توقّفت كتلة الوفاء للمقاومة أمام ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في إيران، ورأت أن "موسم العز والانتصار تزهو سنابله في شباط من كل عام، مكلّلة بالفرح ومجللةً بالفخار، ثورة في الشرق تدك عرش الطغيان، تسقط معادلات لا تستولد إلا الهزائم والخيبات، وتبعث الأمل في نفوس المستضعفين بمسار لا ينتج الا المهابة والانجازات".
وتابعت في بيانها عقب اجتماعها الأسبوعي "فيما العالم يترقب باشتياق، يحسب المراقب أن لا حدث فيه الا حدث ايران، حيث الزرع ينمو في بيئة خصبة تعمل فيها عقول مبدعة واياد منتجة وارادات لا تلين، ويشتد العود وتنتقل القيادة من الامام الخميني (قدس) الذي كان يحرك العالم بإصبعيه، الى الامام الخامنئي الذي أذهل العالم بشخصيته المدبرة والقادرة على الانجاز والتطوير، فتغدو ايران الثورة بعد تسعة وثلاثين عاماً دولة عظمى يواصل بناء قدراتها قائد ملهم وشعب عظيم، وتأتي الذكرى لتؤكد صوابية المنطلق والهدف والمسار، ولتثبت ان السيادة ليست هبة تعطى وان الاستقلال ليس مجرد مرسوم، وان الهوية لا تستنسخ من منظمة الامم المتحدة ولا من مجلس الأمن الدولي".
وتوجهت الكتلة "بالتحية للثورة الاسلامية في عيدها التاسع والثلاثين، وتحية كبرى لقائدها وشعبها وللمسؤولين فيها ونهنئ جميع المستضعفين في العالم بنموذجها الحضاري الرائد والمتألق"، مشيرة الى انه "وفي سياق التحرر ذاته، تمضي المقاومة الاسلامية في لبنان وقد طوت بمسارها عهد الهزائم وفتحت آفاق الانتصارات، وقدّمت عبر تاريخها المشرّف أغلى التضحيات وأروع البطولات مرسخة عظيم الثوابت الوطنية التي ترفض الاحتلال وتمقت التبعية وترنو الى وطن حر وآمن لا يخضع لابتزاز ولا يركع امام تهديد".
وأكّدت الكتلة أن "القادة الشهداء منارات مضيئة لهذه المقاومة، وأدلة كاشفة عن منسوب تضحيتها وعطائها بدءاً من شيخ شهدائها الشيخ راغب حرب الى سيد شهدائها السيد عباس الموسوي الى عماد مجاهديها الحاج عماد مغنية، الذين نفخر بصدق التزامهم واخلاصهم وجليل إرثهم وتوهج حضورهم، وحجتهم البالغة على كل السائرين في دربهم لحفظ كرامة الانسان وصون سيادة الوطن وحماية أمنه واستقراره وتقدمه".
الكتلة أدانت النهج العدواني الصهيوني ضد سوريا دولة وجيشاً وشعباً، مبدية اعتزازها الكبير بالأداء الشجاع للجيش العربي السوري وبتصديه البطولي للعدو الصهيوني وتمكنه من اسقاط احدى الطائرات الاسرائيلية التي كانت تشن غارة عدوانية على الاراضي السورية.
وشددت الكتلة على أن "هذا الاداء وما تبعه من رد فعل سياسي متلعثم من قبل العدو الصهيوني يكشف عن حزم وشجاعة القرار السيادي الذي يقف خلف الأداء الجسور للقوات العربية السورية، كما يكشف حجم الوهن والإرباك اللذين يصيبان العدو عندما يشعر بجدية التصدي لاعتداءاته"، مشيرة الى أن "العدو ظهر اثر اسقاط احدى طائراته المعتدية, مشتتاً وضعيفاً وبدا بوضوح انه يمارس لعبة استعراض العضلات في الوقت الذي لا يملك فيه ثقة بجهوزيته لمواصلة المواجهة او بقدرته على شن حرب لا يدرك حجم اتساع جبهتها".
وحيّت "الجيش العربي السوري البطل"، مؤكدة ان "قوة سوريا هي قوة للبنان وان العدو الصهيوني لم يعد في مستطاعه التحكم بلعبة الحروب التي كان يدأب عليها".
وشددت الكتلة على حق لبنان الكامل في التنقيب عن النفط داخل مياهه الاقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة له، معتبرة أن أمر ترسيم الحدود البحرية هو شأن سيادي تتابعه الدولة اللبنانية التي تتحمل المسؤولية الوطنية تجاهه في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة.
وفي الشأن الداخلي، عبّرت الكتلة عن ارتياحها للقاء الرئاسي الذي التأم في بعبدا، مؤكدة أن المطلوب هو استمرار التفاهم فيما بين الرؤساء حول كل ما يتصل بادارة شؤون البلاد وحسن التعاطي مع القضايا الداخلية والتحديات الخارجية من أجل ان تتمكن البلاد من عبور عاصفة الاستهدافات بسلام والحفاظ على امنها واستقرارها في هذه اللحظة التاريخية الصعبة التي تعيشها المنطقة كلها.
ودعت الكتلة جميع القوى السياسية في لبنان الى مواصلة تحضيراتها وجهوزيتها بحكمة ومراعاة لحاجة البلاد الى الهدوء من أجل انجاز الاستحقاق الانتخابي النيابي "الذي نأمل أن تأتي نتائجه مرضية للشعب اللبناني التواق الى رؤية تبدل في المشهد السياسي الداخلي يعزز التفاؤل بإمكانية تحقيق تقدم في معالجة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الضاغطة فضلاً عن تحقيق النمو والتطوير في القطاعات التنموية المنتجة".