أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أنه عندما كانت أمريكا بقيادة أحادية في العالم لم تتمكن من شرعنة وجود "إسرائيل"، وهي اليوم أضعف ومربكة وتعاني من أزمة قيادة داخلية وعالمية، وتعاني من أزمة مصداقية، مضيفًا أن "هناك أقوياء في مقابلها وأصحاب حق ينتصرون عليها، من هنا لا تستطيع في هذه المرحلة أن تحقق أحلامها".
وفي كلمة ألقاها في اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية حول سُبُل مواجهة قرار ترامب حول القدس في فندق الماريوت اليوم، قال الشيخ قاسم إن "قرار ترامب يكشف الخلفية الأمريكية في احتكار رعاية التسوية لإبقاء "إسرائيل" في موقع الإملاء على الفلسطينيين في المفاوضات"، مضيفًا أن واشنطن لم تكن يومًا وسيطًا نزيهًا بالمعنى السياسي وإنما كانت شرطيًا يقف فوق رأس المفاوض الفلسطيني ليقدم التنازلات واحدًا بعد الآخر.
وتابع سماحته "هذا القرار هو قرار العجز والضعف، لأن أمريكا ملَّت من انتظار تسوية يمكن أن تكون بالإقناع، فرأت أنه لا بدَّ من فرض الاحتلال بقوة الموقف والسلاح والمال".
وأشار الى أن "ترامب يتخبط بدليل التهديد بقطع المساعدات عن الدول التي رفضت قراره في الأمم المتحدة وقطع المساعدات عن المفاوض الفلسطيني".
ولفت الشيخ قاسم الى أن "القدس لن تصبح عاصمة للاحتلال بقرار أمريكي، فالقدس عاصمة أبدية لفلسطين بقرار شعبها الفلسطيني الذي لم ولن يتخلى عن فلسطين، لذا فهي عائدة إلى أهلها محرَّرة ومنصورة. وأما "إسرائيل" فهي تراهن على الزمن لابتلاع فلسطين قطعة قطعة ولكن الزمن لن يكون لمصلحتها مع وجود المقاومة والانتفاضة ومع استمرار حركة جهاد الشعب الفلسطيني".
وأما في كيفية المواجهة، فشدّد نائب الأمين العام لحزب الله أولاً على "التركيز على القدس من زاويتين، من زاوية المسؤولية ومن زاوية التحرير، فالقدس مسؤولية فلسطينية وعربية وإسلامية وإنسانية، وهي إسلامية ومسيحية، ومن الخطأ اعتبارها قضية فلسطينية أو قضية عربية فقط، لأننا بذلك نصادر كل الطاقات التي يمكن أن تساهم في تحرير فلسطين، وأما من ناحية التحرير فالقدس تعني تحرير فلسطين وتحرير لبنان وتحرير سوريا وتحرير الأردن وتحرير المنطقة".
وشدد ثانيًا على أن المقاومة هي الحل، والانتفاضة جزء منها، و"علينا الدعوة إلى المقاومة والانتفاضة والدفاع عن هذا الخيار سياسيًا وثقافيًا وتربويًا وعسكريًا، والترويج لها كمقاومة كمنهج لا بديل عنه". ودعا إلى إيقاف كل شكل من أشكال المفاوضات والتعاون الأمني مع "إسرائيل" .
ولفت الشيخ قاسم الى أن دول العالم قد عملت على دعم الإرهاب التكفيري ومع ذلك محور المقاومة حرَّر منطقتنا من هذا الإرهاب التكفيري، وكذلك اليوم دول العالم تدعم الاحتلال "الإسرائيلي" ولكن محور المقاومة سيحرر فلسطين".
وختم الشيخ قاسم: من الضروري أن نقوم بالتعبئة الثقافية والإعلامية والسياسية وكل أنواع التعبئة، وأن نكشف الحقائق حول الاحتلال وخطره وتآمر الاستكبار الدولي، وتبيان تاريخ فلسطين والقدس، ليتعرف الجميع وخاصة الجيل الجديد في المنطقة والعالم على هذه الحقيقة.