اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن الذين لا زالوا يحرضون على المقاومة ويتخيلون أن بإمكانهم القضاء عليها أو النيل منها، عليهم أن ييأسوا، لأنهم لن يصلوا إلى أي نتيجة، فهذه المقاومة متجذرة في لبنان ولا يستطيع أحد أن يقتلعها أو يفرض عليها التخلي عن مسؤولياتها.
كلام الشيخ دعموش جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد باسم أحمد الخطيب في حسينية بلدة دير سريان الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وحشد من الأهالي.
وأكد الشيخ دعموش أن المقاومة تشكل مظلة أمان للبنان في مواجهة العدو الصهيوني والجماعات الإرهابية التكفيرية، وخيارنا هو مواصلة المقاومة ومتابعة طريقها، لأن مسارها هو الذي يوصل إلى نتائج مشرفة، ويحقق لأمتنا الانتصارات، بينما المسار الآخر ألا وهو التفاوض والتنازل والاستسلام للعدو، فلا يوصل لأي نتيجة، وقد رأينا إلى أين أوصلنا وما هي نتائجه اليوم.
ولفت الشيخ دعموش إلى أن المسار الذي انتهجته بعض الأنظمة العربية حيال القضية الفلسطينية من أوسلو إلى المفاوضات العقيمة إلى التطبيع وصولاً إلى ما يسمى بصفقة القرن، هو الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه، معتبراً أن الموقف العربي الرسمي الخجول والضعيف تجاه قرار ترامب، هو الذي جعل ترامب يصرّ على المضي في قراره من دون أن يعبأ بأحد من هؤلاء الحكام والملوك الذين لم يجرؤ أحد منهم على اتخاذ إجراءات عملية رادعة، بل حتى لم يهددوا مجرد تهديد بقطع العلاقات أو بوقف المفاوضات وسحب المبادرات أو بمنع التطبيع والتواصل مع العدو، ولم يدعوا حتى إلى انعقاد قمة عربية، بل إن موقف بعض الأنظمة المتواطئة مع ترامب والتي تعمل على إمرار صفقة القرن، هي التي شجعت ترامب على تحدي العالم والتمسك بقراره والمضي به قدما غير مبال لا بإجماع مجلس الأمن ولا بشبه الإجماع في الهيئة العامة للأمم المتحدة، ومن الطبيعي أنه إذا كانوا أصحاب القضية متواطئين أو غير مبالين أن يتمادى ترامب ونتنياهو في ما هو أخطر من ذلك.
وأشار الشيخ دعموش إلى أن المواقف العربية المتواطئة ستشجع ترامب وإسرائيل على اتخاذ خطوات أخرى من قبيل شطب حق العودة وضم المستوطنات إلى القدس وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، وأخطر ما في إعلان ترامب أنه يمهد لخطوات من هذا النوع وصولا الى إعلان يهودية فلسطين بالكامل.
وشدد الشيخ دعموش على أنه ليس هناك من رد أفضل وأهم وأفعل من الانتفاضة والمقاومة في وجه الاحتلال، فإسرائيل لا تخشى القمم ولا المؤتمرات ولا تخيفها المواقف الخجولة، فوحدها انتفاضة الشعب الفلسطيني في الداخل وجهاده ومقاومته وتضحياته هي التي يخشاها الإسرائيلي وتخيفه وتردعه، معتبراً أن حجارة الأطفال في فلسطين، أقوى وأشد على الصهاينة من الكثير من القمم والاجتماعات والمواقف.
ودعا الشيخ دعموش الشعب الفلسطيني إلى تصعيد هبّته الشعبية وصولاً إلى انتفاضة عارمة في كل فلسطين، وكذلك الشعوب العربية والإسلامية إلى مواكبة ومساندة هذا الشعب المضحي بكل أشكال المساندة، مشدداً على أن الجميع مطالب بدعم المقاومة في الداخل، لأنها هي الخيار المجدي القادر على استعادة القدس، وإبقائها عاصمة أبدية لفلسطين.