استقبل الرئيس السوري بشار الأسد صباح اليوم علي أكبر ولايتي المستشار الأعلى لآية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي للشؤون الدولية والوفد المرافق له.
وتناول اللقاء التطورات المتسارعة في الحرب على الإرهاب والارتدادات السياسية الناتجة عنها، وهنأ ولايتي الرئيس الأسد والشعب السوري على دحر الإرهاب من منطقة الغوطة الشرقية وتحرير أهلها من جرائم الإرهابيين.
وقال الرئيس الأسد أنه "مع كل انتصار يتحقق في الميدان تتعالى أصوات بعض الدول الغربية وتتكثف التحركات في محاولة منهم لتغيير مجرى الأحداث"، مؤكداً أن "هذه الأصوات وأي تحركات محتملة لن تساهم إلا في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وهو ما يهدد السلم والأمن الدوليين".
[الأسد أمام ولايتي: انتصار سوريا يدفع الغرب لتغيير الأحداث]
وأكد الطرفان أن "تهديدات بعض الدول الغربية بالعدوان على سوريا بناء على أكاذيب اختلقتها هي وأدواتها من التنظيمات الإرهابية في الداخل، جاءت بعد تحرير الغوطة الشرقية وسقوط رهان جديد من الرهانات التي كانت تعول عليها تلك الدول في حربها الإرهابية على سوريا".
بدوره، أشار ولايتي إلى أن "صمود سوريا في واحدة من أعتى الحروب الإرهابية وتصميم شعبها على النصر، على الرغم من كل الدعم والتمويل والتسليح الخارجي لهذه الحرب، هو نموذج يحتذى به لكل شعب من الممكن أن يتعرض لمثل هذا النوع من الحروب"، مؤكدا أن "إيران كانت وستبقى دائماً إلى جانب سوريا".
وفي لقاء مع قادة عسكريين من الجيش السوري أمس الأربعاء، أكد ولايتي أن الذين راهنوا على إسقاط الدّولة السورية بعد أسبوع من بدء الأزمة، اليوم بعد سبع سنوات يرونها لم تسقط وأصبحت أكثر قوة مما كانت عليه، لافتًا إلى أن الشعبين الإيراني والسوري بقيا لفترة طويلة تعدت الأربعين سنة واقفين إلى جانب بعضهما البعض في مختلف المراحل، وهما اليوم خرجا من الحرب الإرهابية التي شنّت على سوريا مرفوعي الرأس، مضيفًا الى أنه "إذا نظرنا إلى جميع الدول الإسلامية لا نجد دولة تقف صامدة وثابتة ضد الاحتلال والصهاينة كما وقفت إيران وسوريا، وقد تجاوزنا اختبارات كبيرة سويًا".
واشار إلى أن "هذه الزيارة تأتي في وقت التهديدات الأمريكية لسوريا، لذلك قمنا بعقد هذا الاجتماع تفادياً لها".
وقال ولايتي: "نلاحظ أن النظام السعودي يمتلك المال ويتمتع بالدعم الأجنبي لكنه فاقد للأصالة، ولهذا السبب أصبحت السعودية ذليلة ومهانة، وتعيش صراعات بين الأمراء على الحكم والسلطة" مشيراً إلى أننا "اليوم نرى بأن المسؤول الرئيس في المملكة أصبح يتجول بين الدول ويسرق أموال بيت مال المسلمين ليشتري بها أسلحة كبيرة لا يستطيعون استخدامها أصلاً لأنهم أصبحوا مهزومين أمام الشعب اليمني وبالتأكيد سيلقون الهزيمة في اليمن".
وحول التهديدات الأمريكية لسوريا، قال ولايتي: "هذه التهديدات وحسب المثل الرائج: "ليست هذه أول قارورة تُسكر"، هم اعتادوا أن يهددوا دائماً وكل ما يستطيعون فعله أن يقوموا بالقصف، فهل إيران وسوريا لم تتعرض للقصف من قبل؟".
وشدد على أن "العلاقات بين إيران وسوريا وثيقة واجتازت مراحل صعبة جداً وهناك الكثير ممن كان يعتقد أن هذه العلاقات الاستراتيجية لا يمكن لها أن تجتاز هذه المراحل الصعبة، فمن كان يتصور في يوم من الأيام أن العلاقات السورية العراقية التي كانت تتعرض للمشاكل دائماً تصبح اليوم بهذا الشكل من الترابط؟، ومن كان يتصور بأن المقاومة الإسلامية في لبنان تصبح اليوم معترفاً بها من جميع الأطياف المسلمة والمسيحية؟ ومن يستطيع أن يتجاهل دور بلاد الشام في تاريخ الحضارة الإسلامية؟ وإن شاء الله سيبقى هذا البلد عزيزاً صامداً وسيعترف العدو والصديق أن سوريا اليوم هي أقوى من السابق وإن الذي سيبقى ويخلد هم الأصحاب الحقيقيون لسوريا والذي سيفنى ويزول هم الأمريكان والمعتدون".