المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

في القدس.. قصّة صمود جديدة في مواجهة الاستيطان

فلسطين المحتلة
يعيش الفلسطيني عبد الفتاح عبد ربه حياة بدائية داخل كهف متهالك في قرية "الولجة" جنوبي القدس المحتلة، ليحفظ أرضه التي ورثها عن آبائه وأجداده.
ولا يغادر عبد ربه هذا المكان خشية مصادرته، حيث تسعى سلطات العدو إلى ضمّ المنطقة وإدراجها في المخطط التهويدي الخاص بإقامة "حديقة عامة".
وشرعت بلدية الاحتلال خلال الأسابيع الفائتة بنقل حاجز "الولجة" الفاصل بين القرية والمدينة المقدسة، وذلك تمهيداً لعزلها وتحويل مساحة كبيرة من أراضيها إلى أراضي استيطانية.
وفي السنوات الماضية، استولت أذرع الكيان الغاصب على مئات الدونمات التابعة للقرية، وأغرقتها بالبناء الاستيطاني ومن ثمّ حاصرتها بجدار الفصل العنصري.
ويشير المقدسي الصامد في أرضه، في معرض حديثه لموقع "العهد" الإخباري، إلى أنه في صراع مستمر مع جيش الاحتلال الذي يضغط عليه بشكل مستمر لمغادرة الكهف والأرض المجاورة له بهدف استخدامها في المشروع الاستيطاني الرامي لطمس هوية القرية العربية، وتشريد أهلها.
وقال عبد ربه: "أتواجد مع عائلتي في هذا الكهف، والأرض المحيطة به بصورة دورية فنحن لسنا مالكين فقط لها وإنما نحن نحرسها من أيادي العدو". 
ويصر الخمسيني على التمسك بأرضه والبقاء فيها كونها تمثل مصدر رزق لأفراد أسرته. وسبق أن تعرّض عبد ربه للاعتقال مرّات عدّة من قبل جنود الاحتلال المتمركزين عند مدخل "الولجة" تحت ذريعة مخالفة "القوانين الإسرائيلية".

ويحرص أبناؤه على حفظ هوية أرضهم التي توارثوها عبر الأجيال، وهم يُعلّمون أولادهم تاريخها العريق. وفي هذا الإطار قال نجل عبد ربه الذي يساعده في أعمال الحرث والزراعة إن "هذه الأرض هي ملك لنا، ونحن نفديها بأرواحنا، وسنبقى فيها جيلاً بعد جيل رغم أنف المحتل".
وأضاف: "مساحة أرضنا التي يحاول العدو السيطرة عليها وطردنا منها تبلغ قرابة 20 دونماً، وهي مهدّدة بالمصادرة لصالح إقامة ما يسمونها "الحديقة العامة التابعة لبلدية الاحتلال".
ويخشى الأهالي من اقتطاع مساحات إضافية بعد الانتهاء من الجدار الفاصل الذي يجري تشييده حول القرية. وبحسب التقديرات، سيصبح قرابة (1500) دونماً من أراضي "الولجة" خلف الجدار، وهو ما يعني عملياً حرمان أصحابها منها.

واستولت سلطات العدو على نحو (80%) من أراضي الولجة إبان نكبة العام 1948، وتعتبر القرية بمثابة السلة الغذائية للقدس المحتلة، بفعل تنوع محاصيلها، وينابيعها العذبة.
وعلى مدار سنوات الاحتلال، تم تهجير ثلاثة آلاف شخص من سكان "الولجة"، ولم يتبق فيها الآن سوى بضع عشرات يعيشون حياة بدائية، وبرغم ذلك لا يسلمون من تضييق الصهاينة، علماً بأن أعمال البناء هناك محظورة على الفلسطينيين.

15-آذار-2018

تعليقات الزوار

استبيان