في التاسع عشر من شباط/ فبراير، أعلن كل من حزب الله وحركة "أمل" اللوائح الانتخابية التي سيخوضون من خلالها الانتخابات النيابية. خطوة الإعلان في يوم واحد ليست صُدفة بل استكمال للتناغم والتكامل بين الطرفين. بثلاث دقائق أتمّ الطرفان تشكيل اللوائح كما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري. الأمر محسوم بلا أي نقاش. مصلحة الوطن فوق أي اعتبار. لا مكان بينهما للحسابات الضيقة. تلك الحسابات التي لا يزال فريق ما يُسمى الرابع عشر من آذار يتخبّط في "زواريبها". أركان هذا الفريق "تحسبها جيداً". المعيار لديها ميزان الربح والخسارة في أي دائرة. وهي التي لطالما حسبت ألف حساب لصوت هنا ومقعد نيابي هناك. الأمر الذي يُفسّر التأخر الحاصل في حسم اللوائح الإنتخابية لدى هذا الفريق، أضف اليه انتظار كلمة السر الخارجية، مع العلم أنّ المهل تضيق والوقت المتبقى لا يتعدى الثلاثة أيام، قبل إغلاق باب الترشح.
حسم حزب الله وحركة "أمل" أمرهما باكراً جداً. الحزبان الوحيدان اللذين أتما اللوائح بلا أية عقبات، وفق ما يؤكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي، الذي يشدد على أن التحالف المتين الذي يربطهما مبني على النقاط الأساسية لبناء وطن قوي يقوم على أسس ثابتة عمادها المعادلة الذهبية "الجيش والشعب والمقاومة". برأي الساحلي، إنجاز اللوائح بسرعة قياسية يشكل امتداداً لتحالف الاستراتيجي بين فريقين سياسيين أطلق عليهما للأسف مفهوم "الثنائي الشيعي". لا يحبذ عضو كتلة الوفاء للمقاومة هذا المصطلح، لأن التحالف ليس طائفياً ومذهبياً بل تحالف وطني، وكلام الرئيس بري عن إتمام اللوائح ما هو الا تشجيع للقوى الأخرى للتلاقي والإتفاق على ما فيه مصلحة البلد".
ما يقوله الساحلي يؤكّده وزير الزراعة غازي زعيتر. برأيه، إنجاز اللوائح يشكل ترجمةً للعلاقة التي تربط الطرفين. يُشدّد على أن التنسيق بين الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، والرئيس نبيه بري كامل وأبدي، مبني على علاقة أخوة متينة. التحالف مبني على عناوين استراتيجية أساسية، وليس تحالف ظرفي. بحسب زعيتر، لم يكن هناك أية صعوبة في تشكيل اللوائح، أو أي تباين في وجهات النظر. "الكلمة الفصل كانت للقضية التي يحملانها والتي على أساسها يُبنى الوطن".