كشف الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله وللمرة الاولى في خطاب الوفاء للنصر في النبطية عن شخصية المفاوض الذي نقل رسالة وزير الحرب الاميركي ديك تشيني في العام 2001 والتي حملت تقديمات مالية وسياسية لحزب الله مقابل إيقاف المقاومة والتخلي عن مهاجمة كيان العدو.
فمن هو جورج نادر؟
صحافي أميركي من أصل لبناني، رفعت قضيّة جنائية ضدّه عام 1985 بشأن مواد الأطفال الإباحية، كما يوضح موقع "إنترسبت".
عمل خلال التسعينيات رئيساً ومحرراً لمجلة "ميديل إيست إنسايت" وبالتعاون مع جامعة «ويليام آند ماري»، كان زميله والذي عمل كرئيس تحرير تنفيذي في المجلة آنذاك الأميركي الصهيوني "جوناثان كيسلر" والذي انتقل ليعمل مدير قسم التطوير والريادة باللجنة الأميركية للشؤون العامة الإسرائيلية المعروفة "أيباك".
سعى نادر من خلال المجلة ومشاركاته في بعض المؤتمرات إلى الدفع باتجاه ما يسمى "السلام" مع العدو الصهيوني، بما في ذلك مع سوريا ولبنان.
في عام 1996، وبعد مضي أقل من شهر على تسلم بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء في كيان العدو، استضاف جورج نادر نتنياهو ضمن فعالية "التغير في الشرق الأوسط" في العاشر من يوليو/تموز، وإلى جانبه إيهود أولمرت الذي كان عمدة القدس آنذاك.
في العام 2001 نقل عرضاً من ديك تشيني إلى الأمين العام لحزب الله هنا ابرز بنوده:
1ـ شطب حزب الله عن لائحة الإرهاب
2ـ إعادة الأسرى اللبنانيين من سجون العدو
3ـ رفع الفيتو عن مشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية
4ـ اعتراف اميركي بحزب الله
5ـ فتح العلاقات الدبلوماسية ورفع القيود امام حزب الله في العالم
6ـ إعطاء حزب الله اموالاً بقيمة 2 مليار دولار.
ويحق لحزب الله:
1ـ عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني
2ـ القبول باستمرار الخطابات ضده
3ـ الاحتفاظ بالسلاح باستثناء صواريخ "الكاتيوشا"
مقابل:
1ـ التزام حزب الله بعدم إطلاق النار بمواجهة الكيان الصهيوني.
2ـ عدم تقديم أي مساعدة للفلسطينيين.
3ـ التعاون مع الاميركيين قي موضوع تنظيم "القاعدة".
مع السعودية
وفي 2002 أقام احتفالًا في واشنطن بمناسبة تأسيس مجلته «ميدل إيست إنسايت». كان الحفل برعاية السفير السعودي، وممول من رجال أعمال سعوديين.
2003
بعد غزو العراق في العام 2003، طوّر علاقاته مع مسؤولين أمنيين وعسكريين في البيت الأبيض إبان عهد إدارة الرئيس جورج بوش الابن بينهم "ديك تشيني".
وخلال هذه السنوات، نسج نادر علاقات مع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وجهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد.
2016
قدم نادر نفسه في أروقة السياسة الأميركية على أنه مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وبعد تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب اقترب من شخصيات البيت الأبيض كإليوت برويدي ـ مدير شركة سيرسيناس للخدمات الأمنية ـ الذي أقام علاقات مع بن زايد بوساطة نادر.
نادر و"نيويورك تايمز" وشراء النفوذ السياسي
تكشف صحيفة "نيويورك تايمز" ان نادر تردد على البيت الأبيض أكثر من مرة خلال الأشهر الأولى لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتقى مقربين منه، منهم ستيف بانون وجاريد كوشنر صهر الرئيس لمناقشة السياسة الأميركية في منطقة الخليج قبيل زيارة الرئيس إلى السعودية في أيار/ مايو 2017.
وفي تقريرها المنشور في الرابع من آذار/ مارس 2018 فجرت الصحيفة مفأجاة من العيار الثقيل حينما ذكرت أن فريق تحقيقات روبرت مولر والذي كان يحقق في دور روسيا في الانتخابات الاميركية كشفت عن دور إماراتي محتمل في شراء النفوذ السياسي بالولايات المتحدة، مركزا على شخصية جورج نادر كما أجرى جلسات استجواب مع نادر لأسابيع.
وتشير "نيويورك تايمز" ـ التي رفض التواصل معها أو الرد على أسئلتها ـ إلى أن أحد الأمثلة على صلات نادر القوية أنه تلقى الخريف الماضي مذكرة مفصلة من إليوت برويدي ـ وهو من كبار المانحين لحملة ترمب ـ عن لقاء خاص مع الرئيس في البيت الأبيض.