاف استراتيجي بين حزب الله والتيار أو حركة امل والتيار الوطني الحر، بين الحزب الديمقراطي وبين كل القوى السياسية الاخرى التي تتواجد في هذا الفريق الواسع الذي اسمه اكبر من 8 اذار. بعد الانتخابات، هذه الخصومة السياسية بين حركة امل والتيار الوطني وتيار المردة والتيار الوطني الحر يجب ان نسعى جميعاً لنجد حلاً لها.
المصلحة الوطنية والمصلحة الاستراتيجية تقضي ان تتفاهم الناس مع بعضها وتتواصل مع بعضها، وانا اقول لكم بصراحة لكل القوى السياسية، هناك قوى سياسية حقيقية وازنة في لبنان ليس من المنطقي ان يفكر احد بتجاهلها او الغفلة عنها. نحن عندما نفكر حتى بالحوار والتلاقي مع الخصوم السياسيين مع من نختلف معهم في القضايا الاستراتيجية ولكن قد نتفق معهم في قضايا مرحلية من أجل مصلحة البلد فكيف بالمتفقين في القضايا الاستراتيجية؟.
من هذه التحربة في بعبدا، ومن هذه التجربة في التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، أيضاً يجب ان نفهم وتفهم القيادات والقواعد لدى حزب الله والتيار الوطني الحر ولدى بقية القوى السياسية، عندما تتفاهم ونتخالف، ان التفاهم والتحالف لا يعني على الاطلاق اننا اصبحنا في حزب واحد، ابداً. وهذا يجب ان يكون مفهوماُ، لم نصبح حزباً واحداً لكي نتفق بجميع الامور ونأخذ قراراً موحداً بكل شيئ. التحالف والتفاهم لا يعني هذا. بين حزب الله والتيار الوطني الحر هناك تفاهم على القضايا الاستراتيجية ويوجد تفاهم على مبادئ اساسية تعني الوضع اللبناني، ولكن يوجد العديد من القضايا السياسية يمكن ان نتفق ومن الممكن ان نختلف، من الممكن في الانتخابات ان نتفق ومن الممكن ان نختلف. اليوم مثلاً الاتفاق الانتخابي في بعبدا وفي بيروت الدائرة الثانية هو في الحقيقة، في عمقه، حرص على التوافق السياسي اكثر مما هو اتفاق انتخابي. من الممكن في بعض الماكينات الانتخابية واذا كنتم تتابعون الوسائل الاعلامية انهم يقولوا ان مصلحة التيار ومصلحة الحركة وحزب الله في بعبدا كان ان يشكل كل طرف لائحة منفردة لكن نحن كنا مصرين في بعبدا انه يجب ان نكون سوياً بمعزل عن المصالح الانتخابية، من أجل تثبيت المصلحة السياسية لاننا افترقنا لحسابات انتخابية في دوائر اخرى، الذي يجب ان نتعلمه لانه دائماً في التجربة عندما نختلف بموقف، سريعاً تقول الوسائل الاعلامية وبعض النخب وبعض السياسيين يقولون ما هو مصير التفاهم؟ هذا التفاهم صمد 12 سنة، مع العلم انه في لبنان عادة التفاهمات والاتفاقات تنهار بسرعة وتتبدل بسرعة، دليل ثبات هذا التفاهم على مستوى قيادتي الحزب والتيار الوطني الحر هو بقاؤه راسخاً رغم الاختلافات في العديد من الملفات السياسية ورغم الاختلاف الانتخابي ، وهذا ما يجب ان نتثقف عليه وان نتعود عليه لبنانياً، ان التحالف لا يعني التحول الى حزب واحد، وعندما نختلف لا يعني ان يطير التحالف او يطير التفاهم بل يجب ان نبقى حريصين.
النقطة الاساسية التي اريد ان أركز عليها انطلاقاً من بعبداً قبل ان انتقل الى الوضع في المنطقة ايضاً في كلمتين هو ما يلي : اليوم احرص ما يجب ان نحرص عليه هو الى جانب التعاون بين كل القوى السياسية ، اليوم الكل يتكلم عن محاربة الفساد وهذا امر عظيم وهناك الكثر من المشتركات في البرامج الانتخابية بالموضوع المالي والموضوع لااقتصادي والاصلاح الاداري و فرص العمل وبناء الدولة واستقلالية القضاء.... هذا يحتاج تعاون قوى سياسية وتعاون كتل لتحقيقه، ولذلك بعد الانتخابات نحن معنيين في هذا، لكن الاهم الذي أريد ان اشدد عليه في ذكرى 13 نيسان ومن خصوصية انني اتكلم من بعبدا هو ان يكون لدى اللبنانيين حرص شديد على عدم الاستماع الى احد او اي خيار او اي لغة او اي مشروع يريد ان ياخذ لبنان الى حرب اهلية، لا احد يقول يا سيد انت تقوم بتهبيط حيطان ، هذا الموضوع قائم وموجود ، هذا كان مطروح على الطاولة في 2006 ومطروح في العديد من المناسبات، واريد ان اذكركم في آخر مناسبة لكي لا اطيل واتكلم تاريخ ، اخرها من اشهر فيما اسميه المحاولة السبهانية نسبة للسبهان، انا اقول لكم واللينانييون يعلمون ان ما كان يحضره السبهان للبنان وكان جزء منه احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية في الرياض، ما كان يحضر له في لبنان هو حرب اهلية والبعض كان جاهز ان يذهب في هذا الخيار وهذا الامر يحتاج الى تنبه.
الحرب الاهلية خيار خاسر للبلد بمعزل عن موازين القوى العسكرية ، من اكبر الجرائم ان يذهب احد في لبنان الى حرب اهلية. في السابق عندما بدأت الاحداث في سوريا وانقسمنا كلبنانيين، يوجد العديد من الناس كان لهم مصلحة ان تصل الحرب الى لبنان وأن يتواجه اللبنانيون فيما بينهم.
بطبيعة الحال كنا ومازلنا واريد ان اوصف الواقع، القوة العسكرية الاهم، كان من الممكن ان يصفي حساباته ويقول يوجد معركة محاور في المنطقة، في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي البحرين وفي افغانستان فليكن جزء من معركة المحاور لبنان، لكن لم نفعل ذلك، بل عندما خطبت يومها واعلنت ذهابنا الى سوريا قلت جملة في بعض الناس توقف عندها سلباً ويوجد بعض الناس توقف عندها ايجاباً عندما قلت: يا اخي نحن اللبنانيين بعضنا يؤيد هذا الاتجاه والبعض يؤيد الاتجاه الاخر اذا كنا نريد ان نكون شركاء في هذه المعركة فلنذهب الى سوريا ولنتقاتل هناك. ما هي خلفية هذا الكلام؟ خلفية هذا الكلام اننا لا نريد حرباً اهلية في لبنان، نريد سلماً اهلياً في لبنان، وهكذا نعزل لبنان عن حروب المنطقة، وهذه الطريقة الصحيحة لعزل لبنان عن حروب المنطقة، لكن هناك من كان يصر على الدفع بلبنان الى هذا الاتجاه ، الذين جاؤوا بالجماعات المسلحة الى السلسلة الشرقية ودعموها في الحدود من منطقة القصير الهرمل وكانوا يدفعون الى حرب اهلية في لبنان ، السيارات المفخخة التي كانت تنفجر في الضاحية الجنوبية وفي بئر حسن وفي بيروت والهرمل وفي النبي عثمان، هؤلاء كانوا يدفعون باتجاه حرب اهلية، اعترافاتهم وتحقيقاتهم وبيناتهم تؤكد ذلك، وكانوا يستدرجون ردود فعل، ولذلك انا اذكر اول سيارة انتحارية انفجرت في الضاحية الجنوبية الكثير من اللبنانيين وضعوا ايديهم على قلوبهم، ويفكرون ان اهل الضاحية سيبعثون بسيارة مفخخة للانتقام. هناك من كان يستدرج حرباً اهلية لبنانية - لبنانية في العمليات الانتحارية، وهناك من كان يستدرج قتال لبناني فلسطيني من خلال العمليات الانتحارية، الم يكن يستطيع ان يرسل عراقي او يمني او سعودي لتنفيذ عمليات انتحارية، لماذا الاصرار على ارسال فلسطينيين لتنفيذ عمليات انتحارية في الضاحية الجنوبية؟
اذا نحن اللبنانيين لا نريد حرباً اهلية لكن في الخارج من خططوا لتدمير العراق وتدمير سوريا، ومن يخطط ولا يزال يخطط لتدمير اليمن ما زالو يخططون لحرب اهلية في لبنان وهذا يحتاج الى موقف صلب وحاسم وقاطع. تلاقينا وتحالفنا والوعي هو الذي يحول دون ذلك ، وعي اهل الضاحية الجنوبية، الضاحية الجنوبية بعد ملحمة حرب تموز 2006 كان لديها ملحمة ثانية واسطورة ثانية في الصبر والتحمل والوعي وكظم الغيظ في فهم الاولويات، في العقل الاستراتيجي، في الانضباط، في الالتزام الديني والاخلاقي والسياسي والانساني والوطني،عندما رفعوا شهدائهم وجرحاهم ورمموا منازلهم وقالوا الانتقام ليس في لبنان وانما في مكان اخر والمعركة في مكان اخر، هذا ما نحتاج اليه وهذا ما يجب ان يتعزز، وتحالفنا في بعبدا يعزز هذا المعنى ان شاء الله .
اسمحو لي ان نتكلم عن مستجدات المنطقة ونختم.
اليوم، المنطقة تعيش وضعا قلقا، وذلك لان كثير من القيادات والحكومات والمحللين والنخب والناس عموماً في البيوت والعاديين الذي من الممكن احياناً لا يهتمون كثيراً بالقضايا السياسية، كلهم اليوم يتابعون ويقولون الى اين وماذا سيحدث؟ نتيجة بعض الاحداث التي حصلت في سوريا.
في الاسبوع الماضي حصل حدثان مهمان ولا زال الوضع قائم.
الحدث الاول : العدوان الاسرائيلي السافر والواضح على قاعدة التيفور في ريف حمص والذي استهدف قوات ايرانية موجودة هناك من حرس الثورة الايرانية وادى هذا القصف بعدد كبير من الصواريخ، أدى الى استشهاد 7 من ضباط الحرس وجنوده وجرح اخرين ، هذا كان حدثاً جديداً وكبيراً ومهماً.
هذا الموضوع كان يوجد تعمد اسرائيلي بالقتل وليس له سابقة، بالسابق قصفتنا اسرائيل في القنيطرة وفي الصدفة اعتبروا انه كان معنا احد الضباط . في القنيطرة، صعد الاسرائيلي ليقول انه لم يكن لدينا علم ونحنا كنا نعتقد ان كل الناس كانوا من حزب الله ، هذا امر ليس له سابقة منذ سبع سنوات، ان تقوم اسرائيل وبشكل واضح باستهداف قوات الحرس الثوري الاسلامي الموجودين في سوريا مما يؤدي الى استشهاد عدد وجرح اخرين، طبعاً المسؤولون الايرانييون هم الذين سيقررون ماذا سيفعلون، وهم سيقولون ماذا سيفعلون، وانا الان لست في مكان من يريد ان يتحدث عنهم او ينطق باسمهم ولكن كحزب الله الموجود في المنطقة ومعني بما يجري في المنطقة اريد ان اقول للاسرائيليين ما يلي:
اريد ان اقول لهم عليكم ان تعرفو انكم بهذا القصف الفاضح، للاسف انظروا الى اي حد هم دجالين، وزير الحرب الاسرائيلي ليبرمان يقول ان لا اعلم من الذي قصف التيفور ولبنان يعلم، واميركا اعلنت أن إسرائيل هي التي قصفت، وروسيا أعلنت أن إسرائيل هي التي قصفت، ووزير الحرب لا يعلم من الذي قصف.
أريد أن أقول للإسرائيليين عليهم أن يعرفوا - الآن هذه كتبتها ومختارها بدقة وسأقرؤها - عليهم أن يعرفوا أنهم ارتكبوا خطأً تاريخياً، ليس خطأ عادياً، وأقدموا على حماقة كبرى وأنهم أدخلوا أنفسهم في قتال مباشر مع إيران، مع الجمهورية الإسلامية في إيران - بهذا الإعتداء - وإيران أيها الصهاينة ليست دولة صغيرة وليست دولة ضعيفة وليست دولة جبانة، وأنتم تعرفون ذلك.
أريد أن أقول تعليقاً على هذه الحادثة، أنها حادثة مفصلية في وضع المنطقة، ما قبلها شيء وما بعدها شيء آخر، هذه حادثة لا يمكن العبور عنها ببساطة كما يحصل مع كثير من الأحداث هنا، هي مفصل تاريخي، وعندما أقدم الإسرائيليون على ارتكاب هذه الحماقة كان لديهم تقدير، وأنا أقول لهم تقديركم خاطئ، وللأمام أيضاً طالما أنكم فتحتم مساراً جديداً في المواجهة لا تخطئوا التقدير، في المسار الجديد الذي بدأتموه والذي فتحتموه لا تخطئوا التقدير وأنتم وجهاً لوجه ومباشرة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، نقطة على أول السطر. أكتفي بهذا المقدار.
يجب - شكراً يا إخوان - طبعاً يجب أن نجسل هنا للإيرانيين شهادة أيضاً كتبوها بالدم، الشهادة هي التالية، الإسرائيلي يقول أنا لا أتحمل وجود إيراني في سوريا لأنه يضيق علي الخناق، لأنه يشكل علي تهديد استراتيجي ووجودي، لأنه لأنه... عدد قليل، طبعاً لا يوجد أعداد كبيرة من الإيرانيين في سوريا، عدد معين من الإيرانيين في سوريا تنظر إليهم إسرائيل بهذه النظرة، أما عشرات الآلاف من الجماعات المسلحة في القنيطرة وفي درعا وعلى الحدود مع الجولان السوري المحتل، عشرات الآلاف من جبهة النصرة ومن داعش ومن بقية مسميات الجماعات الإسلامية والتي تملك أشكال وأنواع مختلفة من السلاح، صواريخ وكاتيوشا وضد الدروع وأسلحة نوعية، كل هؤلاء لا يشغلوا بال إسرائيل، بالها لا يشغلوه، ليس خطر إستراتيجي، لا تنظر إليهم كخطر، لا يشغلون بالها، بل تتعاون معهم وتدعمهم وتعالج جرحاهم وتقدم لهم المعلومات وتساندهم في القتال. حسناً، هؤلاء الذين تسموهم الثورة السورية هؤلاء الكذا والكذا تنظر إليهم إسرائيل كحلفاء، كأصدقاء، مع أنهم عشرات الآلاف، وتنظر إلى عدد قليل من حرس الثورة الإسلامية في إيران مع إمكانيات متواضعة موجودة في سوريا على أنه تهديد استراتيجي، هذه شهادة للإيرانيين، وعلى حقيقة العداء، من هو العدو ومن هو الصديق، من هو الذي يدافع عن قضية فلسطين ويواجه هذا الكيان وهذا المشروع الصهيوني ومن هو الحليف الذي يتعاون فوق الطاولة وتحت الطاولة مع هذا الكيان ومع هذا المشروع الصهيوني.
الحادثة الثانية، تهديدات ترامب، حسناً، ترامب خرج يقول عندما عملت مسرحية بدوما، تعرفون كلكم، كنتم متابعين أن الغوطة تقريباً انتهت، بقية دوما كان هناك مفاوضات لإنهائها، بعد قليل عملت مسرحية الكيماوي، كلنا ندين استخدام الكمياوي في أي معركة ونعتبره جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية ومن المعاصي الكبرى، لا يوجد نقاش، لكن أنا أحب أن أؤكد لكم، وخصوصاً لجمهورنا، لأنه نحن جزء من المعركة، لأقل لكم أن ما جرى في دوما مسرحية، لا يوجد كيماوي ولا شيء، هذه معلوماتنا، هذا الشيء نحن متأكدين منه، وأصلاً لا يوجد منطق لاستخدام الكيماوي. يا أخي المحروق يستخدم الكيماوي، المنتصر لماذا يستخدم الكيماوي، الحكاية منتهية، والجماعة مستسلمين والنقاش كان على بعض التفاصيل، تعطونا المخطوفين، لا تعطونا المخطوفين، السلاح الثقيل تسلموه، لا تدمروه، على تفاصيل، الموضوع كان منته. إذاً لا يوجد منطق، لا يوجد عقل، لا يوجد دليل، لا يوجد أي شيء على الإطلاق أن يقول أحد يذهب ويعمل كيماوي في دوما، هناك مسرحية دوما وعملت. وقبل أسابيع كان يقال سوف يعملون مسرحية، ومع كل انتصار كبير في سوريا يعمل من هذه المسرحيات.
حسناً، بنى على هذه المسرحية ترامب وبدأ يعمل تغريداته، قبل أن يناقش البنتاغون، وزارة الدفاع، قبل أن يناقش المخابرات، قبل أن يناقش - الله أعلم - وتعرفون هذه مشكلة تويتر، عمل التغريدات وبدأ يهدد ويرعد ويزبد ويريد أن يقصف ويضرب ويدمر ويدفع أثماناً باهظة.
أولاً نحن أمام مشهد جديد من مشاهد الاستكبار الأميركي، الأميركي وحده عين حاله محققاً من دون تحقيق، يعني محقق لكن لا يحقق. ثانياً، مدعي عام. ثالثاً، قاضي يصدر الأحكام. ورابعاً، جلاد ينفذ الأحكام. يا أخي لم يأخذ وقت، لم يعط ترامب وقتاً لأحد ، لا لمنظمة مواجهة الأسلحة الكيميائية ولا لمجلس الأمن الدولي ولا لأحد يأتي ويحقق وينظر هل هناك عملية كيميائية أو لا يوجد، لا، فقط شاهد على التلفاز، بنى على الموضوع، إذا لم نقل أن هذا جزء من تواطؤ ومؤامرة وخطة، وأعلن وهدد وأرعد. هذا استكبار، هذا استعلاء، هذا استغباء لكل الرأي العام الدولي والعالمي، هذا واحد يريد أن يفرض نفسه جباراً على كل العالم ويخضع لخياراته، هذه أول نقطة.
النقطة الثانية، من حق الناس وشعوب المنطقة جميعاً أن يقلقوا، ليس فقط في هذه الحادثة، طالما هناك شخص اسمه ترامب موجود برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، أنا أقول لجميع الحكومات والدول والجيوش، الدول في العالم ليس فقط عندنا، والشعوب والناس كلها، لا، من حقكم أن تكونوا قلقين، لماذا؟ لأنه اليوم نحن في واشنطن، هناك أهم قوى عظمى في العالم تقودها إدارة ورئيس، أولاً الإدارة إدارة غير منسجمة، متنازعة، متخاصمة، تعيش حيرة استراتيجية، أحد إخواننا قبل يومين كنا نناقش، قال عبارة جميلة، قال الآن نحن نناقش ترامب ماذا سيفعل، الأميركان ماذا سيفعلون؟ يضربون، لا يضربوا، حدود الضربة، أهداف الضربة، إلى آخره، يمكن يكون الأميركان هم أنفسهم غير عارفين ماذا يفعلون، هم من الممكن أن يكونوا لا يعرفون ما يفعلون، هم عندهم حيرة استراتيجية في المنطقة، هناك إدارة محتارة، هناك إدارة يوم يستقيل وزير وثاني يوم يعزل وزير، وزير خارجية ومستشار أمن قومي ومستشار أمن داخلي ووزير عدل وو.. إدارة مرتبكة، إدارة متخاصمة، إدارة ليس لديها رؤية استراتيجية لأي شيء.
ولدينا رئيس - الإدارة لوحدها شيء والرئيس ترامب وحده قصة - ولدينا رئيس لا نستطيع أن نفهم "كوعه من بوعه"، هذا كيف يفكر؟ كيف يأخذ القرارات؟ أمام رئيس لديه بشخصيته مجموعة من المواصفات، أولاً رئيس انفعالي، "بيطلع خلقو"، يأخذ موقف وعلى تويتر، يعني لا يوجد داعي أن يعمل مجلس أمن قومي ومستشارين ويدرس ويخرج الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض ويصدر الموقف، لا، التويتر معه في جيبه، "بطلع تك تك تك.." أخذ موقف، صح أو لا؟ من يستطيع أن يضبط ترامب؟! ويأخذ مواقف انفعالية ومواقف غير محسوبة وغير مدروسة.
على أساس أنه ذاهب يعمل حرب مع كوريا شمالية، وأرسل المدمرات وأرسل حاملات الطائرات وكل العالم أصبح جالساً على فوهة بركان، بلحظة من اللحظات لم يعد هنالك شيء، والآن أصبحنا نريد أن نتفاوض مع كوريا الشمالية. يا أخي قبل جمعة، كان يخطب، لا الخارجية الأميركية لديها علم ولا وزارة الدفاع ولا أحد، قال نحن سنسحب قواتنا من سوريا قريباً وقريباً جداً وضاعوا الأميركان وضاعت المنطقة كلها، لأن انسحاب القوات الأميركية من سوريا له الكثير من المعاني والدلالات الاستراتيجية والسياسية والأمنية وضاع العالم كله، لم يكن أحد لديه علم إلا ترامب، هو ويخطب، لديك شخص انفعالي. يا أخي قبل جمعة يريد أن ينسحب من سوريا، بعد جمعة يريد أن يشن حرباً على سوريا، كيف يأخذ هذه القرارات؟! رئيس انفعالي.
ثانياً، رئيس تاجر، عقليته فلوس، أموال، تجارة، يأخذ فلوساً أو لا يأخذ، لذلك مثلاً أيام أوباما، حتى أيام جورج بوش، كنتم تسمعون في الخطابات بعض المصطلحات، الحرية، الديمقراطية، نقل الديمقراطية إلى العالم، السلام العالمي، السلام الدولي، عندما جاء ترامب منذ سنة وسنة الانتخابات، حملته الانتخابية، اقرأوا خطاباته، كلها ملايين ومليارات وشغل وعمل ووظائف ويجب أن يدفعوا وهؤلاء لم يدفعوا، وهؤلاء لديهم أموال كثيرة، كله أموال، في عندنا رئيس يحلم S وعليها خطين، ماذا نفعل بأنفسنا؟! أتكلم عن شعوب العالم ماذا ستفعل وليس نحن، نحن نعلم ماذا سنفعل بأنفسنا.
يوجد رئيس تاجر، قبل عدة أشهر عندما ذهب إلى السعودية وعاد ماذا تكلم في أميركا؟ تكلم عن السياسة؟ تكلم عن العلاقات في المنطقة؟ تكلم عن مستقبل المنطقة؟ لم يتكلم شيئاً من هذا، قال ذهبنا وجلبنا عدد من مليارات الدولارات وهذا يعني عشرات الالاف الوظائف والوظائف والوظائف.
قبل عدة أيام عندما إستقبل ولي العهد السعودي عنده في البيت الأبيض ـ والله انه تاجر عادي يستحي أن يفعلها ـ حمل هذه الأوراق وجمعها وبدأ بالقول له هذه 200 مليون دولار وهذه مليار دولار وهذه مليار ونصف دولار وهذه 500 مليون دولار، وسند عليه الورقة الثانية، هذه بهذا القدر وهذه بهذا القدر، واضحة يريد أن يجعله يشتري كل شيء ، وعندما وصل إلى مبلغ ربما ملياران أو 500 مليون قال له هذا عندكم ليس له قيمة، هذا لا شيء بالنسبة لكم.
هذا ترامب هكذا، عقليته هكذا، ثاني يوم عندما أصدر تصريحاً وقال انه يريد أن يسحب القوات الأميركية من سوريا، في ثاني يوم أو ثالث يوم لديه مؤتمر صحفي ويوجد ثلاث مستشارين بجانبه ويتكلم قال اذا كانت المملكة العربية السعودية مهتمة ببقاء قواتنا في سوريا فعليها أن تدفع، يجب أن تدفع ويفعل في يده هكذا (مشيرا إلى حركة المال) ما هذا الرئيس؟ ماذا يعني هذا؟ يعني أن الجيش الأميركي مجموعة من المرتزقة، تدفع الفلوس نقاتل، لا تدفع الفلوس نغادر، يعني أي تعبير آخر ليس له مكان، في حال انت قادم من أجل الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان والسلام في المنطقة ومحاربة الإرهاب، ما علاقة السعودية بدفع الأموال من عدمها؟
ترامب يتعامل أن القوات الاميركية هي مجموعة من الجنود المرتزقة وليست "black water" فقط، أسوأ من "black water"، أسوأ من اي شركة أمنية أميركية، إدفع الفلوس وانا أقاتل من أجلك، أشن حروب بالوكالة عنك.
لدينا إذن رئيس تاجر، عقل تجاري، ولدينا ايضا رئيس مأزوم، مأزوم بمشاكله الداخلية، بفضائحه، بالتحقيقات التي تُجرى، التي يجريها المحقق مولير، تتذكرون في اليوم نفسه الذي هدد فيه بقصف سوريا ـ يوم الأحد ـ بعد ساعة أو ساعتين كتب تغريدة هاجم المحقق مولير على تحقيقاته وعلى سخافاته بتعبيره هو.
لدينا رئيس مأزوم ولدينا رئيس تاجر ولدينا رئيس إنفعالي ولدينا ادارة غير منسجمة وفاقدة للرؤية الإستراتيجية. أليس من حق العالم أن يخاف وأن يقلق؟ لأنه يوجد غموض، لا أحد يفهم شيئاً من شيء.
بناء عليه، سؤالكم يعني ماذا سيحصل في سوريا؟ هو قال أمس، ربما يحصل شيء قريبا ً جدا ً، وربما ليس قريبا ً على الإطلاق، هذا ما يقوله هو وليس ما أقوله انا، مع هكذا رئيس ومع هكذا إدارة تستطيعون أن تفترضوا كل شيء، وانا لا أريد اليوم أن أرجح فرضية على فرضية.
في لبنان نحن الذين نتابع، اخواننا في سوريا، شعوب المنطقة، تستطيع أن تجلس وتقول في اي لحظة من اللحظات ربما يخرج أمامك على التلفاز "خلص" لا يوجد شيء، إنتهى الموضوع، سحب تهديداته، الحياة ستكمل على طبيعتها في سوريا وفي المنطقة. وتستطيع أن تأخذ فرضية ضربة محدودة لحفظ ماء الوجه. وتستطيع أن تأخذ إحتمال حرب. كل شيء وارد مع رئيس بهذه المواصفات ومع إدارة بهذه المواصفات.
رابعا ً وهو ما يجب أن نؤكد عليه أن هذا الذي يحصل الأن ويجب أن يعلمه ترامب والإدارة الأميركية وكل أجهزة المخابرات التي تراقب وضع المنطقة الأن، هذه النقطة المهمة التي سأقولها الأن، هاتين النقطتين وراء بعضهم.
النقطة الأولى عادة ً الأميركي عندما يهدد ويرعد ماذا يفترض؟ العالم مرعوبة، العالم خائفة، سوريا خائفة ومرعوبة ـ يفترض ـ إيران، روسيا، حركات المقاومة وبالتالي تركض الناس لكي تخضع وتتنازل وتركع وتستسلم "ودخيلك يا أخي" لا تفعل شيئاً، ماذا تريد نحن في خدمة عيونك.
أريد أن أقول لكم اليوم، اليوم نحن في 13 نيسان، أريد أن اقول لكم ليعلم العالم كله أن كل هذه التغريدات والتهديدات الترامبية الهوليودية الأميركية لم تخف ولن تخيف لا سوريا ولا إيران ولا روسيا ولا حركات المقاومة في المنطقة ولا شعوب المنقطة. لا يوجد أحد خائف. هذا اولاً، فلا ينتظر هو أن يخضع احدهم ولا أن يأتي أحد ليتنازل.
اليوم هناك قوة كبيرة في المنطقة تأسست على قاعدة إنتصارات وخاضت معارك كبرى وأسقطت مشاريع كبرى وتملك من القدرة والعقل والفهم والمعنويات والإرادة والإمتداد البشري ما يجعلها تواجه أعتى أعاصير هذا العالم، ليكن هناك ثقة بهذا الكلام، لا يوجد أحد قلق ولا أحد مرعوب ولا أحد خائف ولا أحد ذاهب ليستسلم، وليهول مثلما يريد وايضا ً ليفعل ما يريد وليس فقط يهول "يعمل يلي بدو اياه".
النقطة الثانية المهمة جدا ً، هو الان يهدد ويغرد ويفكر بالعدوان على محور خارج من إنتصارات باميركا الخارجة من مجموعة كبيرة من الهزائم، أميركا التي هزمت في العراق ـ طبعا ً هزمت بمشاريعها ـ هزم مشروعها في سوريا، هزم مشروعها في لبنان، ما زالت عاجزة في اليمن، ما زالت عاجزة أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكانت تراهن على إخضاعه وعلى إذلالها، وايضا ً تاريخ أميركا من الحروب في المنطقة، تذكروا من الفيتنام الى لبنان ببداية الثمانينات الى العراق الى الصومال الى افغانستان، هم يأتون برصيد كبير من الهزائم ونحن ذاهبين برصيد كبير من الانتصارات، هم يأتون باطماع كبيرة بالفلوس وخائفون من تقديم الدم ونحن ذاهبون بمسار قدمنا فيه عشرات آلاف الشهداء لتبقى لهذه الامة كرامتها وعزتها وقدسها وقرارها.
النقطة الأهم هنا أن تعرف الادارة الاميركية أن حربها على المنطقة لن تكون الحرب حربها على الانظمة ولن تكون معركتها مع الجيوش بقدر ما ستكون معركتها مع شعوب المنطقة.
وفي كل المعارك التي خاضتها أميركا مع الجيوش كانت تنتصر أو تهزم، ولكن في كل المعارك التي خاضتها مع الشعوب كانت تُهزم. النتيجة الحقيقية هي الهزيمة هي مشهد القوات الاميركية تخرج مهزومة ذليلة من اي بلد تفكر بالقدوم اليه او الاعتداء عليه، لا ينبغي أن نخاف لا ينبغي أن نقلق، مثلما يقول "أبو حسن" حاضرون في كل ساح، لن نترك السلاح.
ونحن أمام اي مرحلة جديدة نتحمل مسؤولياتنا بالكامل، بثقة، بوعي، بفهم، بعقل، بحكمة، بمسؤولية، وبإرادة، وعزم، وشجاعة.
ايها الإخوة والأخوات، اطلنا عليكم، موعدنا في 6 ايار، مرجوعنا على الانتخابات، موعدنا في 6 أيار مع الحضور والمشاركة الكثيفة في كل الدوائر، بيروت الثانية، بعبدا، في كل الدوائر يجب أن يكون لدينا الحضور الكبير، هناك أناس ـ شمال يمين ـ يمكن أن يطرحوا شبهات في مكان ما، يوجد اناس يحاولون ان يطرحوا شبهات ولا اريد ان اقول ما هي هذا الشبهات حتى لا اروج لها، لكن أعلق بكلمة واحدة اقول لكل من قد تصل اليه الشبهات الدينية أو الفقهية أو السياسية، اقول لكم من موقعنا الديني كما من موقعنا السياسي اذهبوا واقترعوا وانتخبوا وكونوا نصيراً حقيقياً واحضروا بقوة ولكن بهدوء.
الصوت العالي في الإنتخابات طبيعي، ولكن نريد حضوراً هادئً لا نريد اشكالاً مع احد، نريد انتخابات هادئة، انتخابات امنة، نريد انتخابات تعزز السلم الأهلي كل شخص يعبّر عن رأيه وينتخب كما يريد، لكن نحن ننتظركم في السادس من ايار من اجل اي شيء؟ من اجل وفائكم وانتم أهل الوفاء. من اجل وفائكم للوعد، ووفائكم للنصر، ووفائكم لدماء الشهداء، ووفائكم للمقاومة، ووفائكم لمستقبل هذا البلد. لشعب حر، آبي، سيد، كريم، عزيز، ولدولة سيدة، قوية، عزيزة.
ننتظركم يوم السادس من أيار مع أصواتكم التي يجب أن تحضر على كل الصناديق، الله يعطيكم العافية، موفقين، مباركين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.