كرّم لبنان اليوم العسكريين الشهداء العشرة الذين استعيدت جثامينهم من تنظيم "داعش" الارهابي بعد اتمام التحرير الثاني للبنان. تكريم رسمي أقيم في وزارة الدفاع في اليرزة بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس الحكومة سعد الحريري، رئيس مجلس النواب نبيه بري، قائد الجيش العماد جوزيف عون، وزير الدفاع يعقوب الصراف، اضافة الى أهالي العسكريين الشهداء.
وبعد اطلاق 21 طلقة تكريماً للشهداء، وتقليد رئيس الجمهورية الأوسمة للعسكريين الشهداء، ألقى قائد الجيش العماد جوزيف عون كلمة أكد أنه "كان لحضور الرئيس عون الى غرفة عملية فجر الجرود الأثر الايجابي على معنويات الجنود"، مشيراً الى أنه "ما كان لعملية فجر الجرود أن تتم لولا القرار السيادي اللبناني الذي اتخدته الحكومة".
وشدد العماد عون على أن "فرحتنا بالانتصار على الارهاب تبقى حزينة"، وقال "رغم الانتصار لا تزال أمامنا تضحيات كبرى"، موضحاً أن "الجيش سينتشر على امتداد الحدود الشرقية".
قائد الجيش: الجيش سينتشر على امتداد الحدود الشرقية
العماد عون لفت الى "أننا لا ننسى الارهاب الأهم الذي يتربص بجنوبنا العزيز ولا يمكن أن نكون حراس حدود للعدو الغاصب"، وتابع إن "الشعب ما كلّ يوماً عن ممارسة حقة بمقاومة العدو الاسرائيلي ورد الجيش مستقبلا سيكون هو نفسه ضد كل من يحاول المس بلبنان".
وأكد العماد عون أن "الجيش سيكون على مسافة واحدة من مختلف الفرقاء وفي أعلى الجهوزية للدفاع عن وطننا الغالي".
رئيس الجمهورية: ليست الأوطانُ مستَحَّقةً لنا إذا لم نكن مستعدين لصونها بالشهادة
من جهته، قال الرئيس عون "إننا نقف بإجلال أمام جثامين شهدائنا، ننحني أمام تضحياتهم، فهم صانوا بدمائهم أرض الوطن، وحصّنوا أمن المجتمع، ومستقبل أطفالنا"، وتابع "شهداؤنا، وقفوا في العام 2014، على خطوط الدفاع عن لبنان، ملتزمين الواجب والمسؤولية، وقسم الشرف والتضحية والوفاء لجيشهم ووطنهم".
وأضاف الرئيس عون "شهداؤنا واجهوا الخطر والتحديات بعزم وإيمان، غير آبهين بما ظلّل تلك المرحلة من غموض في مواقف المسؤولين، سبَبت جراحاً في جسم الوطن، شهداؤنا وقعوا في يد الإرهاب الطامع ببلدنا، وسقطوا شهداء أعزاء، كباراً شرفاء، وانضموا إلى سجل الخالدين، فداء عن لبنان واللبنانيين".
وتوجه الرئيس عون الى أهالي العسكريين الشهداء بالقول "يا أفراد عائلات هؤلاء الأبطال، عهدي لكم أن دماء أبنائكم أمانةٌ لدينا حتى تحقيق الأهداف التي استُشهدوا من أجلها، وجلاء كل الحقائق". وتابع "أيها الحضور، أيها العسكريون، ليست الأوطانُ مستَحَّقةً لنا إذا لم نكن مستعدين لصونها بالشهادة، وكل ما غلا في حياتنا".
وشدد الرئيس عون على أن "جثامين الشهداء هي شهادة للعالم على ما يدفعه لبنان لمواجهة الإرهاب، ولإيمانه بأن روح الحق والاعتدال، أقوى من ظلمات الإرهابيين"، وقال "أيها اللبنانيون، وفاءً لتضحيات شهدائنا، علينا تمتين وحدتنا الوطنية، ونبذ المصالح الضيقة على حساب مصلحة الوطن والشعب".
وأضاف "أعلنكم شهداء ساحة الشرف؛ الأوسمة التي أضعها على نعوشكم هي أوسمة محبة وشكر من كل اللبنانيين لتضحياتكم من أجلهم، ومن أجل وطنكم".
وختم الرئيس عون "بشهادتكم تكبر الأوسمة ويكبر الوطن".